-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تعبتم “الأنذال” من بعدكم

تعبتم “الأنذال” من بعدكم
ح.م

لا أدري إن كان ما قاله رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى أمام القاضي، وحتى لا ننسى – فإن الرجل تواجد في دواليب السلطة من عهد هواري بومدين إلى عهد عبد العزيز بوتفليقة – بخصوص سبائك الذهب التي تلقاها هدية من أمراء الخليج العربي الذين ساهموا في انقراض الحبّار، فقام ببيعها في السوق السوداء، لا أدري إن كان مثل هذه التصريحات الخطيرة والمدهشة، تثير الصدمة أم الذهول أم الخيبة، أم اليأس والقنوط، من أن يأتي حين من الدهر، تصلح فيه بلادنا وتتعافى من مثل هذه الأفعال الدنيئة التي شوّهت كل بياض فيها.

وعندما يعترف رئيس حكومة سابق دخل وزارة الخارجية في عهد أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1975 وبقي في الحكم لعقود، بهذه الحقائق، فإنه يمكن الجزم بأن ما جاء على لسان أويحيى هو قطرة قذرة في بحر من المجاري القذرة.

لا أنصح الجزائريين بأن يعرجوا نحو مسار أحمد أويحيى وسيرته الذاتية وعدد الرؤساء والوزراء والشخصيات، الذين تعاملوا معه ولا أقول الذين كانوا يقدمون له الولاء والسمع والطاعة، والثقة العمياء، فالرجل هو جزء فعال في تاريخ الآلاف من الشخصيات من الذين عاصروه فكانوا إما مثله وتلك مصيبة كبرى، أو لا يعلمون وتلك مصيبة أكبر.

فمن غير المعقول أن تدخل سبائك الذهب في حقائب أجانب، فتسافر جوا من الخليج العربي إلى الجزائر ولا أحد يعلم، وتكمل طريقها برا إلى قلب الصحراء، ثم تباع أيضا في السوق السوداء، ولا أحد يعلم، في بلد إذا بيع فيه “خاتم خطوبة” من الفضة، بين فردين، تم إحباط عملية البيع وجرّ البائع والمشتري إلى العدالة.

في بعض الجرائم لا يمكن أن نحتفظ باسم الفاعل الرئيس دون ذكر طائفة من المشاركين معه في الإجرام، وفي بعض المهازل لا يمكن تحميل السلطة أو النظام لوحده أسباب ما حصل، من دون السؤال عن عيون أربعين مليون نسمة التي كانت مغمضة إلى حدّ العمى.

نفهم أن يعطي أميرا خليجيا قطعة ذهب لشقراء قادمة من بلاد الثلج، أو لسياسي أمريكي يمنحه “الرضا” أو في رهان في مسابقة ما أو لنجم كرة أو لفنان أمتعه بمواهبه ذات مساء، لكن أن يُفتن بالسيد أحمد أويحيى ويعطيه سبائك من الذهب الخالص من دون ثمن، وثمن غال جدا، فذاك ما يجب أن يُكتمل في قصة أحمد أويحيى مع أمراء الخليج والذهب المثيرة والصادمة والتي لو اجتمع أكبر مخرج في العالم في أفلام الرعب “ويس كريفن” مع أكبر مخرج في أفلام الخيال “جيمس كامرون” وأفلام الأكشن “ستانلي كوبريك”، والسوسبانس “ألفريد هيتشكوك” والحزن “كوينتن ترانتينو”، ما تمكنوا أن يقدموا صورة أكثر إثارة مما قدمه هؤلاء أمام أنظار أربعين مليون مشاهد، ساهموا صراحة في “إنجاح” هذه المشاهد التي بلغت الآن حلقة سبائك الذهب، وما خفي بالتأكيد أكثر لمعانا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • محمد

    شعبنا ليس أبكم ولا أخرص ولا أعمى وكل حواسه في صحة جيدة لكن ليس له حيلة أمام من يملك سلطة البطش منذ عهد لا يجب علينا تسميته حتى لا نكشف كل عوراتنا.لنذكر الأموال الباهظة التي جمعها بعض من سموا أنفسهم رجال الثورة والتي دفعها المواطن المعوز منزوعة من حق أسرته ليقوي بها نضال المجاهد من أجل الحرية والاستقلال كما لا ننسى توزيع الأرباح بغير عمل ومنح الممتلكات العمومية مقابل الدينار الرمزي والتبرع بأموال الخزينة العمومية على شكل قروض بالملايير دون ضمانات لم تسترجع حتى اليوم.لم نقف عند هذا الحد في السرقة العلنية بل أحكام عدالتنا ضد طبقة المفسدين الرسميين لم يجن منها المجتمع فلسا واحدا رغم تطمينات الرئيس

  • من الخليج

    اويحي استعمل صيغه الجمع اي انا المسؤولين كانو يتلقون مثل هده الهدايا واي هدايا...انقلوا التصريحات بامانه انها عصابه كانت تسير البلد اويحي احد عناصرها....

  • قل الحق

    ربما هو سيناريو تبرئة اويحي ايضا.

  • لزهر

    إسم أويحي يعني قّل حَياؤه و واقحته بإرتكابه مثل هذه الأفعال الدنيئة وعدم إحترام المجتمع و َ الأستهزاء به.
    الطمع و الشجع بادية وجههه و أظن أنه يهودي الأصل لأحتكاكه مع تجار الشام .