-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تمييع وتسيب داخل المؤسسات التربوية

تحديات تكريم الأستاذ.. هل فعلا هذا ما يستحق؟

نسيبة علال
  • 1875
  • 1
تحديات تكريم الأستاذ.. هل فعلا هذا ما يستحق؟

دراما، سوسبانس، ولوحات تمثيلية تشترك فيها مجموعة من التلاميذ داخل حجرة التدريس، وبالتأكيد في وجود أشخاص يوثقون كل ذلك عبر فيديو أو بث مباشر على تيكتوك، كل هذا لشرف أستاذ ما سعد بنتائج وما أبهجه سلوك.

من يجني الكثير من الإعجاب؟

بين مؤيد لها ومنتقد، يتفق الاثنان على أن تكريم المعلم في القسم بعد خدعة تنطلي عليه أو يمثل ذلك في بعض الأحيان لمسايرة تلاميذه وصناعة البوز على المواقع، كل هذا لجلب الإعجاب والتفاعل.. رؤوف، طالب بثانوية مصطفى لشرف بالبليدة، يؤكد على أن زملاءه قد بالغوا مؤخرا في تصوير مقاطع للأساتذة وهم متأثرون من تكريم بسيط بباقة ورد، ويتعمدون مشاركتها على صفحات مليونية للحصول على الإعجاب والمدح، وقد كنت من المؤيدين لهذه التحديات وكنت كثيرا ما أشاركها حتى تعم، وفي اعتقادي أنها تسعد الأستاذ، لكن في الأغلب أصبحت تسيء إليه أكثر من إكرامه، خاصة بعد تمييعها، حتى إني اكتشفت بعض الأساتذة يطلبون تصويرهم في مقاطع كهذه..”

الخبيرة في علم النفس والاجتماع، الأستاذة مريم بركان، تفسر الانتشار الرهيب لهذا النوع من المحتوى على المواقع، بكوننا “أمام جيل يبحث عن الإشادة والتبجيل، نظير أي شيء يقوم به، حتى وإن كان لا يستحق ذلك، لهذا، فإن نشر مقاطع لتكريم الأساتذة مع نهاية الفصل الدراسي ليس سوى بحث عن إصلاح العلاقة المتوترة بين الطرفين، وتلميع لصورة التلميذ المشاغب الكسول في الكثير من الأحيان، بحيث يمكن تكريم الأستاذ بعدة طرق دون الحاجة إلى النشر المستمر لمشاهد الدراما والبكاء في المؤسسات التربوية التي لها حرمتها”.

أساتذة يناشدون: “أكرمونا بالنتائج والسلوك الحسن”

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، تجمع كلا من الأستاذ والتلميذ، كلاهما ينشر ويطلع على ما نشره الآخر بكل يسر، لذلك، فإن التحديات التي تغزو المواقع لتكريم الأستاذة تصل إلى الطرفين ليتفاعلا معها، وما لاحظناه من خلال جولة معمقة بين تعليقات العديد من هذه الفيديوهات، انقسام الرؤى حولها.. ففئة من المعنيين تعتبر الأمر مواكبة للنشاط الإلكتروني ونوعا من أنواع التعبير والتقدير للأستاذ، بينما يستنكر الكثير منهم

وحتى أولياء أمور مثل هذه التحديات التي لا معنى لها، سوى أنها استغلال لصورة المعلم، ويجب الحد منها، بالمقابل، على التلاميذ أن يكرموا معلميهم بالسلوك الطيب والنتائج الحسنة، لا بفيديوهات التيك توك وتفاهات المواقع، وفيه تقول المفتشة التربوية الأستاذة سليمة ديب: “ليس الأستاذ في حاجة إلى التشهير به عبر المواقع، وإنما تكريمه الأكبر يكون بدفعة من التلاميذ الأسوياء سلوكا، المتخلقين والمتميزين بنتائجهم ومستواهم الدراسي العالي، لذلك، على الجميع إيقاف مهازل التيك توك واليوتيوب، والالتزام بواجبهم المدرسي أفضل”.

الإدارة في مواجهة التيك توك

علقت العديد من إدارات المؤسسات التعليمية والتربوية تعليمات صارمة، وسنت عقوبات للأشخاص الذين يقومون بتصوير الأسرة التربوية والنشر عبر المواقع دون إذن مسبق وتسريح من الإدارة، مع هذا، نستمر في مشاهدة آلاف المقاطع عبر المواقع، ما يعني بوضوح أن التلميذ لم يعد يلتزم بأخلاقياته، ولا يهتم بقوانين، بقدر ما هي مهمة لديه حساباته على المواقع، سألنا فريال تلميذة أولى ثانوي، نشرت على تيك توك مقطعا تجاوزت مشاهداته 4 ملايين، يتم فيه تكريم أستاذ بباقة ورد والتصفيق له في نهاية الصف، بعد إخطاره بشكل عاجل بوجود نزاع في القسم، تذكر فريال أن المؤسسة منعت مثل هذه التصرفات بعد انتشارها الكبير، لكن التلاميذ اغتنموا نهاية الفصل الأول ليقوموا بهذا التحدي، وتؤكد أن الإدارة بعد اكتشافها الأمر، منعت الجميع من نشر المقطع احتراما لخصوصية الأشخاص الذين يظهرون فيه..” تضيف الناشرة قائلة: “جربت وضع الفيديو على تيك توك وأنستغرام، وفوجئت بمئات الإعجاب والطلبات والتعليقات تتهاطل علي، فتركت التفاعل مستمرا وقررت أن أعارض رغبة الإدارة، لأنها كانت فرصتي لتنشيط حساباتي، حتى إنني كررت التحدي مع أستاذة مستخلفة لأنشر المقطع، وجلبت لها ورودا، لكنها رفضت أن أنزل صورها.. مع هذا، أخفيت وجهها ونشرته، لكن الإدارة عاقبتني بمجلس تأديبي، مع أني كنت أظن أنها لن تكتشف الأمر أبدا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • قل الحق

    الأن حفلات الإبتدائي بتلاميذه و اساتذته و أولياء التلاميذ النساء في غالب الأحيان تنشر من طرف مديرة المؤسسة على الإنترنت لتشتهر مدام المديرة. هل أخذت هذه (المربية) الإذن من جميع الحضور لتنشر كما تشاء، و هل يسمح لها القانون بذلك، مستحيل. للأسف هذا هو الحرم المدرسي في عصر المطالبة بالراتب العالي.