تألق جماعي هجومي.. والتفكير في منظومة دفاعية أصبح ضروريا

انتهت الدورة الدولية الودية، وانتهى معها أول امتحان للناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش على رأس المنتخب الوطني الجزائري، حيث نال الأداء بشكل عام رضا المتتبعين وعشاق الكرة، وكانت هناك إيجابيات كثيرة كالتغير في الكبير في مستوى التشكيلة خاصة ذهنيا ونفسيا، وكذلك الجودة في طريقة اللعب، فيما تواصلت السلبيات والمتمثلة في الهشاشة الدفاعية، والتي تتطلب حلا عاجلا قبل المواعيد المقبلة.

ولعل أبرز شيء لفت انتباه المتتبعين هو الروح المعنوية الكبيرة للاعبين، والابتسامة التي لم تفارق جلهم طيلة التربص واللقاءات، بالإضافة إلى تعاملهم مع النتائج في أكثر من مرحلة في اللقاءين أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا، وهو ما يؤكد التحرر النفسي الكبير للاعبين خلال التربص، واستعادتهم نشوة اللعب، بعد إدراكهم نيل فرصتهم في المشاركة، وإبراز إمكانياتهم أمام الجماهير الجزائرية.

وشهدت المواجهتين فنيا وتقنيا، تألق هجومي رهيب، من خلال التنوع الكبير في الهجمات، والاعتماد على الأروقة والعمق، دون الكرات الطويلة التي كانت سابقا تطغى في لقاءات الخضر، وهو ما يؤكد التعامل الجيد للناخب بيتكوفيتش مع اللقاءات، رغم المدة القصيرة التي تواجد بها في المنتخب، بالإضافة إلى اعتماده على كل اللاعبين في الشق الهجومي، عدا بوعناني وغيتان المصاب، وهو ما تجلى في التألق الكبير لبعض الأسماء في صورة بقرار، واكتشاف حاج موسى، واستعادة نجم الدورة ياسين بن زية، الذي رد بطريقة خاصة على الناخب الوطني السابق، مؤكدا أحقيته في التواجد سابقا مع كتيبة “المحاربين”، ومستواه أفضل من بعض اللاعبين الذين نالوا فرصة المشاركة مع الخضر في فترة ماضية.

الاستعانة بثلاثي دفاع قد يحل أزمة هشاشة الدفاع

وكان منصف بقرار نجم نيويورك سيتي، أحد أبرز النقاط الإيجابية بالنظر لغياب أسماء على مستوى قلب الهجوم، بعدما كانت حكرا سابقا على الثنائي سليماني وبونجاح، وبدرجة أقل ديلور، إلى أن ما قدمه ابن سطيف يجعله أحد أبرز الحلول الهجومية في المستقبل، نظرا لصغر سنه، وإمكانياته البدنية والفنية الكبيرة التي أبان عليها، بالإضافة إلى نقطة لفتت الانتباه، وهي الانسجام الكبير الذي أبانه مع بعض اللاعبين، وشكل ثنائيا رائعا مع ياسين بن زية.

وبعيدا عن الإقناع الهجومي والجمالية في الخط الأمامي، ظهر الخط الخلفي بصورة غريبة جدا، وأبان عن هشاشة كبيرة بتلقيه لخمسة أهداف كاملة في لقاءين، رغم إعتماده على ثنائيتين في لقاءين، من خلال بن سبعيني وماندي، اللذان استهلا اللقاء السابق، قبل أن يتعرض بن سبعيني إلى إصابة ويعوضه توغاي، لكن الخط الخلفي ظهر مهزوزا في اللقاء السابق، قبل أن يقرر الاعتماد على ثنائية أخرى بماندي ومداني، الذي شارك لأول مرة في تاريخه مع المنتخب، وهو الذي شكل مفاجأة في الشارع الرياضي عقب تواجده في قائمة المنتخب، وتلقى المنتخب ثلاث أهداف أخرى، جعل الجميع يطرح التساؤل، حول سبب إبعاد زين الدين بلعيد وعدم مشاركته مع المنتخب طيلة الفترة التي تواجد فيها مع المنتخب، بالرغم من مطالب مشاركته بالنظر لما يعانيه دفاع الخضر منذ كان 2019.

