رياضة

تحدّيات وزير الرياضة الجديد

ياسين معلومي
  • 2469
  • 6

عندما عاد المنتخب الوطني من مونديال البرازيل 2014 بتأهل تاريخي للدور الثاني، كنت أعتقد يومها وبصدق أن الكرة الجزائرية ستعطي دفعا كبيرا لكل الرياضات الأخرى من أجل التألق، بغية المساهمة في رفع الراية الوطنية في مختلف المنافسات الإقليمية والدولية، خاصة أن جميع الجزائريين ودون استثناء وضعوا ثقتهم كاملة في المسؤولين الذين أوكلت إليهم مهمة تسيير الرياضة الجزائرية.
لكن الحقيقة المرة التي لا بد من أن نقف عندها اليوم هي أن الرياضة الجزائرية تراجعت كثيرا جراء الصراعات بين أبناء وطن واحد، ما تسبب في تقهقرها بشكل يدعو إلى الخوف والقلق، وهذا رغم الإمكانات التي تمنحها الدولة الجزائرية لهذا القطاع، والأموال الطائلة التي وجهت إلى العديد من المشاريع التي بقيت إلى يومنا هذا معطلة إلى إشعار آخر، ولن تعرف الفرج ما لم يجد صُنّاع القرار حلولا سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أياما بعد تعيين الهادي ولد علي وزيرا للشباب والرياضة شهر جويلية 2015 قادما من القطاع الثقافي، دخل هذا الأخير في صراعات ومشاكل مع العديد من الشخصيات الرياضية، بداية برئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف ومحمد روراوة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم ورؤساء اتحادات أخرى عصفت بالرياضة الجزائرية وأدخلتها في دوامة من المشاكل، وأوقفت التطور الذي كانت عليه الرياضة في السنوات الماضية، فعندما يصبح وزير القطاع عاجزا عن مواكبة التطور المذهل لرياضتنا، مع تفننه في الوقوف في وجه الرياضيين والمسؤولين، والدوس على القوانين الدولية، مثلما حدث مع اتحادية الكاراتي التي تم تجميد نشاطها وسط أزمة قانونية قرابة خمسة أشهر قبل أن تنفرج في شهر جانفي الماضي بانتخاب مكتب جديد.
مشاكل الرياضة الجزائرية وصلت حتى إلى رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ الذي راسل بوتفليقة طالبا منه التدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهي الرسالة التي استجاب لها الرئيس الذي قام في التعديل الحكومي الأخير بتعيين محمد حطاب وزيرا جديدا خلفا للهادي ولد علي الذي حسب رأيي حطم الرياضة الجزائرية وأدخلها الإنعاش، كيف لا وجل الرياضات تعاني في صمت بسبب الوزير المنتهية مهامه الذي حاول مرارا أن يقيل رئيس اللجنة الأولمبية، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل بسبب تهديدات الهيئة الأولمبية، وهو ما عطّل تحضيرات الرياضيين للاستحقاقات القادمة.. تصرفات تجعلنا ندفع ثمنها مستقبلا.
مهمة الوزير الجديد الذي أوكل إليه تسيير قطاع الشباب والرياضة، هي طي الخلافات والجلوس مع المسؤولين، وخاصة رؤساء الاتحادات لإيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن، تحسبا للمواعيد الكبرى، على غرار أولمبياد طوكيو 2020 والألعاب المتوسطية التي ستحتضنها تاراغونا الإسبانية الصيف المقبل، والدورة التالية بوهران صيف عام 2021، فضلا عن الألعاب الإفريقية للشباب صيف العام الجاري، والكثير من التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية في مختلف الرياضات.
رسالتي إلى الوزير الجديد هي إبعاد كل المتطفلين الذين وجدوا ضالتهم مع الوزير السابق، والعمل على فتح صفحة جديدة لإعادة الرياضة الجزائرية إلى سابق عهدها، فالذين حطموا تطور الرياضة نتركهم لضمائرهم، في وقت يبقى الخاسر الأكبر هو الجزائر التي تدفع دائما فاتورة أخطاء تسييرية تكلف الكثير.

مقالات ذات صلة