الجزائر
منها‮ "‬سكران‮ ‬طايح‮ ‬في‮ ‬الدروج‮" ‬و‮"‬القاضي‮ ‬وجماعته‮"‬

تسميات‮ ‬غريبة‮ ‬تطلق‮ ‬على‮ ‬الأطباق‮ ‬الجزائرية

الشروق أونلاين
  • 30445
  • 35
الأرشيف

يعتبر عيد الأضحى المبارك والأيام الموالية له مناسبة لإبداع النسوة في طهي أطباق مختلفة، يكون اللحم فيها سيد المكونات، وقد تشترك بعض الأطباق في نفس طريقة التحضير والمواد المستعملة، إلا أنها تختلف في التسميات، وتكون هذه الأخيرة غريبة بعض الشيء، حيث تجد أغلب الجزائريين‮ ‬يطبخون‮ ‬في‮ ‬أول‮ ‬أيام‮ ‬العيد‮”‬البكبوكة‮”‬،‮”‬الشرمولة‮”‬،‮ “‬البوزلوف‮” ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الأطباق‮ ‬التي‮ ‬تحمل‮ ‬في‮ ‬تسميتها‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الغرابة‮ ‬والطرافة‮ ‬في‮ ‬آن‮ ‬واحد‮.‬

تختلف كل منطقة من مناطق القطر الجزائري من حيث العادات والتقاليد، وهو نفس الشيء بالنسبة للأطباق التي تشتهر بها كل ولاية من ولايات الوطن، وقد أطلقت على بعضها تسميات غريبة جعلتنا نتساءل عن أصلها وعن أي أساس استند عليه أجدادنا في اختيار التسمية المناسبة لكل طبق‮.‬

يستغل العديد من النساء فرصة عيد الأضحى المبارك والأيام التي تليه، حيث تتوفر كميات معتبرة من اللحم، للتفنن في طبخ الأطباق المعروفة أو تجريب وصفات أخرى تأخذ مادة اللحم فيها حصة الأسد، نظرا لوجوده بوفرة في الثلاجة، بالإضافة إلى الأعضاء التي تستخرج من أحشاء الأضحية في مقدمتها “الكبدة” و”الدوارة”، حيث لا تخلو مائدة الجزائريين من هاتين الأخيرتين خلال اليومين الأولين من عيد الأضحى المبارك، إذ تحبذ النساء الجزائريات طهي كبد الكبش على شكل “شرمولة”، كما تُسمى في الوسط الجزائري، أما في منطقة الشرق فيُطلق عليها تسمية “المشرملة”، وهي طبق يتكون في الأساس من الكبد كمكوِّن رئيسي يقلى مع الثوم والطماطم وبعض أوراق الحشيش المقطفة، كما تفضل بعضهن طبخ “الدوارة” أو”الكرشة” على شكل “بكبوكة”، وتتكون هذه الأكلة من “كرش الكبش” بعد تنظيفها جيدا تُغلى وبعدها تطبخ مع إضافة بعض الخضر في مقدمتها‮ ‬الجزر‮ ‬والقرعة‮ ‬وتُقلى‮ ‬مع‮ ‬الطماطم‮ ‬والثوم‮ ‬والتوابل‮ ‬التي‮ ‬تضاف‮ ‬حسب‮ ‬الأذواق‮.‬

ولعل أهم طبق تشترك فيه العائلات الجزائرية وتعرف به جل مناطق الوطن في أيام العيد هو”البوزلوف” الذي تطهيه العائلات العاصمية على شكل شطيطحة بعد تغليته وتقطيعه وطبخه مع الطماطم والبصل والحمص، أما في الشرق الجزائري وبعض مناطق الغرب فيكتفون بتغليته في الماء مع أوراق‮ ‬الرند‮ ‬والملح‮ ‬وبعض‮ ‬التوابل‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬يطهى‮ ‬جيدا‮ ‬ويقدم‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬أجزاء‮ ‬تتمثل‮ ‬في‮ ‬الأنف،‮ ‬الأذنين،‮ ‬العينين،‮ ‬اللسان‮ ‬والرجلين‮.‬

ومن أغرب التسميات التي أطلقت على بعض الأطباق المعروفة في العاصمة تحديدا”القاضي وجماعته” وهو عبارة عن أكلة تستدعي فرم كمية معتبرة من لحم الغنم، وتوفر بعض قطع الدجاج، حيث يقلى هذا الأخير مع البصل والزعفران ويضاف إليه الماء وبعد الغليان توضع مجموعة من كريات لحم‮ ‬الغنم‮ ‬ثم‮ ‬تقدم‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬يتبقى‮ ‬القليل‮ ‬من‮ ‬المرق،‮ ‬حيث‮ ‬توضع‮ ‬قطع‮ ‬الدجاج‮ ‬في‮ ‬وسط‮ ‬الصحن‮ ‬لتعتبر‮ ‬بمثابة‮ “‬القاضي‮” ‬وتلتف‮ ‬بها‮ ‬مجموعة‮ ‬لابأس‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬كريات‮ ‬اللحم‮ ‬كرمز‮ ‬لجماعته‮ ‬من‮ ‬هيئة‮ ‬الدفاع‮.‬

 وتتعدد الأكلات الجزائرية التي تعتمد على اللحم المفروم، خاصة تلك التي تطهى في الفرن فنجد “سكران طايح في الدروج” من بين أهم الأطباق التي تختص بها العاصمة، وشكلت تسمية هذا الطبق تساؤلات عديدة لدى كل من يسمعها، بينما أطلق عليه هذا الاسم حسب خالتي”زهور” نظرا للمكونات المختلفة التي يتكون منها، والتي تُمزج بشكل يوحي للكثيرين أنه غير متناسق، حيث تستعين النساء في طبخه باللحم المفروم الذي يقلى مع البصل والبقدونس في مقلاة على حدى، ثم يقلى الباذنجان المقطع على شكل دوائر، لتوضع في صينية الفرن طبقة من الباذنجان وفوقها طبقة‮ ‬من‮ ‬اللحم‮ ‬المفروم‮ ‬وبعدها‮ ‬طبقة‮ ‬من‮ ‬البيشاميل‮ ‬والجبن‮ ‬المفروم،‮ ‬وتوضع‮ ‬طبقة‮ ‬أخرى‮ ‬بنفس‮ ‬الكيفية،‮ ‬ثم‮ ‬توضع‮ ‬في‮ ‬الفرن‮ ‬لتكتسب‮ ‬اللون‮ ‬الذهبي‮.‬

مقالات ذات صلة