الجزائر
أدرجتها ضمن الإثارة الإعلامية.. نقابات التربية تستنكر:

تسرّع بن غبريط في الكشف عن نسبة نجاح البكالوريا مرفوض!

نادية سليماني
  • 5910
  • 19
أرشيف
نورية بن غبريط

شكّل موضوع الإعلان عن نسبة النجاح في البكالوريا قبل ظهور النتائج بـ48 ساعة، مادة دسمة لنقابات التربية، والتي رأت في الظاهرة “غير المسبوقة” نشرا للذعر بين المُترشحين وعائلاتهم، وانتهاكا لخصوصية شهادة مصيرية، إذ كان الأولى بالوزيرة – حسبهم- الانتظار لغاية تعليق النتائج الرسمية لكشف نسبة النجاح وتقييم شهادة البكالوريا، ومع ذلك فقد اختلفت آراء الشركاء الاجتماعيين في تصريحاتهم لـ”الشروق” حول القضية.
خرجت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط وقبل 48 ساعة من نشر نتائج البكالوريا وعلى غير العادة، بتصريحات رسمية تكشف فيها نسبة النجاح في “باك” 2018، والتي وصلت 55.88 بالمائة، كما تطرقت وبالتفصيل لنسب النجاح بكل شعبة، مؤكدة تفوق شُعب وتراجع أخرى، الأمر الذي استنكره الشركاء الاجتماعيون، معتبرين أن وزارة التربية لم تأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية والترقب الذي يعيشه المترشحون وعائلاتهم “فصدمتهم” بنسب النجاح دون مقدمات.

الكناباست: كشف بن غبريط نسبة النجاح قبل موعدها “إثارة إعلامية”

وفي الموضوع، اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى المجلس ثلاثي الأطوار للتعليم ( كناباست)، مسعود بوديبة، أن الإعلان عن نسبة النجاح قبل تعليق النتائج “أمر غير لائق وغير مقبول بيداغوجيا”، لأنه تسبب في ضغوط نفسية رهيبة على المترشحين وعائلاتهم.
وأضاف في تصريحات لـ”الشروق” أن وزيرة التربية مثلا أكدت وقبل نشر النتائج أن نسبة النجاح في شعبة تسيير واقتصاد، كانت منخفضة وشهدت تراجعا مقارنة بسنوات فارطة، حيث وصلت 48 بالمائة، ليتساءل بوديبة “كيف كان شعور المترشحين في هذه الشعبة؟ ألم تسبب لهم هذه التصريحات ضغطا إضافيا أكثر من زملائهم”.
وفسر ممثل الكناباست موضوع كشف وزارة التربية نسب النجاح قبل تعليق قوائم الناجحين بـ”محاولة إعطاء بُعد إعلامي للموضوع أكثر منه بيداغوجي”.
وعن مسارعة بعض الأطراف لتقييم نسبة النجاح المعلن عنها، قال المتحدث “علينا انتظار تعليق قوائم الناجحين، وترك فرصة لفرح العائلات، بعدها نفتح نقاشا عميقا حول موضوع البكالوريا وبإشراك جميع المُختصين”.
ومن جهة أخرى، علّق بوديبة على ظاهرة اطّلاع بعض التلاميذ على نتيجتهم في البكالوريا قبل إعلان النتائج الرسمية، وحسب تعبيره “سمعنا الزغاريد في بعض البيوت منذ قرابة يومين من تعليق النتائج الرسمية”، وهي ظاهرة وصفها بـ”المؤسفة، وتكشف وجود تسريب يتحمّله بعض القائمين على شؤون التربية”.
وبخصوص نسبة النجاح في البكالوريا، فقد اعتبرها بوديبة “مقبولة في ظل الظروف والاضطرابات التي عرفتها السنة الدراسية، كما أنها تقارب النسبة المسجلة السنة الفارطة”.

