الجزائر
في لقائه الشهري مع وسائل الإعلام

تبون: الحراك ظاهرة صحية لكن هناك بوادر اختراق داخلية وخارجية

الشروق أونلاين
  • 7172
  • 18
ح.م

قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الخميس، أن استمرار الحراك بسلميته ظاهرة صحية لكن هناك بوادر اختراق من الداخل والخارج نحذر منها.
وكان تبون يتحدث في لقائه الشهري مع وسائل إعلام وطنية.

وأكد “وصيتي للمشاركين في الحراك.. حذار من الإختراق لأن هناك بوادر لذلك من الداخل والخارج، أما البقية فهو ظاهرة صحية”.

وأوضح “من مازال يخرج من حقه لأن ذلك من الديمقراطية وخاصة في ظل السلمية وهذه ظاهرة صحية، وأنا لا ألوم الحراك لأنه أنقذ البلاد من الكارثة (..) الدولة كادت أن تنهار وبالأخص أنه كانت هناك تصرفات في هذا الاتجاه ولولا الحراك لكنا نبحث عن وساطة للازمة الجزائرية”.

وشدد تبون على أن “الحراك نجح في عدة نقاط وما تبقى تعهدت باستكماله واليوم يمكننا حل المشاكل عكس ما كان سابقا لوجود شرعية دستورية وسيكون ذلك بتعديل الدستور والذهاب إلى انتخابات جديدة “.

وأوضح “هناك بوادر وتغير لمسته في الواقع تجسد في نمط التسيير عكس الوجه البشع الذي لاحظناه سابقا”.

إضرابات غير بريئة

وفي إجابته عن سؤال بخصوص تزامن الذكرى الأولى للحراك الشعبي مع بروز حركات احتجاجية في بعض القطاعات، أكد تبون أن “تسلسل الإضرابات في قطاعات هامة وفي وقت معين ليست ظاهرة سليمة وليست ممارسة نقابية ومن يمارسها يمارس ‘البوليتيك’ وليس السياسة”، معربا عن أمله في أن “يرجع هؤلاء الأشخاص إلى وعيهم”.

ولدى تطرقه إلى الإضراب في قطاع التربية، قال تبون “لطالما عبرت عن تبجيلي للأساتذة والمعلمين، سيما خلال حملتي الانتخابية، كما طالبت بمراجعة كل ما يتعلق بالأساتذة لإعطائهم مكانتهم في المجتمع”، معتبرا أن “الإعلان عن إضراب وطني في الوقت الذي لم تكن فيه الحكومة منصبة ولم يعطها البرلمان الإشارة الخضراء، أمر لا يحل المشكل الذي يتطلب وقتا وإمكانيات مادية ومالية وتنظيمية”، خاصة أن الأساتذة لديهم “الأولوية في الحلول للمشاكل المطروحة”.
وفي ذات الإطار، أوضح رئيس الجمهورية أن المدرسة “تعاني اليوم ولم تحل بعد مشكل الإطعام والنقل المدرسي والتدفئة”، مشددا على أن هذه الإضرابات “غير بريئة وتشنها نقابات غير معتمدة”.

كما تحدث رئيس الجمهورية عن إضرابات “تمس بسمعة البلاد وتضر بالمواطنين وتعطل مشاغلهم” في إشارة إلى إضراب مستخدمي الملاحة في الجوية الجزائرية، منتقدا الذين يشنون إضرابا عن طريق إرسال “رسالة نصية في ظرف نصف ساعة”، مشيرا إلى أن “القانون لا ينص على هذا بل ينص على وجوب الإعلان عن الإضراب وذكر مبرراته، بما يمكن من مباشرة مفاوضات وإيجاد حلول”.

وبهذا الصدد، دعا تبون إلى عدم “تمييع الدور النقابي”، مؤكدا أن “توقيت هذه الإضرابات غير سليم وغير بريء وهناك من يسخن الأجواء ليوم ما، وأملك 50 سنة تجربة في التسيير ولا يمكن إقناعي بالعكس”.

