تراجع مذهل للكرة الجزائرية

شد انتباهي هذا الأسبوع إجراء العديد من المنتخبات الإفريقية لقاءات ودية تحضيرا للاستحقاقات القادمة، سواء المتعلقة بتصفيات كأس إفريقيا 2019 المقررة شهر جوان القادم بالكاميرون، أم تلك المتعلقة بالجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، وذلك في غياب تام للمنتخب الجزائري، الذي فضل مسؤولوه عدم إجراء الخضر أي لقاء ودي، وفضلوا عقد جمعيتهم العامة، وانتخاب رئيس جديد، بعد عدم ترشح الرئيس القديم الذي فضل الابتعاد ولو مؤقتا عن الساحة الكروية، تاركا المجال لهيئة جديدة مهمتها إعادة الكرة الجزائرية إلى سكتها الصحيحة، والتفكير في الطريقة الناجعة التي تمكن المنتخب الوطني من العودة إلى الصدارة، والمشاركة في مختلف الاستحقاقات القادمة وخاصة كأس إفريقيا للأمم القادمة بالكاميرون، ولعب كل حظوظ التأهل لمونديال روسيا رغم أن حظوظ ذلك تبدو صعبة جدا، خاصة أن منتخبنا لم يحصد سوى نقطة في مواجهتين.

مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المكتب الفدرالي الجديد الذي يترأسه خير الدين زطشي الذي ورث وضعا “كارثيا” جراء ما حدث في السنوات الأخيرة في كرتنا التي تراجعت بنسبة كبيرة، سواء محليا أم على مستوى المنتخبات الوطنية، التي هي دون مدرب، ودون برامج تسمح لها بالعودة إلى سابق عهدها، غير أن ذلك يعتبر حاليا من سابع المستحيلات، كيف لا والرئيس الجديد ارتكب أخطاء في أول اجتماع للمكتب الفدرالي الجديد، خاصة في إسناد بعض المناصب إلى أعضاء لا يستحقونها ولا يملكون المعايير الخاصة للإشراف عليها وهو ما يتنافى مع قوانين الهيئة الدولية، الأمر الذي قد يعرضنا للإهانة، والعقوبة، ما لم يتراجع الرجل الأول في الفاف عن قراراته وفي أقرب وقت ممكن.

وما يزيد من هموم الرجل الأول في الفاف، هو غضب بعض مسيري أندية الجنوب منه، بسبب تجاهله لممثل الجنوب الذي لم يمنحه أي منصب في مكتبه، وعدم تحكمه أيضا رفقة الرابطة في برنامج اللقاءات المتأخرة، وأمور أخرى أكدها ثم تراجع عنها لأسباب لا أحد استطاع أن يفسرها، قد تخلق له مشاكل جمة، لا نتمنى أن تؤثر على مستقبله في تسيير الاتحادية.

ما لا يعرفه الرئيس الجديد للفاف، وربما ما لم يضعه في حساباته، هو أن تسيير هيئة بحجم الاتحادية صعب جدا خاصة في خضم المشاكل التي تتخبط فيها كرتنا، ولن يجد لها حلولا ما لم يعين مستشارين أكفاء ولهم تجربة وبإمكانهم مساعدته لحل المشاكل الآنية وفي أقرب وقت ممكن.