تسونامي إيلول الأسود
نسبة الفشل في البكالوريا هذه السنة جد مرتفعة، نفس الشيء بالنسبة لنسبة النجاح، رغم أن الفارق بينهما لا يتعدى 01.36 في المائة! السبب هو أن هذا العدد، سواء كان من الناجحين أو الفاشلين، يجب أن يضرب في اثنين ضربا مبرحا! لأن نسبة الفائزين عمليا هي 102.72 %! ونسبة الفشل هي 90.28 %! والسبب معروف! فهذه السنة اجتمعت فيها دفعتان في الدفع الرباعي لتربع الجزائر على عرش التجريب في أبنائها! تجارب “ثانوية” شديدة الانفجار! بدأت مع لجنة بن زاغو التي قلبت ظهر المجن لإصلاحات علي بن محمد، ذات التوجه الجزائري الأصيل، بلجنة “مخاطة” على صورة إصلاحات فرنسا لنفسها، والتي تراجعت عنها فيما بعد! النموذج الفرنسي الذي قاتلنا، لا يزال يقاتلنا من الداخل رغم أنه “في الخارج”، من أبناء جلدنا لكن ليسوا من دمنا! هذه هي المعضلة عندنا! جيشان التقيا في الباك، كمرج البحرين! كل هذه الجموع، ستندفع بعد أشهر قليلة نحو المدرجات الجامعية! فأي حجم ستستوعبه الجامعة؟ وأي تعليم ستضمنه لهم؟! الدراسة ليلا، على رأي سلال؟ هذه خرافة ونكتة! لم ندرس حتى نهارا فما بالك ليلا! بالمراسلة و”السيدي”؟ “سيدي مليح وزاد له الريح”!. الحاصل، الله يحفظ ويستر من العواقب والسلام!
دعوني أذهب لأنام، لعلني أرى الأسود أبيضا!
نمت لأجد نفسي أنا هو سلال، وقد أرغمت على تطبيق التدريس ليلا بالجامعات من أجل استقبال أكثر من نصف مليون طالب جديد! قلت لهم بعدما كثرت المشاكل: الضوء ينطفئ في وقت الامتحانات والغش في”الليل القهار”! والاعتداءات في الخارج والداخل! النقل لا يتوقف عن التوقف! الفتيات أكثر من نصفهم رفضن الدارسة ليلا! الذكور أيضا: قالوا إذا الفتيات ما يقراوش حتى حنا “بنات”! وندوا الليسانس بالسيف! التحرشات في كل مكان، نهارا وليلا! الأساتذة و”الأساتذات”، هم الآخرون يرفضون العمل ليلا في غياب الوسائل والأمن والنقل والإمكانيات التقنية والإنارة الداخلية والخارجية! المقاييس تمنح “مارشي نوار” ليلا، وفي وضح النهار! السرقات هاااك! أنت في القسم وفي الامتحان، فتنقطع الكهرباء فيصير الغش سيد الموقف! الطلبة اقترحوا أن تكون الدراسة نهارا والامتحانات ليلا ! الشرطة دخلت الحرم والجيش أيضا ولم يبق إلا طيران”التحلف”! الحاصل فوضى لا مثيل لها إلا في اليمن! عندها قررنا أن نعطي الشهادات للدارسين ليلا دون أن يذهبوا للجامعة، وهذا عن طريق متابعة دروس في”السيت” من البيت والإجابة عليها عبر الفيس بوك.. و”خلي دار موك”! فقط لإنقاذ الموقف من أجل تخريج هذه الدفعات في الوقت المحدد قبل أن تهاجمها الدفعات المقبلة!
وأفيق على سقطة مريعة من السرير، وقد دفعت نحو الهاوية وأنا نائم على جنبي الأيسر كأي”غير مسلم”!