الرأي

تاكلوا الكااابل؟ آآه‮!‬

عمار يزلي
  • 3248
  • 0

التذبذب في‮ ‬الذبذبات الذي‮ ‬حصل مع تبدد الكابل البحري‮ ‬في‮ ‬عرض‮ ‬البحر،‮ ‬بحر هذا الأسبوع،‮ ‬أظهر بشكل جلي‮ ‬عجزنا عن التصدي‮ ‬لمثل هذه الانقطاعات التي‮ ‬تقطعنا عن العالم الخارجي‮ ‬قطعا وتشل حركة التعاملات والمعاملات وتكبّدنا خسارة بالملايير‮. ‬اتضح أننا لم نفكر في‮ ‬بدائل مثل ما فعلته الجارة نتاع‮ “‬جاري‮ ‬يا حمودة‮”‬،‮ ‬التي‮ ‬رغم تضررها من نفس الحادث،‮ ‬إلا أن الانقطاع لم‮ ‬يحصل كما حصل معنا‮.‬

نمت لأجد نفسي‮ ‬أعيش هذه الأزمة على مستوى شخصي،‮ ‬فلقد‮ “‬فليكسيت‮” ‬لنفسي‮ ‬100‮ ‬دج لشراء بعض‮ “‬الميغات‮” ‬من‮ “‬الطرواجي‮” ‬لأجيب بنعم،‮ ‬عن سؤال‮ “‬طمبوـ لا‮”. ‬كنت متأكدا أني‮ ‬سأربح سيارة،‮ ‬لكن القرش ابن الكلب،‮ ‬المتهم‮ (‬ظلما وزورا كذئب‮ ‬يوسف‮) ‬بقطع الكابل،‮ ‬خسرها عليّ‮ ‬وكدت أكلب‮.. ‬حصّلت خسارتي‮ ‬لقروشي‮ ‬هذه في‮ ‬القرش،‮ ‬وأبعدت التهمة عن‮ “‬عرب قريش‮” ‬الذين كانوا السبب الرئيسي‮ ‬في‮ ‬خسارتي‮ “‬للديميل‮”. ‬هكذا أنا دائما،‮ ‬حَسَن النية‮”‬،‮ ‬بحُسن نية،‮ ‬أسيئ الظن بالحيوانات وأحسنه بالبشر‮! ‬

بالصدفة،‮ ‬وجدت زوجتي‮ ‬قد عادت من السوق بسمكة بوزن كيلوغرام لعشاء الليلة بمناسبة عيد ميلادي‮ ‬الذي‮ ‬يصادف برج الحوت‮.. ‬الدخان كان لا‮ ‬يزال‮ ‬يخرج من رأسي‮ ‬وأذني‮ ‬ومناخيري‮ ‬من الزعاف‮ “‬ديل ميل‮” ‬بعدا‮!.‬

مسكت الخنجر ورحت أقطعها إربا إربا وأطعنها كما لو كنت أطعن إسرائيليا،‮ ‬بلا شفقة ولا رحمة وأنا أردد لوحدي‮ ‬كالمجنون‮: ‬تاكلي‮ ‬الكااابل؟ آآآه‮! ‬تاكلي‮ ‬دي‮ ‬ميل؟ آآه‮. ‬شكون‮ ‬يردّلي‮ “‬دي‮ ‬ميل‮” ‬نتاعي؟ أمك القرشة أو أبوكِ‮ ‬كبير الكرشة؟ خسّرتي‮ ‬عليّ‮ “‬آفير‮” ‬نتاع لوطو،‮ ‬ضيّعت لي‮ ‬عمرة للوزوطو‮! ‬تاكلي‮ ‬الكااابل؟‮. ‬كليتونا دراهمنا بالخدمة العوجا،‮ ‬وحصلتوها في‮ ‬الحوت والموجة‮.. ‬تاكلي‮ ‬الكااابل؟ خليوتنا نسفوا‮ “‬الصابل‮”.. ‬بلعتوا علينا رحمة ربي،‮ ‬وخلِّيتوا القدس لأولاد الرَّبِّي‮! ‬تاكلي‮ ‬الخيط؟ آآه‮! ‬خليوتونا أنقزوا كالقطوطة فوق الحيط،‮ ‬راسي‮ ‬راها‮ ‬يشيط،‮ ‬مخي‮ ‬راه باغي‮ ‬يدير”زييط‮”‬،‮ ‬تاكلي‮ ‬الكابل نتاع الأنترنات آآه‮! ‬عندكم كللي‮ ‬حي‮ ‬كللي‮ ‬مات،‮ ‬ما على بالكم لا باللي‮ ‬جاي‮ ‬ولا باللي‮ ‬فات،‮ ‬تاكلي‮ ‬الكااابل‮. ‬آآه‮! ‬حسبيته دجاج؟‮ ‬ياوحد الروكين،‮ ‬ياعدو الدوفين،‮ ‬تاكلوا‮ “‬ليزينيتي‮” ‬اللي‮ ‬شريتهم بديميل سلفتها من عند نسيبتي‮ ‬آآه‮. ‬كليتوا كلشي،‮ ‬ما خليوتنا حتى شي،‮ ‬العشاوات بالغنا والمشوي،‮ ‬ولافيرات بالراشي‮ ‬والمرتشي،‮ ‬ياوحد القروش،‮ ‬يا كبار الكروش،‮ ‬يا للي‮ ‬تعاونتوا مع جورج بوش،‮ ‬وكوفي‮ ‬عنان الكحلوش،‮ ‬ودخلتونا الكيف والروش،‮ ‬وبنيتوا القصورة وخليتو الشعب طاير مع الطيورة،‮ ‬عايش في‮ ‬التوش،‮ ‬في‮ ‬ڤربي‮ ‬وإلا في‮ ‬حوش،‮ ‬ما تحشموش؟ تقطعوا الكابلات بلعاني‮ ‬تحت البحر؟ باش تفسدوا البلاد في‮ ‬شهر،‮ ‬وتقهروا هذا الشعب اللي‮ ‬ما بغا‮ ‬ينقهر،‮ ‬تاكلي‮ ‬الكااابل؟آآه‮. ‬كليتوا كلشي؟‮ ‬ياعرب‮ ‬غولدامايير وموشي،‮ ‬يا وجوه الكاووتشي‮!‬

وأفيق وقد هشمت لي‮ ‬زوجي‮ ‬سنا ونابا‮: ‬آآيمّا‮!  ‬بنت البوشي‮ “‬هرشت لي‮ ‬ضروشي‮”!‬

مقالات ذات صلة