تحرك دبلوماسي جزائري واسع لإبعاد شبح الحرب عن ليبيا
تحركت الجزائر في أكثر من اتجاه، لإبعاد شبح الحرب في ليبيا، والذي صار قريبا للغاية، بعد ما أجهض هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على طرابلس منذ أفريل الماضي، جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة الأزمة الليبية.
التقى الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، وتوسعت المحادثات لتشمل وفدي البلدين، وجرت المحادثات بمقر رئاسة الجمهورية بحضور وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، وزير الداخلية والجماعات المحلية كمال بلجود، مدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين عيادي، وكذا ممثل عن وزارة الدفاع الوطني عن الجانب الجزائري، وعن الجانب الليبي وزير الشؤون الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، وزير الداخلية فتحي باشاغا، ومستشار الأمن القومي، تاج الدين محمد الرواقي.
وقبل هذا، أدانت الجزائر في بيان للخارجية بـ”قوة” القصف الذي استهدف الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، داعية إلى تغليب المصلحة العليا والعودة السريعة إلى “مسار الحوار الوطني الشامل في هذا البلد الشقيق والجار”.
وجددت “رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في ليبيا، فإنها – يضيف البيان – “تناشد كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية لتغليب المصلحة العليا والعودة السريعة إلى مسار الحوار الوطني الشامل للتوصل إلى حلول كفيلة بإخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها وبناء دولة مؤسسات ينعم فيها الشعب الليبي السيد بالسلم والأمن والاستقرار في كنف البلد الواحد”.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وصل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي التقى نظيره صبري بوقادوم، ونقلت مصادر ليبية مطلعة لـ”الشروق”، أن “اجتماعا مغلقا عقد بين وزراء خارجية الجزائر وليبيا وتركيا”، لبحث تطورات الوضع، خاصة بعد توقيع اتفاقية أمنية بين حكومة الوفاق الليبية وأنقرة، وبدأت هذه الأخيرة نقل عسكرييها إلى طرابلس لدعم قوات الجيش الليبي في مواجهة قوات حفتر، وهو الأمر الذي “يزعج” الجزائر، وهي التي قالت على لسان مسؤول الدبلوماسية صبري بوقادوم الخميس الماضي، “نرفض وجود قوات أجنبية في الجارة الشرقية”، وقناعتنا أن حل الأزمة لن يكون إلا سياسيا، وأن لغة “السلاح لن تزيد الوضع سوى تعفن”.
وتعد هذه اللقاءات “الهامة” و”المستعجلة” التي تمت، أول تحرك جزائري في ظل القيادة الجديدة للبلاد، لنزع فتيل الحرب في الجارة الشرقية، وهذا تماشيا مع القرارات التي صدرت عقب اجتماع المجلس الأعلى للأمن، برئاسة عبد المجيد تبون.
هذا الأخير، نجح في الحصول على دعوة رسمية من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، لحضور الندوة الدولية حول ليبيا، ببرلين، بعد بروز مؤشرات توحي بعزم “أطراف إقصاء الجزائر وتونس”، رغم أنهما الأكثر تضررا في حالة وقوع حرب في ليبيا، كما حصل مع السودان التي وجدت نفسها بعيدة عن الاجتماعات التي تجرى بين دول جوار ليبيا.
وفي تحرك آخر للجانب المصري الذي يقف إلى جانب اللواء حفتر،، تحتضن القاهرة اجتماعا “خماسيا” هذا الأربعاء، حول ليبيا يجمع وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص الرومية، اللافت فيه غياب الجارتين الجزائر وتونس.