-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يضاعف فرص النجاح ويوفر ميزانية دروس الدعم

تحضير المتمدرسين نفسيا وفكريا للسنة الجديدة

نسيبة علال
  • 1102
  • 0
تحضير المتمدرسين نفسيا وفكريا للسنة الجديدة

يتطلب النظام الدراسي المستحدث مؤخرا، أن تتم مرافقة التلميذ في مختلف الأطوار التعليمية من قبل الأسرة أو دروس الدعم.. فالمنهاج الجديد لا يحقق النتائج الجيدة بالاعتماد على ما يتم تلقيه في المدرسة لوحدها، ما يجعل التحضير والإعداد المسبق ضرورة لا مناص منها، مهمة أخذتها الكثير من العائلات على عاتقها، واستغلت العطلة لتطوير مهارات ابنها في مختلف الشعب والمواد.

في وقت تنتقد فيه أكثر من جهة، عمل ونتائج دروس الدعم التي بات التلاميذ يعتبرونها ضرورة للنجاح، أثبتت نتائج المتفوقين الأوائل في الامتحانات الرسمية، كالباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، أن النجاح الحقيقي، والتميز العلمي لا يأتي بجهود الآخرين، وإنما بجهود شخصية، من خلال تمكن الطالب من منهاجه القديم، وإلمامه بما تم تلقيه من معلومات سابقة، ما يجعله متفتحا لاستقبال المنهاج الذي سيقدم إليه، وهذا لا يتأتى إلا بالحرص على التحضير الجدي والجيد.

الاستعداد المسبق مصدر ثقة للمتمدرسين

من خلال تجاربه السابقة، يؤكد خليفة طارق، من البليدة، متحصل على شهادة البكالوريا بمعدل 15.21 شعبة علوم تجريبية، بعد رسوبه بمعدل 9 سابقا، أن عزمه على نيل الباكالوريا جعله يبدأ التحضير لها خلال العطلة الصيفية: “خرجت في رحلة عائلية، لأنسى بها مرارة الإخفاق، وعدت أبحث عن الدروس السابقة وألتهما، بعدما قطعت كل كتبي وكراريسي، شعرت بأنني أقرأ بعض المعلومات لأول مرة، وأنا الذي تركتها تتراكم لأراجعها على عجل بلا تركيز، قبل امتحان 2022، فما إن حل الدخول المدرسي، حتى كنت قد درست البرنامج بكامله لوحدي ودون مساعدة، ثم شعرت بأن 2023 جاءت فقط كمراجعة سطحية، اجتزت الامتحان براحة وكنت على يقين من النجاح”.

النجاح مرتبط بمدى التحضير والمراجعة

تختلف أسباب النجاح ومبررات الفشل التي يختلقها الأولياء، لتفسير نتائج أبنائهم. فبعضهم يرى بأن المجهودات المبذولة لم تكن كافية، وآخرون يعتقدون أن دروس الدعم لدى أساتذة مشهورين ساعد ابنهم على فك المراتب الأولى.. أما في نظر السيدة وردة، والدة إسحاق وأيوب، فنجاح التلميذ يرتبط بمدى حرصه على التحضير ومراجعة الدروس بنسبة 50 %.

لهذا، تحرص، هي الأم ذات المستوى الدراسي المحدود، على أن تؤطر برنامجا تحضيريا لأطفالها في نهاية كل عطلة، تقول: “أبنائي دائما من الأوائل، عندما تبدأ فترة الراحة، نسافر معا ونقضي وقتا ممتعا، أما عندما يتبقى شهر تقريبا عن العودة للمدرسة، فيبدأ المعسكر المنزلي، إذ عليهم مراجعة جميع دروس السنة الماضية، ووضع ملخص بسيط يحتفظون به، كما أطلع على دروس الصف القادم، عبر الكتب أو الإنترنت، وأقوم بشرح سطحي، أجعلهم يشاهدون بعض الفيديوهات حول مواضيع الدروس، ونحل تمارين معا.. لهذا، لم يكن أبنائي يوما في حاجة إلى دروس دعم..”

التوقيت المناسب لإعداد التلميذ علميا

من الخطإ، تحضير التلميذ علميا فور حصوله على العطلة، فعقله حينها لن يتقبل المزيد من التركيز والانضباط، على عكس ما تعتقد ثلة من الأولياء بجعله يواصل النشاط، حيث إن وتيرته تقل فور انتهائه من الامتحانات، بينما يؤكد خبراء في مجال علم النفس أن حماس التلميذ للالتحاق بمقاعد الدراسة، ورغبته في تحقيق نتائج إيجابية في السنة التي توشك على البدء، خاصة إذا كان مقبلا على امتحان مصيري، وحده كفيل بفتح استيعابه ودفعه إلى التحضير الجدي. وهنا، على الأولياء استغلال الفرصة، ودعم الأبناء نفسيا وماديا، مع توفير الجو المناسب للمراجعة والاطلاع على قادم البرامج، لمساعدتهم على وضع رزنامة خاصة تسمح للتلميذ بتتبع دروسه، أولا بأول، بدل تركها تتراكم لاقتراب الامتحانات، ما يقلل فرصه في النجاح بسبب ضعف التركيز والاستيعاب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!