الكلا: توقعنا نسبة 20 بالمائة بسبب الواقع التربوي المضطرب

إلى ذلك، نسيت أو تناست بعض نقابات التربية التي انتقدت بن غبريط على نشرها النتائج مسبقا، بأنها كانت السباقة لنشر نسبة تقديرية “صادمة” للبكالوريا ما تسبّب في توتر كبير للتلاميذ، فنقابة الثانويات الجزائرية “الكلا” نشرت قبل أسبوع، دراسة تؤكد فيها أن نسبة النجاح في “باك” 2018 لن تتجاوز 20 بالمائة.
وبرّر عضو المجلس الوطني لـ”الكلا” زبير روينة الموضوع، في اتصال مع “الشروق”، أن دراستهم لم تكن نتيجة رسمية “وإنما استقصاء ميداني لعينات من التلاميذ”، وأنّ ما توصلوا إليه يعتبرونه “نسبة منطقية وتنسجم مع الواقع التربوي القائم”، في ظل ما عرفته السنة الدراسية من اضطرابات، على غرار الإضرابات، ونقص التأطير بالمدارس ومكافحة ظاهرة الغش.. “كل هذا جعلنا نتوقع انخفاض نسبة النجاح” يقول روينة.
كما رأى المتحدث، في أمر إخفاء كثير من مديريات التربية لإحصائيات تحتاجها النقابات في دراساتها الميدانية بقطاع التربية “بأنها عراقيل تعيق عملنا ودراساتنا”.
فيما وصف ممثل “الكلا” بدوره، كشْف وزارة التربية نسبة النجاح قبل تعليق النتائج بـ”البحث عن الإثارة الإعلامية”.

أحمد خالد: نسبة النجاح “تطوّرت” وعلى الراسبين الاندماج في الدراسة أو التكوين

كما وصف أحمد خالد نسبة النجاح في البكالوريا بالنتيجة الإيجابية والمشجعة، بالنظر إلى الاضطرابات التي عرفتها السنة الدراسية، حيث قال “نسبة 2018 انخفضت بـ0.20 بالمائة فقط عن السنة المنصرمة، لكنها تطورت مقارنة بسنوات سابقة”.
وبخصوص إعلان وزارة التربية عن نسبة النجاح قبل تعليق النتيجة الرسمية، أوضح خالد “الوزيرة صرّحت قبل 30 ساعة من ظهور النتائج وليس 48 ساعة، وهي مُحقة في ذلك”، وأوضح بأن بن غبريط فصّلت في معطيات البكالوريا التي كان ينتظرها الجميع، لتقطع الطريق على التسريبات والإشاعات.
واعتبر أن المترشحين وعائلاتهم يعيشون توترا منذ انطلاق اليوم الأول لامتحان البكالوريا، ولن ينتهي الأمر إلا بتعليق النتائج.
في وقت دعا المتحدث أكثر من 300 ألف راسب في البكالوريا للتشبث بالأمل قائلا “غير المُعيدين بإمكانهم الاجتهاد السنة المقبلة، أما المعيدون في البكالوريا فأبواب المستقبل مفتوحة أمامهم في ظل تطور اختصاصات التكوين المهني العمومي والخاص ووجود مدارس خاصة لاستقبالهم”.

مديرو الثانويات ملزمون باستخراج قوائم الناجحين إلكترونيّا

تلقت مديريات التربية عبر الوطن ومن خلالها المؤسسات التربوية، تعليمة وزارية تدعوها لاستخراج قوائم الناجحين، عن طريق النّظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية، عكس ما كان معمولا به سابقا، حيث كان يتم إرسال القوائم من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، إلى مديريات التربية ومن ثم إلى الثانويات المعنية.
وتدعو تعليمة وزارة التربية الوطنية، مديري الثانويات العمومية والخاصة، لاستخراج قوائم الناجحين من النظام المعلوماتي، وهذا عبر الحساب الخاص بمدير المؤسسة، بغرض تعليقها وتمكين المترشحين المتمدرسين بالمؤسسة من الاطلاع على نتائجهم.
أما بالنسبة للمترشحين الأحرار، فتتكفل مديريات التربية باستخراج قوائم الناجحين من النظام المعلوماتي، وهذا عبر الحساب الخاص بمسؤول الرقمنة على مستوى مديرية التربية، وتعليقها لتمكين المترشحين بالمديرية من معرفة نتائجهم.

مقالات ذات صلة