تحويل تلاميذ وأساتذة من مدرسة “بوجمعة تميم 1” بدرارية عشية الامتحانات

استغرب رئيس المكتب الولائي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين‏، “الأنباف”، سيد علي عدمان، قرار مديرية التربية غرب الأخير المتمثل في تحويل نحو 186 تلميذ و15 معلما، من المدرسة الابتدائية “بوجمعة تميم 1” بدرارية، نحو المدرسة الجديدة قيد الأشغال، “بوجمعة تميم 4″، عشية الامتحانات من دون مراعاة الجانب النفسي للتلاميذ والبيداغوجي للأساتذة، مؤكدا أن القرار “ارتجالي”، في وقت كان من المفروض على المسؤولين التريث، وعدم جعل التعليمة مرتبطة بملف خاص بالدخول الولائي لمنصب مدير مؤسسة، دون الأخذ بعين الاعتبار الأثر النفسي للتلاميذ قبل الأولياء والأساتذة.
وقال المسؤول ذاته في تصريح لـ”الشروق”، أن القرار المتّخذ “غير صائب” لا من الناحية البيداغوجية، ولا يخدم المرفق التربوي الذي ظل لسنوات من خيرة المدارس التربوية في العاصمة، ليدخل هذا الأخير في حالة “عدم استقرار” الذي خيّم على الأساتذة بعد الاحتجاجات الأخيرة المنظمة من طرف الأساتذة وأولياء التلاميذ، بسبب عدم الارتياح لنتائج القرار الذي تم من خلاله نقل الفائض من المتمدرسين والأساتذة إلى المدرسة الجديدة التي تشهد استمرار الأشغال بها، معتبرا الأمر غير مقبول، ولم يحترم أصحابه المعايير التنظيمية المتعارف عليها، ناهيك عن غياب العدل في نقل الأساتذة من دون النظر لعامل الأقدمية والمهنية للمعلمين.
من جهتهم، استنكر أساتذة وأولياء التلاميذ في تصريح ممثلين عنهم لـ”الشروق”، هذا القرار الذي اعتبروه “مفاجئا”، ولم يكن موفقا لا من ناحية التوقيت، ولا الكيفية التي تم من خلالها، ما فرض عليهم الاحتجاج في وقت سابق، مطالبين الإدارة بإعادة النظر فيه، بحكم أن التعليمة جاءت مع دخول التلاميذ في فترة الفروض والامتحانات، الأمر الذي أربك هؤلاء، علاوة على حسابات الأولياء المهنية والاجتماعية.
وقال المحتجون، لـ”الشروق”، أن الإدارة برّرت عملية التحويل بوجود اكتظاظ في مدرسة بوجمعة تميم 1، الأمر الذي أكده الأساتذة، الذين دعوا إلى دراسة القرار من كل جوانبه، ناهيك عن إشعار الإدارة للأولياء والمعلمين قبل نهاية الموسم الدراسي الماضي، حتى يتسنى لهم التحضير النفسي والمهني للعملية، لاسيما أن بعض الأولياء لديهم أكثر من تلميذ واحد متمدرس في الابتدائية، ما خلق خللا في التوازن من حيث التوقيت لدى الأولياء، خاصة منهم الموظفين والعاملين بمؤسسات تتواجد مقراتها في البلديات والولايات المجاورة، الأمر الذي خلط حساباتهم مقارنة بالبرنامج اليومي المعتاد، لاسيما وأن الفارق الزمني بين المدرسة الأولى والمدرسة المستقبلة يفوق ساعة من الزمن حسب تقدير الأولياء.
من جهتهم، أكد ممثلون عن الأساتذة في تصريح لـ”الشروق”، أن حيثيات القضية بدأت بتعليمة إدارية، شهر نوفمبر 2019، أجبرت –حسبهم – المديرة السابقة لمدرسة بوجمعة تميم 1 على التقاعد، الأمر الذي استغربه الأساتذة وقتها، ليتفاجأ هؤلاء بإيفاد لجنة مكونة من 4 مديرين، أفضت لقرار تحويل عشرات التلاميذ ونحو 15 معلما إلى الابتدائية الجديدة، شمل جميع مراحل الطور الابتدائي، مؤكدين أن احتجاجهم سيتواصل بتدعيم من أولياء التلاميذ المتضررين من عملية تحويل أبنائهم إلى المدرسة الجديدة، في حال عدم إنصات الوصاية لانشغالهم.
وردّ رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد على أسئلة “الشروق” حول انشغال أولياء المتمدرسين والأساتذة، بالقول، أن تنظيمه سيتحرك لمناقشة الملف مع مسؤولي مديرية التربية غرب في حال تم مراسلة الجمعية من طرف أولياء التلاميذ بتقرير مفصل حول المشكل مع قائمة تضم أزيد من 10 أولياء حتى يتسنى له مباشرة عمله بصفة قانونية.
من جهتها، اتصلت “الشروق” هاتفيا بالمفتشية الإدارية لمعرفة رأيها في الانشغال، والوقوف على مطالب المشتكين، إلا أنها تحفظت هاتفيا وربطت تصريحها الإعلامي بزيارة مكتبها للحديث عن المشكل.