-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مراهقون في الطور الابتدائي

تأثير محتويات شبكات التواصل على البراءة

صالح عزوز
  • 450
  • 0
تأثير محتويات شبكات التواصل على البراءة

لا يختلف اثنان في أن شبكات التواصل الاجتماعي، كانت سببا مباشرا في العديد من السلوكات السلبية، التي نقف عليها في المجتمع، بل تجاوزت الحدود الأخلاقية والعرف والتقاليد، وحتى الجوانب الروحية. لكن الشيء المؤسف حقا، أن هذا التأثير وصل إلى المدارس الابتدائية. ولما نتحدث عن هذا الطور، فهو بمثابة الحديث عن البراءة، لكنهم وبسبب هذه التكنولوجيا، أصبحوا مراهقين بلقب أبرياء، إن صح التعبير.

لا ننكر أننا كآباء، تساهلنا مع أبنائنا في هذا الجانب، إلا من رحم ربي. وهذا، في اعتقادنا، أننا حينما نقدم لهم هواتفنا النقالة دون رقابة ولا حدود، أننا نحبهم.. لكنه، وللأسف، العكس تماما. فنحن بصدد تهديم البناء العقلي والإدراكي عندهم، في هذه السن المبكرة، دون علم منا. وهذا، ما نتج عنه سلوكات قريبة وتشابه سلوكات المراهقين بأطفال صغار لم يعيشوا براءتهم، بل وصلوا إلى مرحلة متقدمة من حياتهم، وكنا بذلك المتهم الأول في ما هم عليه اليوم. فلا تستغرب حينما يقوم ابنك أو تقوم ابنتك، وهي في الطور الابتدائي، بحركات أو تتحدث بكلام أهل “التيك توك” و”أنستغرام”، وغيرها من المحتويات الهدامة، التي غيرت سلوك أطفالنا، وكنا نحن السبب، حينما غفلنا أو تغافلنا على تربيتهم الحسنة والمعتدلة، التي تليق بسنهم، وتركناهم في أيدي جماعة المحتويات التافهة والمفسدة للسلوك والطباع والشخصية.

وجب اليوم، دق ناقوس الخطر، واتخاذ إجراءات فورية، في استعمال الهاتف النقال من طرف أبنائنا.. إجراءات وقائية خاصة، قبل أن يقع أولادنا في المحظور، ويكون الرجوع إلى الخلف مستحيلا.. وهو ما نشاهده حولنا كل يوم، لكن، بقينا مكتوفي الأيدي، دون حركة، ونحن نلاحظ ما وصلت إليه سلوكات أطفالنا، في السنوات الأولى من أعمارهم، وأصبح من الصعب السيطرة عليهم، ووصل العديد منهم إلى مرحلة الإدمان على مشاهدة المحتويات الهدامة للشخصية والأخلاق، وهم لا يدركون حجم هذا الخطر. فلو كنا ندرك نحن هذا، ما تركنا هذه الأشياء في أيديهم طوال الوقت، بل أصبحت من شروطهم في بعض الأحيان في البيت، من أجل الأكل أو الدراسة، وأرغمونا على هذا، بالرغم من أخطارها عليهم، وكأننا نلقي بأولادنا إلى التهلكة، ونحن في كامل قوانا العقلية.

الواجب علينا اليوم، مراقبة أبنائنا، وبدل إعطائهم هواتفنا للتخلص منهم، نعطيهم القليل من وقتنا، ونقدم لهم أشياء تفيدهم وهم في سن بناء الشخصية، وتعليمهم ما يفيدهم، بدل تركهم يتجولون في الهاتف الجوال ويتعلمون ما يضرهم ويضر أخلاقهم

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!