تحريم ما لا يحرم
عندما يصبح الخمار والحجاب و”الحايك” والجلباب واللثام، وحتى “الجلابة” المحلية (دعنا من “البرقع والتشادور”!)، محرما دستوريا في بلد يقول (والله أعلم) أن الإسلام دين الدولة، فلا نعلم بالضبط عن أي دين نتحدث؟ خاصة وأن وزارتنا تشمل جميع الأديان: فهي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف! وليس وزارة الشؤون الإسلامية! والفرق في ذلك كبير!
أقول هذا من باب طرح مشكلة الجمارك الجزائرية مع الخمار والحجاب و“الفولار“! نحن نتعامل مع المسألة كما لو كانت “ميزة” ورمزا دينيا أجنبيا، وبالضبط كما تتعامل فرنسا وبعض الدول العلمانية المعادية للإسلام معه. فرنسا، كانت قد فعلت هذا مع نساء جزائريات كشفن أنفسهن وتبرجن في الساحة العامة في العاصمة أثناء الثورة. كل هذا من أجل دفع المرأة إلى التخلي عن “الحشمة والوقار” كما يشير إلى ذلك “فرانز فانون“. وبقيت فرنسا، حتى وهي تخرج من الجزائر مدحورة، تتابع الملف في بلدها من أجل نزع ما كان يسمى بـ” التسنن” أو “التحجب” في ديارها وأيضا الآن في ديار أهلها من المسلمين، وبرعاية “استسلامية” وطنية!
من يتحدث عن الجمارك، كما لو كانت المؤسسة الوحيدة، التي تمنع ارتداء الحجاب، فهو مخطئ (اذهبوا إلى عقر دار الرئاسة! ولا أريد أن أتحدث عن مؤسسات أمنية ذات زي رسمي، أتحدث فقط عن المؤسسات المدنية!). وعندما، يتحدث الوزير الأول عن الدستور والقوانين المنظمة التي تتحكم في الهندام الرسمي للجمارك، نفهم بأن الدستور هو دين لا يسمو فوقه دين!، مع العلم أن الدستور لن يكون دستوريا إلا إذا تماشى والدين الإسلامي!
نمت، لأجد نفسي أنا هو مدير ديوان الديوانة رفقة وزير المالية، وقد جاء ليتفقد الهندام الرسمي للعاملات. قلت له: ما عنديش أنا مشاكل الآن مع الأعوان بعد هذا اللغط. فقد قمت بتسريح كل العاملات اللواتي لم يرضين أن “يبدين زينتهن لغير بعولتهن أو آبائهن أو أمهاتهن أو إخوانهن أو بني أخواتهن“. وحتى المتبرجات منهن بزينة ومن أظهرن جيوبهن ورفضن أن يدلين عليهن من جلابيبهن ليعلم ما يخفين من زينتهن“..كلهن سرحتهن سراحا جميلا! لم يبق إلا بعض الرجال (المتشبهين بالنساء!). ولكني أفكر في طرد نصفهم، خاصة أولئك الذين بدؤوا يتحدثون سرا وعلانية عن “حلق الشوارب وإعفاء اللحى“! فكل من لا يحلق ذقنه كل يوم، معرض للطرد! قلت لهم هذا، وطردت العديد منهم كإجراء تأديبي على “قلة الأدب” في إظهار التدين ولبس اللحى والتسنن، ورفع ساقي السروال إلى الأعلى! لا نصف ساق ولا لحية ولا حجاب! من أن يتجمرك..فليتبرج بزينة..
وأفيق وقد ناضت لي اللحية “قد هااااااك“.. في 10 دقائق.. من كثر الهم!