-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحية للصّامدين في وجه الاستيراد

محمد سليم قلالة
  • 2685
  • 16
تحية للصّامدين في وجه الاستيراد

ينبغي أن نُوجّه التّحية اليوم لمن بقي صامدا من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين وقادرا على التعريف بمنتوجه في معرض للإنتاج الوطني يُعقد ببلادنا هذه الأيام، مهما كانت نوعية السلع والخدمات المعروضة، مهما كانت مساهمة الطرف الجزائري فيها عالية أو متواضعة، مهما كانت القيمة المضافة بسيطة، ذلك أن الصمود أمام آلة الاستيراد التي اكتسحت كل المجالات يُعدّ في حد ذاته معجزة، والوقوف في وجه العراقيل البيروقراطية التي يشكو منها الجميع وعلى جميع المستويات يعدّ قدرة خارقة، وقبل كل ذلك الصمود أمام مغريات الربح السريع يعدّ شجاعة لا تُقاس.

كل المساهمين في معرض الإنتاج الوطني كان بإمكانهم أن يتحولوا إلى مستوردين، أن يغلقوا أبواب مؤسساتهم، ويتجهوا إلى السوق الدولية لطلب هذه السلعة أو تلك، في مقدورهم جميعا أن يفعلوا ذلك ويتخلصوا من هموم تسيير معامل أو ورشات أو عمال ومستخدمين.. الجميع كان بإمكانه أن يفعلها وبخاصّة المنتمين للقطاع الخاص من الذين رهنوا كل مدخراتهم وحياتهم الشخصية في مشروع أو منتج يعرفون أنه مهدد في كل لحظة. ما الذي تركهم يصارعون في مناخ اقتصادي غير ملائم؟ ما الذي ترك مساحة الأمل لديهم كبيرة رغم عوامل القنوط واليأس الكثيرة؟

أعتقد أن هناك أمرا ما يُبقِي هؤلاء في مثل هذه الحالة من الصمود: أنهم أرادوا أن يكونوا مساهمين بحق في الاقتصاد المنتج، لا مساعدين على إغراق السفينة الوطنية بمزيد من السلع والخدمات التي كان ومازال بالإمكان إنتاجها محليا، مثلهم مثل كل المواطنين الذين مازالوا، كل في موقعه، يؤمن بأن البلاد قادرة على أن تكون وتتحدى وتتفوق بسواعد أبنائها وبناتها، مثلهم مثل ذلك الفلاح الذي مازال مؤمنا بأن من واجبه زراعة الأرض ولو بربح قليل، وذلك العامل الذي مازال يعتقد بأن مستقبله في بلده وفي إنتاجه الوطني وفي المعمل أو المصنع أو الإدارة التي يشتغل بها، أو ذاك الأستاذ الذي مازال يحرص على تكوين المهندس أو الطبيب أو التقني تكوينا لائقا لكي يكون في مستوى غيره على الصعيد العالميوقس على ذلك من تشاء

هذا الصنف من الناس مازال موجودا رغم كل المناخ الطارد لوجودهم، سياسيا واقتصاديا، ومازال يُقدّم لنا الدليل على أن الأمل باق في هذه البلاد رغم السياسات الفاشلة المنتهجة من قبل مسؤولين ليسوا في مستوى المسؤولية والأداء.

 

 ألا يكفينا هذا لنعيش على أمل سقوط حائط الاستيراد الاصطناعي وقد بدأت أركانه تهتز بالسقوط الحر لأسعار البترول؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • أحمد

    أنارك الله بنوره و ألهمك الحكمة و السداد لأنك أنرت عقولنا و أسهمت في تعليمنا كيف نفكر إستراتجيا

  • بدون اسم

    mes fréres nous allons exporté pour aider notre economie a s'ameliorer
    nous avons dans notre pays ce que les etranger l'achetent a tous prix

  • نبيل

    لقد زرع أخي (بدون أي دعم طبعا، لأن الدعم يحتاج إلى خال صحيح في الإدارة والبنك)بعض الهكتارات من الحمص وأخرى من الثوم، بناء على معطيات السنوات الفائتة أين سجلت السوق شحا في هذه المواد، ولما حصد وجد أن السوق قد تم إغراقها بالحمص والثوم الإسباني المستورد، من نوعية ليست بالجيدة فعجز عن بيع منتوجه وتركه حتى اصابه الإتلاف. مثل أخي هناك ألاف الفلاحين الجزائرينن يتعرضون والبلاد لهذه المؤامرة. كل مايمكن إنتاجه محليا ويستورد هو ضرب للاقتصاد ومؤامرة لاستنزاف المال العام بل سرقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

  • احمك سمار

    للاشارة فقد ذكر هذا الطرح من طرف الكاتب منذ اكثر من 25 سنة مضت ضمن كتابه الموسوم**------------------** لكن يبدو ان الابالسة لا يريدون التشبث ببصيص الامل الا في حدود الريع الذي اسكرهم وجعلهم يتباهون باثر لا جذور له، فاهلا بالمعارك الكلامية .

  • الصديق

    السلام عليكم أستاذي الفاضل
    الصمود ، أنت أفضل مثال له منذ جريدة الحقيقة التي جاهدت لرفع الوعي و المستوى و تكوين مواطن بكل معنى الكلمة أهلا برسالة نوفمبر 54 و من هذا المنبر أعوك أستاذي لبعث الحقيقة مرة أخرى لأن بحاجة لها.
    و بارك الله فيك

  • خطة "ا " "ب" "ج"

    للامانة العلمية ..هاذه الخطة "ب" رفع اسعار البترول يوازيها رفع سقف المعيشة وبالتالى رفع الكلفة الاجتماعية بريع مع الحرص على قتل روح المبادرة والانتاج وحث الناس على الاستهلاك لمدة متوسط حتى يتعود الناس على سقف مرتفع من بعد تؤتى الخط ب وهي الغاء الريع وبالتالى الكلفة لا تتحمل سقف الرفاهية والناس تعودت على الثراء فتتحطم نفسيات الناس وتتحطم اجهزة الدولة مع تفاقم الحاجيات ولا تعد قادرة على تلبية حاجياتهم فتخور او تضطر ان ترهن كل شيئ حتى ارواح فالنضام العالمى معروف ان الضغط يبدء من القاعدة

  • خالد

    شكرا على هذا المقال يا استاذنا ...