وأضاف أن “من يريد حل المشاكل يبادر لإيجاد الحلول النهائية، أما الإضراب العشوائي فهو ممنوع في بعض المرافق العمومية”، مؤكدا على ضرورة “الإعلان عن الإضراب قبل شنه بغرض تمكين شركات الطيران أو المطارات من اتخاذ الاحتياطات اللازمة على غرار إعلام المواطنين بالإضراب”.

وفي هذا الشأن، انتقد رئيس الجمهورية دفع هذه الوضعية بالمواطنين وخاصة المرضى منهم إلى افتراش أرضيات المطارات بسبب إلغاء رحلاتهم.

وساطتنا في ليبيا نزيهة

وبخصوص سؤال حول الأزمة الليبية قال تبون “أنا بطبعي متفائل بحل الأزمة الليبية لبعض الأسباب التي أبداها الليبيون أنفسهم وعبروا من خلالها بأن لديهم ثقة في الجزائر”، لافتا الى أن هذا الأمر نابع من موقف الجزائر “المعروف تجاه هذه الازمة”.

وأضاف رئيس الدولة بأن ” تدخلنا بخصوص الازمة في ليبيا نزيه وليس لديه خلفيات توسعية ولا اقتصادية أوتجارية”، مشيرا الى أن “ما يهم الجزائر أيضا هوارجاع الجميل للشعب الليبي الذي ساعد الجزائريين اثناء الثورة التحريرية و(…) حماية حدودنا من انزلاقات خطيرة والرجوع بعدها لنبني المغرب العربي مع بعض”.

كما أكد بأن الفرقاء الليبيين “قابلون كلهم” بتدخل الجزائر في مسعى حل الازمة في ليبيا، كاشفا بالمناسبة بأن البعض منهم ومن الطرفين، قالوا بأنه من “غير الجزائر لا يثقون في أحد”. وبالنسبة لرئيس الجمهورية فانه من الصعب اليوم توقيف حرب بـ”الوكالة” لان ثمة -كما قال- خلفيات “صعبة” بالنظر الى أن المشكل ليس بين الليبيين بل يكمن في التواجد الاجنبي في ليبيا.

وحسبه فان تفاؤله بحل الازمة في ليبيا يرجع أيضا إلى كون كل المتدخلين في ليبيا “أشقاء أوأصدقاء”، مؤكدا بأن الجزائر تمتلك علاقات طيبة مع مصر والامارات العربية المتحدة وروسيا وتركيا وهي بالتالي قادرة على الجمع ما بين الفرقاء وأن تكون حكما “نزيها”.

وتكمن الخطة الثالثة في مسعى حل هذه الأزمة –برأيه في “رغبة الجزائر في أن يستفيد الليبيون من تجربتنا التي عشنا فيها مرارة التفرقة والمآسي والدم في فترة معينة”، مشددا على أنه لا وجود لحل أخر بعيدا عن “التحاور والتسامح والوئام ما بين الفرقاء “.

واعتبر في نفس السياق ب”أننا نملك اليوم فرصة ثمينة بعد أن وافقت كل القبائل القوية في ليبيا -التي أبدت استعدادها للمجيئ الى الجزائر-على تدخل ومساهمة الجزائر في حل الازمة” في هذا البلد، مضيفا ب”اننا نريد ان نستنسخ تجربة الجزائر في حل أزمة مالي في ليبيا الشقيقة من خلال استحداث مجلس وطني انتقالي في ليبيا ومؤسسات مؤقتة تؤدي الى انتخابات تشريعية حقيقية تنصب من خلالها حكومة يعينها البرلمان …”.

والمهم في هذا الخصوص بالنسبة لرئيس الدولة هو”إيقاف تقتيل الليبيين بأسلحة متطورة تأتي من الخارج وليس تلك التي خلفها النظام السابق والتي تم توزيعها على منطقة الساحل”، مضيفا بأن “ليبيا تشهد اليوم صراعا ايديولوجيا وتوسعيا وللمصالح وأن ما يهم الليبيين هوأن يعيشوا أحرارا في بلادهم وان ينعموا بخيراتها فقط”.

مقالات ذات صلة