تعاون بين مصالح الأمن والمواطنين لردع “مجرمي” المرور

بسبب كثرة الحوادث التي تسبب فيها سائقو حافلات نقل المسافرين مؤخرا، امتلك مواطنون ثقافة التبليغ عن أي مخالفة يرتكبها السائقون، من عدم التوقف في المواقف الشرعية، ومخالفة العدد المسموح به من المسافرين، وهو ما سهل مهمة المصالح الأمنية، التي تتحرك بمجرد تلقيها اتصالات هاتفية أو نداءات عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ظاهرة استحسنها الجميع.
وفي هذا الصّدد، تمكنت مصالح الدرك من توقيف صاحب حافلة، على إثر تبليغ من أحد ركاب الحافلة، يفيد فيه بأن الحافلة تحمل عدد ركاب يزيد عن الحد المطلوب، ولم يحترم نقاط التوقف، وبعد التنسيق مع وحدات الدرك الوطني العاملة في الميدان، تم توقيف الحافلة على مستوى بلدية الهامل ولاية المسيلة من طرف أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بجبل أمساعد، وتبليغ المواطن تم تلقيه عبر صفحة “طريقي” على منصة “فيسبوك”.
وشكرت المصالح الأمنية المواطن، على حسه الوطني، وامتلاكه ثقافة التبليغ، معتبرين أن هذا السلوك “نشجعه من أجل تحقيق السلامة على الطرقات، لأن مساهمة المواطنين مع المصالح الأمنية يعزز السلامة المرورية”.
وفي حادثة مشابهة، تلقّت وحدات الدرك الوطني تبليغا من طرف أحد ركّاب حافلة، وذلك عبر تطبيق “مسنجر” لصفحة “طريقي”، يبلغ فيه عن عدم احترام سائق الحافلة لنقاط التوقف في عدة أماكن، من المفروض الدخول إليها، ولا يتم إنزالهم في محولات الطريق السيار، وإثرها تحركت وحدات الدرك الوطني الميدانية فصيلة الطريق السيار، وتمكنت من توقيف السائق بمنطقة زيغود يوسف بولاية قسنطينة.
واعتبر رئيس أكاديمية السلامة المرورية، علي شقيان لـ “الشروق”، أن من بين أهداف الأكاديمية، غرس الثقافة المرورية في المجتمع، عن طريق توعية المواطنين أو بالعمل على الاستثمار في العنصر البشري، خاصة وأن 80 بالمائة من الحوادث المرورية سببها بشري من سوّاق وراجلين.
وقال بأن جهود الدولة لن تتجسد ميدانيا دون مرافقة المواطن، الذي يمتلك سلوكا إيجابيا وحسا مدنيا لتغيير مجتمعه.

مضيفا: “اليوم توجد عديد التطبيقات الإلكترونية التي تسهل على المواطن، التبليغ عن سلوكات مخالفة يرتكبها سائقو الحافلات والمركبات على الطرق “عن طريق التصوير والتوثيق الشخصي بهواتف المواطنين”، وهو ما جعله يدعو إلى الاستثمار أكثر في الرقمنة، بحيث اقترح على وزارة الأشغال العمومية تطبيقا إلكترونيا، يبلغ عبره المواطنون عن النقاط السوداء عبر طرقاتنا. وأكد شقيان أن امتلاك المواطن حس التبليغ، يساهم في غرس الوعي المروري.