تواصل الهشاشة الدفاعية في المنتخب الجزائري، جعلنا نستحضر فترة رابح سعدان التي أعاد فيها الصلابة الدفاعية من خلال الاعتماد على ثلاث مدافعين، واستغلال النزعة الهجومية الكبيرة للأظهرة على غرار نذير بلحاج، في نفس خصائص ايت نوري ويوسف عطال، في الجيل الحالي، حيث سيمنح تواجد ثلاثي دفاع كماندي وبن سبعيني ومدافع ثالث، حل كبير لبيتكوفيتش تكتيكيا، بالنظر لإمكانية الاعتماد على بن سبعيني وماندي كأظهرة خلال فترات اللقاء، والاستفادة الكاملة من إمكانيات الظهيرين ايت نوري وعطال، اللذين يحسنان اللعب في هذا النظام مثلما تألق عطال سابقا مع فييرا في نيس، وايت نوري مع نظام وولفرهامبتون، في حل آخر بالنظر لغياب أسماء في المستوى تستطيع تعويض الثنائي، وغياب مدافع حقيقي بمستويات كبيرة في الدوريات الأوروبية، أو الدوري الجزائري.

والأكيد، أن تربص جوان المقبل سيشهد غياب العديد من الأسماء التي لم تقنع خلال الوديتين، مع تواجد أسماء أخرى في المستوى خلال الفترة القادمة، على غرار عودة اسماعيل بن ناصر، ومنح الفرصة للاعبين آخرين في صورة أمير سعيود، ووناس وعبد القهار قادري، وبعض الأسماء التي غابت عن التربص الحالي، والتي لا يعرفها الناخب فلاديمير بيتكوفيتش.

ياسين بن زية: سنواصل العمل لإسعاد الشعب الجزائري

”الحمد الله وبفضل الله، تمكنت من تسجيل ثنائية. أهم شيء هو العودة في النتيجة خاصة وأننا نعمل مع مدرب جديد. لقد كان امتحان جيدا أمام منافس افتك المرتبة الثالثة في منافسات كأس أمم إفريقيا. أود أن أشكر الأنصار لمساندتهم، عائلتي وكل من دعمنا خلال هذا اللقاء. سنواصل العمل من أجل إسعاد الشعب الجزائري”.

محمد أمين مداني: قمت بمهمتي على أكمل وجه

”أنا جد سعيد بمشاركتي الأولى مع المنتخب الوطني، لقد قدمت كل ما بوسعي واعتقد بأنني قمت بمهمتي على أكمل وجه بفضل الله، لقد واجهنا منتخبا جيدا يحسن طريقة إخراج الكرة من الخلف، لقد طبقنا تعليمات المدرب أين سيطرنا على المنافس، المقابلة كانت مليئة بالإثارة أين استخلصنا فيها العديد من الدروس.”

ياسين براهيمي: رغم التعادل قدمنا مباراة جيدة

أبدى قائد المنتخب الوطني ياسين براهيمي سعادته الكبيرة إثر قيادة رفاقه لتقديم مستويات كبيرة في مباراة جنوب إفريقيا رغم التعادل بثلاثية في كل شبكة.

وقال ياسين براهيمي في تصريح له خلال المنطقة المختلطة: “كنت أحب أن أسجل ثنائية، لكن اليوم سجلت هدفا واحدا فقط.. الحمد لله قدمنا مباراة جيدة رغم التعادل”.

إسماعيل بن ناصر: “ستشاهدون منتخباً قويا جدا.. نحتاج فقط إلى قليل من الوقت”

بسبب إصابة يعاني منها لم يشارك إسماعيل بن ناصر في تربص الخضر الذي تخلله إجراء مقابلتين وديتين أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا تحت إشراف المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش.

وكشف بن ناصر في تصريحات لموقع “إنستان فوت” الفرنسي، أن المنتخب أصبح يضم جيلاً جديداً من اللاعبين الشباب المميزين، حيث قال: “اللاعبون الشبان الذين وصلوا إلينا حديثاً، مثل حسام عوار، وحتى الأصغر منه سناً، مثل فارس شعيبي وبدر الدين بوعناني، سيكونون إضافة قوية للمنتخب، وعلى اللاعبين أصحاب الخبرة في منتخبنا أن ينقلوا لهم خبراتهم، وروح الفريق”.

وأضاف نجم فريق ميلان الإيطالي: “إنهم يملكون مهارات فنية رائعة، لكن اليوم الأهم بالنسبة لنا سيكون العامل الذهني، بالإضافة إلى القيم والأشياء الإيجابية التي اكتسبناها في السنوات الماضية، بعد ذلك ستشاهدون منتخباً قوياً، وقوياً جداً، نحن نحتاج إلى الوقت، ويجب أن نترك الوقت الكافي لهؤلاء اللاعبين الشباب، مع الوقت سنشاهد أشياء رائعة”.

ويطالب عدد من الجماهير الجزائرية منح إسماعيل بن ناصر شارة قيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة، بالنظر إلى مستوياته القوية مع “ثعالب الصحراء”، علاوة عن ابتعاد عدد من الأسماء التي تقدمت في السن، عن القائمة الأولى لبيتكوفيتش في المعسكر الحالي، وأبرزهم رياض محرز لاعب الأهلي السعودي، علاوة على إسلام سليماني ويوسف بلايلي.