-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طوارئ لدى النظام العلوي بهدف إخراج القطار عن السكة

المغرب يستنجد بالغريق “البكوش” للتشويش على قمة طرابلس

محمد مسلم
  • 8298
  • 0
المغرب يستنجد بالغريق “البكوش” للتشويش على قمة طرابلس
أرشيف

يعمل النظام المغربي جاهدا من أجل وضع العصا في عجلة الفضاء المغاربي الجديد الذي تقوده ثلاث دول، هي كل من الجزائر وتونس وليبيا، وهي المبادرة التي يبدو أنها أقضّت مضاجع النظام العلوي في الرباط، وزادت من عزلته مغاربيا، في انتظار التحاق موريتانيا بالركب في ظل المحاولات الجارية معها.
وكانت تونس قد احتضنت رؤساء البلدان الثلاثة في اللقاء التنسيقي الثاني لهذا الفضاء، الإثنين المنصرم، وضرب المجتمعون موعدا في جويلية المقبل بالعاصمة الليبية طرابلس، وهو المعطى الذي جعل فرائس النظام العلوي في الرباط ترتعد خوفا من اشتداد ساعد هذا المولود الجديد، ومن ثم ترسيم عزلته المغاربية.
واعتقد النظام المغربي أن المبادرة الجديدة ستنتهي إلى الفشل باقتصارها فقط على الجزائر وتونس استنادا إلى تصريحات لمسؤولين من المستوى الثاني في حكومة الشرق الليبي غير المعترف بها دوليا، غير أن التحاق ليبيا ممثلة في رئيسها محمد يونس المنفي، الذي حضر اجتماع تونس وقبله لقاء الجزائر، أفاق الرباط على حقيقة مفادها أن المبادرة وضعت على السكة وأنها ماضية في نجاحها.
ومحاولة منه لزرع الشك، أوحى النظام العلوي إلى شخص لا يتوفر على أية صفة في مؤسسة الأمانة العامة لاتحاد المغربي العربي، الطيب البكوش، المنتهية ولايته منذ سنوات، لإصدار بيان باسم هذه الهيئة التي لم يعد لها وجود والمتواجدة على التراب المغربي، يتحدث عن لقاء جمعه بحسين عطية القطراني، وزير الزراعة الليبي في حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، وأتبعه بحديث عن اتحاد المغرب العربي.
وحاول بيان الطيب البكوش إعطاء الانطباع بأن الجانب الليبي متمسك باتحاد المغرب العربي، الميت إكلينيكيا منذ عام 1994، بقرارات من النظام العلوي في الرباط عندما أخلّ بأبسط بنود ميثاق هذا الاتحاد، بتلفيق تهم جزافية للجزائر، إثر عمل إرهابي استهدف فندقا بمراكش تبين لاحقا براءة الجزائر منه، وفرض التأشيرة على الجزائريين وترحيل من كانوا يومها على التراب المغربي بطريقة قانونية.
ويعتبر الطيب البكوش في نظر الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي باستثناء النظام المغربي، شخصا منتحل صفة أمين عام الاتحاد، وهو اليوم مقيم في الرباط وعلى حساب الحكومة المغربية، ولم تعد لقراراته أية قيمة، فقبل نحو سنة من الآن، عين مغربية ممثلة دائمة لاتحاد المغربي العربي في الاتحاد الإفريقي، ولم تعترف أيا من الدول الأعضاء (باستثناء المغرب طبعا) بهذا التعيين، لأن الطيب البكوش يعمل خارج لوائح اتحاد المغرب العربي، كونه لم ينل شرف تفويض من قبل مجلس الرؤساء ولم يعد إلى مجلس وزراء الخارجية، مثلما كان الحال مع سلفه التونسي، لحبيب بن يحيى في عام 2009.
وتشير بوضوح المادة السادسة من النظام الأساسي للأمانة العامة إلى أن الأمين العام “يعينه مجلس الرئاسة لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة”، ولم تتطرق إلى موضوع التمديد وهي الحالة التي يوجد عليها الطيب البكوش، كما أن مجلس وزراء خارجية الاتحاد لم يجتمع منذ قمة الحمامات بتونس بتاريخ 5 ماي من سنة 2016، والتي تم فيها تعيين الطيب البكوش أمينا عاما لمدة 3 سنوات والتي انتهت بتاريخ 31 جويلية 2022، بعد عهدته الثانية، لكن الرجل أصبح رهينة للنظام العلوي بحكم الإقامة بالرباط وكذا التمويل، بعد وقف الجزائر مساهماتها في هيئة ميتة واقعيا.
ولمواجهة عزلته المغاربية، أصبح النظام المغربي يتعلق بأي قشة يجدها في طريقه، وما ورقة الطيب البكوش، إلا محاولة يائسة لكون البكوش يفتقد إلى الشرعية والمشروعية، وقد جاءت بعد استقبال وزير خارجية الرباط، ناصر بوريطة للسفير الليبي في الرباط، أبو بكر إبراهيم الطويل، غداة اجتماع تونس، أما التشكيك عبر وضع صورة له مع وزير الزراعة الليبي فلن يغير من واقع الأمر شيئا، فرئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، الذي يعتبر أعلى مؤسسة انتقالية في ليبيا، شارك في الاجتماعين السابقين بكل من الجزائر وتونس، ويحضر لاستقبال نظيريه الجزائري عبد المجيد تبون، والتونسي قيس سعيد شهر جويلية المقبل بالعاصمة الليبية طرابلس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!