-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بحثا عن الشهرة وزيادة المتابعات

ترند تحدي فقدان الوزن.. مؤثرات ينتهجن سبلا خطيرة

نسيبة علال
  • 1124
  • 0
ترند تحدي فقدان الوزن.. مؤثرات ينتهجن سبلا خطيرة
بريشة: فاتح بارة

انتشر، مؤخرا، على حسابات المؤثرين الجزائريين ترند جديد، مبدؤه يكمن في تحدي القضاء على السمنة، في ظرف قياسي، والتمتع بجسم رشيق وصحي، يشبه أجسام المشاهير وعارضات الأزياء.. وكلما كان التغيير سريعا ومبهرا زاد التفاعل والشهرة، ما جعل فئة واسعة من المؤثرين، خاصة من الإناث، تلجأ إلى وسائل خطيرة على الصحة والحياة، وأخريات يلتزمن بالحمية القاسية.

يتناولن المسمنة ليدخلن على الترند

انتشار ترند القضاء على السمنة بين الجزائريين، وتهليل المتابعات لنتائجه، بالإضافة إلى الشهرة السريعة التي ينالها أصحابه، جعل كل هذا يغري حتى النحيفات وصاحبات الجسم المثالي بالتجربة، حيث صرحت أكثر من مؤثرة على الأنستغرام، بأنها تنوي أخذ كمية من المسمنات، التي هي في الأصل تدخل ضمن قائمة إشهارها، حتى يتسنى لها القيام بنحت الجسم، وإبراز الأماكن الأنثوية فقط لاحقا.. وبالفعل، لاحظنا أن الكثيرات منهن اعتمدن هذه السياسة، بعضهن استطعن التصريح بذلك، بحجة التغيير، بينما حرصت الأغلبية على عدم إظهار استراتجيتها في جذب متابعات جدد، ورفع المشاهدات لحسابها، باستخدام جسمها وما تحدثه من تغييرات عليه.

الترويج المباشر لأخطر الوسائل والتقنيات

الحصول على جسم رشيق، لاستعراض آخر صيحات الموضة، وتجربة أطباق الطعام المتنوعة في البلدان السياحية، أصبح أولوية لدى المؤثرات عبر العالم. فالقوام الممشوق غاية ووسيلة لدى بعضهن، حتى إن أكبر العيادات ومراكز العناية الجسدية داخل الوطن وخارجه، باتت تستهدف المؤثرات من العالم العربي، للترويج لخدماتها في التنحيف وإزالة الدهون ونحت الجسم، للوصول إلى مهتمين كثر. نعيمة، سيدة في الأربعين من العمر، تقول إنها تأخرت عن الارتباط بسبب حساسيتها من جسمها الممتلئ. وبما أنها خضعت للعديد من الحميات الغذائية، اختارت اتباع طريق المؤثرات.. “اندهشت من النتائج التي يحققنها، أقضي كل وقتي على الإنترنت، أتابع حميات الرشاقة التي يقمن بها، وتطورات أجسامهن في ما بعد، اكتشفت أن أفضلهن بتن يخضعن لعمليات التكميم ونحت الجسم في تركيا، فسحبت مدخرات عملي، وقررت الخضوع للعملية.. لكن الأطباء هنا، حذروني منها بشدة، خاصة أنها خطيرة وميزانيتها باهظة، حتى بعد العملية.. علي الخضوع لحمية قاسية، وأخذ الكثير من المكملات الغذائية”.

الاكتئاب واهتزاز الثقة بالنفس نتائج التحديات الجنونية

الإقبال على تصوير الترند، وتتبع مراحله، لغرض النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكلف أصحابه الكثير من الوقت والمعاناة النفسية والبدنية، في انتظار أن يقابل الفيديو الذي يوضح النتيجة النهائية بملايين الإعجاب، ويرفع المتابعين وينتشر على المواقع والصفحات. غير هذا، يمكن أن يتسبب نقص التفاعل في خيبة أمل لدى المتابعين. تقول إحدى المؤثرات، التي رفضت أن نفصح عن اسمها: “في أثناء حملي، وبعد ولادتي، تعرضت للكثير من التنمر والشتائم، بسبب وزني الزائد، حتى اضطررت إلى تعطيل التعليقات التي سببت لي عقدا نفسية. قررت أن أضحي برضاعة ابنتي، وتوقفت عنها مبكرا، وخضعت لحمية قاسية، مع العديد من جلسات تفكيك وإذابة الدهون، وأرهقت نفسي بالرياضة، حتى أثبت للجميع أنني قادرة على التمتع بقوام رشيق كالأخريات. ما لم أتوقعه، أنني لم ألق التشجيع أبدا. فحتى الذين تعودوا على التنمر على شكلي، اختفوا من التعليقات. أما باقي المؤثرات، فاعتقدن أنني أضع “فلتر”، ولم يقمن بمشاركة الترند الخاص بي، قبل وبعد التنحيف. أصبت بخيبة أمل حقيقية.. الآن، قررت أن أعيش على طبيعتي، وأتناول الطعام الذي يعجبني، ولا أهتم برأي أحد”.

تقول الأخصائية النفسية، نادية جوادي: “رد الفعل هذا، هو ذاته لدى جميع الأشخاص، الذين يقررون فقدان الوزن لإرضاء الآخرين قبل أنفسهم، وللبحث عن الشهرة. وبمجرد ألا ينالوا هذه الأخيرة، أو يحصلوا على الحب أو أهداف شكلية أخرى، يفشلون سريعا. والغالبية، لا يكملون في الطريق الصحي، الذي سلكوه من قبل، مجبرين، ويعتبرونه معاناة. والأمر، لا يتوقف هنا، بل قد يؤول إلى اكتئاب وعزلة، وفقدان الثقة بالنفس، مع الإقبال بشراهة أكثر على الأكل، كنوع من الانتقام، ما قد يكسبهم وزنا أكبر”.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!