-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أعوان النظافة يضاعفون جهودهم في رمضان لمواجهة "سيول" النفايات

تراجع طفيف في التبذير والخبز أكثر ما يرميه الجزائريون

كريمة خلاص
  • 292
  • 0
تراجع طفيف في التبذير والخبز أكثر ما يرميه الجزائريون
أرشيف

يجاهد أعوان النظافة من وقت السّحور إلى الإفطار يوميا في شهر رمضان لرفع نفايات الأحياء والشوارع في “معركة” تتجدّد يوميا ضد سلوكات مشينة تنسف جهودهم وتقوّضها، لكن العزيمة والإصرار يدفعانهم دوما للاستمرار وعدم اليأس في سبيل تقديم صورة مشرفة وجميلة.. وتتضاعف جهود النظافة خلال شهر رمضان بالنظر إلى عدد النفايات المتزايدة التي تشمل بالأساس مواد غذائية أحيانا ترمى كاملة.

“الشروق” رافقت أعوان النظافة أثناء دورياتهم في وسط العاصمة ووقفت على حجم التبذير غير المبرر للخبز والحلويات الرمضانية “قلبلوز وزلابية” وكذا أكياس السميد الفاسد والرمي العشوائي للنفايات خارج المواعيد ودون غلق محكم للأكياس.

النفايات الليلية تتفوّق على النهارية في رمضان

وحسب ما وقفت عليه “الشروق” واستقته من قبل مؤسسات النظافة للعاصمة فإن كمية النفايات المنزلية في شهر رمضان تقل في النهار بشكل لافت جدا، بينما تتضاعف بكثير في الليل وهذا ما جعل المؤسسات ترفع من عدد دورياتها وتجنيد أعوان أكثر لمجابهة الأطنان الكبيرة للنفايات ورفعها في الوقت اللازم.
وأشار لرقم أمين رئيس فرقة الجزائر وسط أنّ أكثر الملوثين في سائر الأيام هم محلات الأكل السريع والمطاعم، مشيرا إلى أنّ مطاعم الرحمة تعرف تنظيما والتزاما بمواعيد الرمي المحددة للنفايات، فيما يبقى المواطنون أكثر الضاربين عرض الحائط لمواعيد رمي النفايات.
بدورهم، أفاد الأعوان الذين تحدّثنا إليهم أن إخراج النفايات المنزلية ينفجر مباشرة بعد الإفطار بنحو ساعة، حيث تتشكل “جبال” النفايات وتفيض أحيانا عن الحاويات.

الرمي العشوائي يرهن جهود النظافة
وأفاد أمين لرقم أن المواطنين يخرجون النفايات في كل وقت ولا يلتزمون بمواقيت الرمي ما يتعب الأعوان ويجعل عملهم هباء منثورا، فالسكان تعوّدوا على سلوكات الرمي من الصباح إلى المساء من دون ضوابط لكن “الحمد لله أننا لا نستكين ولا نتأثر بذلك ونحاول في كل مرّة بذل المزيد من الجهد والحرص على الاستمرارية والعمل”.
وحسب ملاحظات المؤسسة، فإن عدد النفايات المنزلية يتزايد ابتداء من الرابعة مساء عقب إتمام جزء كبير من تحضيرات موائد الإفطار سواء الخاصة بالمنازل أو المطاعم.
وقد أصبحنا أكثر دراية، يقول أمين لرقم، بطباع المواطنين وتقاليدهم في رمي النفايات، ما جعل المؤسسة تؤقلم برامجها وفق تلك السلوكات.

الخبز.. أكثر ما يرميه الجزائريون في القمامة


أكد أعوان النظافة الذين رافقناهم بأنّ الخبز يبقى من أكثر المواد التي يرميها الجزائريون في شهر رمضان رغم تراجع الكميات هذا العام بشكل طفيف جدا، إلّا أنّها تظل في صدارة القائمة إلى جانب كميات أخرى من تحليات رمضان بالأخص قلبلوز والزلابية والبريوش والتارتولات.
وكشف أعوان النظافة عن رفع متكرر لعديد أكياس السميد الفاسد من القمامة “أكياس من 5 كغ و10 كغ” إلى جانب أكياس الفرينة وهو ما يأسفون له كثيرا، وما يحز في النفس حسب هؤلاء هو خلط الخبز مع النفايات من قبل البعض رغم وجود أماكن خاصة بالخبز لوضعه جانبا ورفعه من قبل شركات خاصة تخصّصت في الرسكلة والتدوير.
رغم الغلاء وشكاوى الناس إلاّ أن ظاهرة التبذير لا تزال تتصدر المشهد الرمضاني في مختلف الأحياء.. واقع تترجمه حاويات النفايات في كل مكان..

لا بد من إجراءات ردعية لمرافقة جهود أعوان النظافة…
أمام كل ما نشاهده من تجاوزات في حق البيئة ورمي عشوائي للنفايات، فإن الردع يبقى الوسيلة الوحيدة فالتحسيس لم يقدم النتيجة المأمولة لذا يجب دعمه بإجراءات أخرى على غرار ما قمنا به في فرض حزام الأمن.مع الاقتداء ببعض الدول التي قطعت أشواطا في مجال الحفاظ على البيئة ونظافتها ومنها ألمانيا.
وصرّح عون النظافة مخلوفي لخضر أنّ جهود النظافة لا تستمر لأزيد من ساعتين وعقبها تعود الأوساخ إلى المكان، موجّها نداءه للمواطنين لاحترام المواعيد والرمي داخل الحاويات، فالنظام يبدأ من المواطن والإصلاح يبدأ من القاعدة ولا نستطيع محاربة مجتمع بأكمله، لذا فلا يمكن الحصول على نظافة مستديمة دون حسّ ومسؤولية المواطن.
وأضاف مخلوفي “سلوكات المواطنين أضرت باستثمارات المؤسسة فالعتاد والأجهزة من كثرة الاستخدام لا يعمر طويلا ولا يصمد في وجه الأطنان المحملة يوميا”.

