جواهر

تجسست على زوجي.. واكتشفت مصيبته!

تسنيم الريدي
  • 46082
  • 25
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أتابع صفحتكم منذ فترة طويلة، والآن لم أجد سواكم لأبث له مشكلتي، أنا متزوجة منذ أقل من 6 أشهر، وزوجي طيب وخلوق وبار بوالديه والجميع يحبه، ومنذ فترة كنت اتصل بوالدتي من جواله، وأخذت أتصفح الرسائل فيه بحسن نية، فوجدت رسالة مشبوهة، فتابعت الأمر لمدة أسبوع واكتشفت أنه شاذ يضيف الشباب ويتكلم معهم بكلام لا يليق، وعندما شعر إنني بدأت أتصل بأمي من جواله كثيراً، أصبح لا يريدني أن أمسكه، لكنني لم أشعره بشيء، علاقتنا الزوجية تكون مرة واحدة أسبوعياً، ماذا أفعل أنا منهارة وحائرة وأخشى أن يكون الأمر أكثر من مجرد رسائل، فأنا أترك مشكلتي بين يديكم للوصول لحل فعال رجاء فهل أطلب الطلاق قبل أن نرزق بأبناء أم ماذا أفعل فقد بدأت أتناول حبوباً لمنع الحمل بدون علمه.

الحزينة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بك أخيتي على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك كله للخير، وأن يديم بينك وبين زوجك السكن والمودة والرحمة، وأن يعينك على مساعدته للخروج من هذا البلاء، ونشكر لكِ تواصلكِ وثقتكِ الغالية بموقعنا، وترك حل موضوعكِ بيدنا.

أنا أتعاطف معكِ لأبعد الحدود، وأشعر بالألم الذي يعتصركِ لمجرد حصول ما يؤذي مشاعركِ وحبكِ لزوجكِ في بداية حياتكِ الزوجية؛ ولكن هناك بعض نقاط في استشارتكِ لا يمكن تتجاوزها، أولاً أخيتي أن مدة الحياة الزوجية بينكما قصيرة جداً، والأيام بينكما لا تخلو من كدر ومنقصات وابتلاء وليس أحد ناجٍ منها، بل هي خطوة إلى النجاح والاستقرار (كالملح في الطعام)، وهي أيضاً نعمة من الله تعالى لتكفير السيئات، ورجوع العبد إلى الله سبحانه وتعالى والاجتهاد في الدعاء.

الثانية : تجسسكِ على الزوج وفتح جواله بهدف البحث وراءه؛ هو محرم شرعاً بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية ولا خلاف في ذلك، وقوعك في أمور لا تحمد عقباها لو علم زوجكِ بفعلكِ هذا – بغض النظر عن دواعي فعلك -، وكان الحري منكِ احترام خصوصيات زوجكِ في جميع الأحوال؛ لأنه مطلب في غاية الأهمية وهو من أسباب الأمان ودوام الحياة الزوجية بين الزوجين.

 

لذلك أخيتي هوني على نفسكِ، واعلمي أن موضوعكِ بيدكِ وهو سهل وبسيط – بإذن الله تعالى- حين تنظري إليه بعين الرحمة والمودة والصلاح والاستعانة بالنصائح المفيدة النابعة من أهل العقد والصلاح، وخصوصاً إذا عرفتِ بعض جوانب حياتكما الزوجية، فقد لا يكون الخطأ من الطرف الآخر، قد يكون من أنفسنا ؛ لأننا لم نفهم الطرف الآخر جيداً، لاسيما مع وجود صفات إيجابية في زوجكِ من طيبة وخلق وبر لوالديه ومحبة الجميع له.

وأنا أرى أن الطريق الشرعي يقفل على الشخص طريق الشذوذ، والشذوذ هو مرض، وأن الشاذ ما هو إلا قلب جائع مضطرب ضل عن طريق الهداية والحقيقة، يجب علينا أن نمسك بيديه ونرشده للدرب المستقيم والطريق الصحيح؛ وهي حقيقة لا نحبها ، بالرغم من وجود أناس بهذا الميول الشاذ والغير طبيعي، حتى أصبح واقعاً ملموساً في مجتمعنا ؛ على أن الانحراف الأخلاقي قد يكون متأصل في نفوس البعض يحتاج منّا تهذيبه وإصلاحه وسينجح العلاج بإذن الله.

وباستطاعتكِ أيتها الزوجة أن تكون المتعة الجنسية الطبيعية معكِ هي المسيطرة والأكثر قرباً إلى رغبات الزوج من شذوذه؛ إذا علمتِ أن شذوذه حالة مرضية يمكن العلاج منها، ولكن قد تطول فترة العلاج، محتسبة الأجر على ذلك، بالرعاية التامة وإصلاح الحال.

والزوجة الصالحة المباركة تعلم جيداً أن الإنسان ضعيف ويمكنه أن يقع في المعصية في أية لحظة، وتعلم أن ارتكاب زوجها لذنب ما، لا يعني أنه سيء في كل شيء، فتحاول مساعدته بطيب خاطر ولا تـزيدها معصيته إلا شفقة عليه ورحمة به، وتتفادى أي مشكلة بالصبر والحكمة وحسن الخلق وحسن التعامل ( تتقبله كواقع وتعالجه ).

إن معاملتكِ مع زوجكِ بالحسنى وطيب النفس، مع نسيان ذنبه أو معصيته – التغافل -، وفتح صفحة جديدة معه، تزيد من الود والرحمة والمعروف بينكما، وسيجد هذا الأمر منكِ عليه عظيماً وكبيراً.

ما دامت الزوجية قائمة بينكما، فيجب عليك البقاء معه وطاعته بالمعروف – تـرفقي بنفسكِ وتذكري أن العبد مبتلى – مع جذب الزوج بالكلمة الطيبة وإهدائه الحب والحنان ليلجأ إليكِ وليس لأحد غيركِ، قدمي ورود العطف والحضن المفتوح بين كلماتكِ له.. استعيني بالدعاء لكما في جوف الليل ومداومة النصح واللطف له؛ وتذكري نحن من نصنع لأنفسنا النجاح.

حالياً لا تفكري في الحل بالطلاق، وخلال مدة معينة سيتضح إن كان العلاج يأتي بنتيجة أم لا، وتحدثي معه عما يسعده في العلاقة الحميمية فقد يفتقد شيء ما يجذبه إليك، وتصفحي من خلال الكتب العلمية الإسلامية الأوضاع الحميمية التي تجذب الرجل- في إطار ما هو حلال شرعاً- وبإذن الله تحل المشكلة.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعينا بأخبارك

تابعي هذه الردود للاستشارات المشابهة:

أعاني الشذوذ

http://jawahir.echoroukonline.com/articles/509.html

أخي والشذوذ

http://jawahir.echoroukonline.com/articles/2665.html

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة