جواهر

بَلْطَجة نِسْوِية

سفيان كعواش
  • 1067
  • 6
ح.م

كانت مرتدية حِجابا مُحترما جِدا، -وأستطيع أن أقول عنها أنها كانت جميلة- دَخلت…جَذبت الكُرسي وجلست قُبالتي على الطاولة…بلا سلام…ولا استئذان…؟؟!!.

قَدَّمت طلبها للنادل…وفي انتظار طَلبِيتها، لم يمنعها شيء من أن تضع مِرْفقيها تحت خذَّيها فوق الطاولة…ولم يُثنها شيء –والحال هكذا- و لم تراع كون أنفاسها تكاد -بل قل- تختلط بأنفاسي كون طاولة “البيتزيريا” صغيرة جدا…؟!.

لم تَكْتَرث البَتّة لوجودي…ولم تُعِرني أدنى اِهتمام…اِختلَطت علي الأُمور…ألهذا الحد أنا لست وسيما…ولا جذّاباً…؟أم تَراها لم تكن تراني سوى كرسي جالس فوق كرسي…وتَعزيةً لنفسي اتهمت ذَوْقها….؟!.

وخِلال تلك المدة القصيرة زمنيا…الطويييييلة “معنويا”… تبادلتْ معي الأدوار غصْبًا عنّي…إذ أنني كُنت آكل على اِسْتِحْياء…ولا أدري أين أجُول بِبَصري….فِي حين هي تأكل بِأرِيحية وشَهية غيرَ مُكترثة البتّة لا بي ولا بغيري…وكأن الذي يشاركها الطاولة امرأة مثلها…أو أنني لم أكن مَرئيا “masqer” بالنسبة لها…؟! أنا كنت حَيِيًا كالعروس في خِذرها…أما هي…؟؟؟؟.

فعلا هَزُلت…فبِتصرُّفها “البلطجي” ذاك…أَلبستني ثوب المرأة…في حين ارتدت هي، ثوب “الرجولة”…؟!. فأين يكمن الخَلل؟ أم هل يوجد خلل أصلا؟ وهل هي المُثقفة المُتحضّرة…أم أنا البَدوِّي المُعقّد؟

هل جَنت على أنُوثتِها أم حقّقت ذاتها وفَرَضت كَيْنَونتها؟ وهل هذه مِن تَجَلِّيات ومُكتسَبات المرأة أم أنه مما خَسِرته وسَتندَم عليه يوماً…ولاَّت حِينمَندم؟!.

مقالات ذات صلة