الأحياء الشعبية نقاط سوداء


تبقى الأحياء الشعبية من أهم النقاط السوداء في مجال نظافة البيئة نظرا لارتفاع كمية القمامة وكل ذلك يعصف بالجهود المبذولة التي تكون أكبر من غيرها، فنفس الإجراءات والدوريات المعمول في بها في كل البلديات، إلا أن النتائج تختلف حسب تصنيف الأحياء.
وتأسّف لرقم أمين لتعرض حاويات المؤسسة المخصّصة لوضع النفايات إلى السرقة والتكسير، على إثر المساعي التي بذلتها مؤسسته لتجديد الحاويات القديمة في بعض الأماكن.

“جنود النظافة” أنهكهم استهتار المواطنين..
ينطلقون للعمل مع آخر لقمة سحور أو فطور للالتحاق بشاحنات رفع النفايات في مهنة متعبة تتطلب جهدا بدنيا وتحمل أخطار كبيرة لاحتمال العدوى والإصابات المتكررة وهو ما يجعلهم بحاجة إلى اعتبار واحترام الجميع، وقال بعض العمال الذين التقيناهم إنهم يغادرون منازلهم عند السحور مباشرة ولا يعودون إلا في المساء منهكين، فيما يغادر آخرون بيوتهم مع آخر لقمة إفطار، غير أن ما يحزنهم هو استهتار المواطنين بمجهوداتهم وعدم المحافظة عليها، وفوق ذلك يلاقون معاملة سيئة من البعض ونعتهم بأوصاف يخجلون حتى من تكرارها.
ويقول رابح العطوي “نحن في خدمة بلادنا من أجل أن تكون نظيفة فقط يلزمنا قليلا من التوعية والتقدير.. وهذا قوت أولادنا نحن نؤدي عملا مقتنعين به ولا نخجل منه”. وأضاف “هل يقبل أي شخص أن يزوره ضيوف ويجدون بيته متسخا، هذا هو نفس المبدأ الذي نعمل لأجله، فهي صورة البلاد، ولتجميلها نطلب من المواطنين فقط الانضباط والتنظيم”.
وقال أيضا “الشعب لا يساعدنا ويزعجوننا في حركة المرور والغلق على الحاويات ما يعيق إخراجها وتفريغها خاصة عندما تتصادف دورية العمل بمواعيد الذروة للالتحاق بالعمل والخروج منه..”.
أمّا دراجي محمد فقال “نطلب من المواطنين أن يعاملونا معاملة جيدة وأن يتفهموا وضعنا خاصة في الطرقات وقت الذروة وفي الازدحام”.
بدوره، تحدث زيان جباري عن بعض المضايقات والسبّ والشتم الذي يتعرضون له من قبل المواطنين وتحدث أيضا عن مواد خطيرة يجدونها في القمامة تجرحهم وقد توصلهم إلى مصالح الاستعجالات، ومنها الزجاج والعظام وأرجل الدجاج والإبر..غير أنّه ثمّن بعض الالتفاتات الإنسانية لمواطنين يقدرونهم ويثنون على مجهوداتهم.

تراجع طفيف في النفايات خلال النصف الأوّل لرمضان


تتدخل مؤسسة النظافة “ناتكوم” على مستوى 26 بلدية من ولاية الجزائر، منها البلديات التابعة للدوائر الإدارية لباب الوادي، لسيدي امحمد، بوزريعة، بئر مراد رايس، حسين داي، الحراش، حيث ترفع في الأيام العادية نحو 1100 طن يوميا، أمّا في شهر رمضان فترتفع إلى نحو 1300 طن، وعادة ينجم هذا الارتفاع أساسا عن التبذير الغذائي، وخاصة مادة الخبز.
وأكّدت في هذا السياق نسيمة يعقوبي المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى “ناتكوم” في تصريح للشروق بأنّ مؤسستها رفعت خلال 15 يوما الأولى من شهر رمضان حوالي 18678 طن من النفايات، و9 أطنان من الخبز، وهي كميات أقل بقليل من تلك المرفوعة العام الماضي، وفق تصريحات المتحدثة، حيث سجل في نفس الفترة جمع 19500 طن من النفايات و15 طنا من الخبز.
وجنّدت “ناتكوم” ككل سنة برنامجا خاصا لمجابهة النفايات المتزايدة، حيث جنّدت 4000 عامل و320 شاحنة ورفعت من دوريات رفع النفايات في اليوم. وأشارت نسيمة يعقوبي إلى مضاعفة العمل التوعوي والتحسيسي إزاء المواطنين لتجنب مثل هذه الظواهر السلبية المتكررة سنويا، والتي لا تتناسب وحرمة شهر رمضان.
وتمّ تنظيم عديد الحملات التحسيسية بالتعاون مع مصالح ولاية الجزائر، مديرية البيئة ومديرية التجارة، على مستوى كل الدوائر الإدارية والبلديات والأسواق إلى جانب وضع ملصقات لمحاربة التبذير الغذائي، ومطويات احترام مواعيد النفايات، وأماكن جمع النفايات وتم أيضا توزيع كتيبات خاصة بالوصفات التي تحتوي على الخبز وذلك كحل من أجل تفادي الرمي العشوائي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!