-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحب في سن الخمسين:

بين النضج والمراهقة المتأخرة

صالح عزوز
  • 296
  • 0
بين النضج والمراهقة المتأخرة

تتداول قصص الحب، بشكل كبير في أوساط الشباب، كل يقص مغامراته على حسب التجربة التي مر بها، لذا، تعتبر هذه المرحلة عند الكثير من الشباب المرحلة الأهم في حياتهم، لأنهم انتقلوا في اعتقادهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة والشباب، التي تقتضي بحسبهم السعي لكسب خليلة حتى ولو كانت في الخفاء، بل وتعتبر عند العديد منهم الإنجاز الأهم الذي يستوجب ذكره والافتخار به أمام الأصدقاء، غير أن الفئة التي نريد الحديث عنها في علاقات الحب، ليست الشباب، لأن الأمر طبيعي جدا، بالنظر إلى سنهم، بل فئة أخرى ربما تجاوزت سن الخمسين، فهل يمكن أن يقع الكهل في الحب بعدما تجاوز هذا العمر؟

سبب التطرق إلى هذا الموضوع، أن دكتورا في الجامعة علق في منشور في الفيسبوك، على سيدة تجاوزت سن الخمسين، تحكي قصة حبها، بنوع من السرور والدهشة، فعلق قائلا بالعامية: “هذاك واش خصك راك قريب تموتي وأنت تحكي على الحب”، هذا التعليق أحدث جدلية كبيرة بين الأشخاص، بل لاقت هذه السيدة تعاطفا كبيرا من الأفراد، الذين يرون مادامت أنها في علاقة شرعية ومقتنعة بهذا الشريك، فما دخل السن في الأمر، وذهبوا حتى حد شتم هذا الدكتور، وكيف له أن يحكم على سيدة لا يعرفها من خلال منشورها، بالرغم من أنه دكتور في الجامعة ويدعي العلم والمعرفة، كما علق بعضهم.

لذا، يرى الكثير من الأشخاص في مجموع هذه التعليقات للمنشور، بأن الحب لا يعترف بالسن، بل بالسلوك، ومن يحب في هذا العمر، ليس معناه أن يعيش مراهقة مـتأخرة، كما يدعي الكثير من الناس، لأن علامات هذه الظاهرة ليست الوقوع في الحب والسعي لبناء علاقة وطيدة مع شريك الحياة لكلا الطرفين، بل في الطيش وممارسة بعض الأفعال التي تنسب للمراهقين خاصة، من حيث الزي والسلوك والحديث وغيرها.

لقد أسقط الكثير من الناس على المحب في هذا السن، لقب مراهق في سن الخمسين، لأنه في اعتقادهم، لا يمكن بكل حال من الأحوال أن يعيش الشخص قصة حب وردية، إن صح التعبير في هذا العمر، ففي الكثير من الأحيان، هذه القصص تكون مرتبطة بالمغامرة وهذا الأمر، لا يليق بكهل كبير.

يراه البعض عبثا وتضييعا للوقت ولا يليق بالفرد في هذه السن، ويراه الطرف الآخر أمرا صحيا، فالحب لا يقاس بالأعمار بل بالأفعال، فكم من محب في سن الخمسين كان مخلصا، وفي المقابل، كم من مراهق في سن العشرين كان كاذبا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!