تسوية ملف البنايات غير المكتملة لن ينجح إلا بتصنيف العقارات
اعتبر رئيس المجمع الوطني للخبراء المهندسين، عبد الحميد بوداود، قرار الهدم الذي رافق قانون تسوية البنايات الصادر عن وزارة السكن “بغير الصائب واستحالة تطبيقه على ارض الواقع”، بالنظر حسبه إلى العوائق التي ستقف في وجهه لاسيما لغياب نظرة ميدانية، كما أن تهديم وإتلاف الأطنان من الاسمنت والحديد سيكون له عواقب وخيمة سواء على الأفراد وعلى اقتصاد الدولة.
وقال بوداود لـ”الشروق” ، الأحد، أن الأرقام تحدثت عن 160 ألف بناية معنية بالتهديم أي ما يعادل 480 ألف شقة وكل منها تستهلك 4 ملايين طن من الحديد، متسائلا عن الخسائر التي ستنجر عن ذلك في حال تهديم تلك البنايات وفي عز التقشف؟
وعاد بوداود للحديث عن الصمت الذي طبقته الإدارة طيلة السنوات الماضية التي تمكن فيها الآلاف من المواطنين من تشييد سكنات وفيلات بقرار دون حصولهم على عقود، لتأتي اليوم وتقرر الهدم في وقت أن عدد كبير من المواطنين كانوا قد أودعوا ملفاتهم منذ سنوات طويلة على مستوى البلديات والدوائر دون أن يرد على طلبات التسوية، معتبرا العجز الظاهر في تسيير الملف الذي يخطو بخطى السلحفاة راجع للطاقم البشري الضعيف مقابل ضخامة عدد الملفات المودعة والتي يستحيل – حسبه – دراستها حالة بحالة.
كما أشار المتحدث إلى ارتفاع الأسعار التي حددتها مصالح البلديات لتسوية قيمة العقارات الممنوحة للمواطنين سنوات الثمانينات والتسعينات، أين وصل سعر المتر المربع إلى مليوني سنتيم عكس قيمته سنوات التسعينات التي لم تتجاوز الألفي دينار.
ويرى بوداود أن تسوية البنايات تتطلب وقت وجهود مضاعفة بالبلديات التي يوجب عليها القيام بإحصاء البنايات غير الشرعية وتصنيفها حالة بحالة من قصيرة، متوسطة وطويلة مع ضرورة تدعيم الطاقم البشري بالمكاتب المختصة لتسريع وتيرة الدراسة.