  • تائه

    سلام

    أنا مع رفع معنوياتنا لكن لا تنكر أن الواقع مر كالعلقم

    كل من تكلمت عنهم و عن صمودهم لا تراهم في المشهد العام
    لأن الرداءة اكتسحته بالطول و العرض

    و الآن يجب أن تتكاتف كل الجهود من أجل التغيير

    و التغيير لا يأتي من الفاشلين الفاسدين يجب ان يختفوا من المشهد العام

    الآن و قد غرقت السفينة فهم سيهربون ليلحقوا بالشكاير المهربة
    و يتركوا الشعب يواجه مصيره بعد أن طلبوا منه أن شد الحزام و يزير السنتورة

    ارحلوا عن سمائنا كرهناكم بركات واش ما شبعتوا

  • zaid

    صورة لاتطابق الأصل ومدح في غير محل،كل ماتراه صمودا هو في الحقيقة دعما وامتيازا أين مقابل مليارات الدعم الفلاحي ومؤسسات تشغيل الشباب والتسهيلات والإعفاءات الضريبية والجمركية للمستثمرين الخواص علاوة علي القروض المقدمة لهم وأن معظمهم كان إما مدير مؤسسة عمومية أفلست أومسؤولا كبيرا تقاعد فهم لايبحثون كذلك إلا علي الربح السريغ وبدون جهد أصلا فإذا كان الصمود كصمود بالمرقة التي تحدثت عنها الصحف حيث منحت ألف هكتاروعن كل هكتار100مليون فالكل يصمد ويزيد فلا تبخل بالتحية ونحن نحييك دهرا .حسبنا الله وكفي

  • بدون اسم

    الاستاذ قلاله كالطماطم يدخل في كل قدر .. فهو يكتب بالمذاهب و الاستراتيجيه و السياسه و الاقتصاد و الفساد ... الخ كل خشيتي ان يكون مقاله القادم عن كره القدم .. يا استاذ قلاله عليك بتخصصك و اترك الباقي لاهله

  • عبدالقادر

    مادام ان هنالك رجال يقولون الحق و يتذكرون كل الخيرين في البلاد في كل المجالات لن نفقد الامل وسنبقى متشبثين به خاصة لما نرى اوفياء للانتاج الوطني كالذين تكلم عليهم الدكتور المستثمرين الخواص الذين لم ينتموا لحزب الاقتصاديين انبور-انبور و نهبوا الاورو و الدولار و رخسوا قيمة الدينار حيث بقوا على استثمارهم نظيف في الانتاج المحلي و يوفرون مناصب شغل لبعض المواطنين و يحاولون التصدير الى الخارج على ما يلاقون من تشديد.الامل في الله كبير وفي الرجالالوفياء الذين لم يتغيرون وهم صامدون وبهم سيقضى على الفساد .

  • Abdelaziz

    تحية للاستاذ الفاضل
    نعم تحية للصامدين في وجه الاستيراد
    وتحية التحيات للذين يشترون الانتاج المحلي ، ويشجعون السلع المحلية مهما كانت ( لأنه سيأتي اليوم الذي يتحسن فيه الانتاج المحلي لا محالة ). فيا مسلمون أما لكم عين ترى زحفا صليبيا وحقدا أحمر ، إنهم يقنبلوننا بالطائرات بأموالنا ،إنهم يفككون مجتمعاتنا بأموالنا
    إنهم...........

  • أبومحسن

    السلام عليكم ، الجزائر تبنى بسواعد أبنائها ، ومستقبلها في فلاحة أرضها،لنا من المقومات مانسود ونقود ، شباب ،دين ، تاريخ ، ثروات،نحتاج من يشعل فتيل النهضة فقط ...

  • الدكتور محمد مراح

    مقال الدكتور سليم قلالة ، بعث للأمل في النفوس من مدخل حضاري اقتصادي هام جدا ، وهو الإصرار على المقاومة اقتصاديا بإنتاج وطني ، في مواجهة الاستيراد القاتل لروح المبادرة وتطلع للإبداع والابتكار والتطور .المطلوب تزايد هؤلاء المقاومين وتضامنهم في وجه الرياح العاتية . وحبذا لو تنطلق حملات وماوسم جماهرية تحت عنوان مثلا ( أسبوع شراء ما صنعته أيدينا ).

  • بدون اسم

    نعم و يبقى الأمل...فالإرادة الحضارية هي التي تخلق الإمكان الحضاري و ليس العكس كما يحاول إيهامنا دعاة الاستيراد لقتل إرادة التحضر لدى الجزائري... فلو توفرت هذه الإرادة لدى الكل لجعلنا من الجزائر يابان إفرقيا؟ و ربما حان وقتها فالأزمة تلد الهمة و لا يتسع الأمر إلا إذا ضاق...كما قيل...

  • بدون اسم

    و الله انك عظيم يا كاتب عظمة الكتاب الجزائريين اشكرك على هذا المقال الرائع لقد ابكيتني حقا
    باسم كل الفلاحيين الجزائريين اتمنى للجزائر الازدهار و السلم