تأجيل استئناف “فضيحة” الطريق السيار شرق-غرب إلى إشعار آخر

أجلت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، الخميس، محاكمة المتورطين في “فضيحة” الطريق السيار شرق-غرب، بعد عودة الملف إلى أروقة العدالة في إطار الرجوع بعد النقض أمام المحكمة العليا، حيث تقرر برمجة محاكمة المتهمين من جديد خلال جلسات لاحقة من الدورة الجنائية الحالية.

وجاء تأجيل الملف بطلب من المحكمة بعد غياب عدد من المتهمين غير الموقوفين عن حضور الجلسة العلنية، إلى جانب غياب الشركات المتهمة بصفتهم أشخاصا معنوية، حيث سيمثل بتاريخ لاحق 9 متهمين من بينهم المتهم الرئيسي “ش.م” مدير شركة “أوريفلام” لتسويق العطور ومستحضرات التجميل، ورجل الأعمال “ع. س”، وكذا “ح. س” مدير التخطيط بوزارة النقل سابقا، إضافة إلى المتهم “ف. ب” رئيس ديوان سابق بالوزارة، إلى جانب 7 شركات ومجمعات أجنبية، إذ ستوجه لهم تهم تتعلق بجناية تكوين جماعة أشرار، الرشوة واستغلال النفوذ، تبييض واختلاس وتبديد أموال عمومية والمشاركة في التبديد.

يذكر أن التحقيقات في الملف انطلقت بناءً على شكوى قدمها الممثل القانوني لوزارة الأشغال العمومية ضد مدير المشاريع الجديدة لدى الوكالة الوطنية للطرق السريعة، وهذا بعد اكتشاف تقديم رشاوى من قبل الشركات للحصول على المشروع، وحدوث جملة من التلاعبات طالت ما يعرف بـ”مشروع القرن” الذي تم منحه لمجمع صيني بتكلفة انجاز بلغت  6 ملايير دولار أمريكي، ويمتد على طول 1700 كلم لإنجاز 400 محول وطرق إجتنابية، وكذا 400 منشأة فنية و17 نفقا إلى جانب 350 فضاء استراحة، غير أن عمليات إعادة التقييم رفعت سقف قيمة المشروع ليستنزف أكثر من 13 مليار دولار أمريكي.

للإشارة يعتبر ملف “الطريق السيار” واحدا من أبرز قضايا الفساد التي عالجها القضاء الجزائري، كونها مست أكبر مشروع بقطاع الأشغال العمومية الذي استنزف ميزانية ضخمة رصدتها الحكومة، كان مصيرها التبديد والاختلاس.