جواهر

تعجبهم المثقفة ويتزوجون “الحمقاء”!

سمية سعادة
  • 7162
  • 47

لا يخفي الكثير من الرجال إعجابهم بالمرأة المثقفة ذات الشخصية القوية التي تزن الأمور بميزان العلم والمنطق، ولكنهم عندما يقررون الزواج يولون وجوههم صوب المرأة “الحمقاء” ذات الفكر المنغلق، التي لا تستخدم عقلها إلا في حدود ضيقة.

 أما المرأة المثقفة بالنسبة لأغلبية الرجال، فإنها امرأة مشاكسة وعنيدة ولا يمكنها أن تستسلم بسهولة لأوامر الرجل ونواهيه، وثقافتها التي فتحت لها “عينيها” على الخطأ والصواب، وجعلتها على قدر كبير من الوعي الاجتماعي، لا تسمح لها بأن تركب خلف ربان فاشل أو غير متمكن من أمور الحياة وهي التي تملك من العلم وبعد النظر ما يجعلها تقود مركب الحياة الزوجية إلى بر الأمان، أو على الأقل تجلس مع الرجل جنبا إلى جنب إذا كان مثقفا مثلها.

وتأتي هذه النظرة القاسية للمرأة المثقفة من تركيبة المجتمع الشرقي الذي سلم رقبة المرأة للرجل وأعطاه الحق في أن يكتم أنفاسها متى أراد، وأن يرخي لها الحبل بحذر متى شاء، حتى وإن كان مغمورا بالعيوب وغير أمين حتى على نفسه، ما يعني أن المكانة التي اعتلاها بمباركة المجتمع يمكن أن تتعرض للتهديد بدخول امرأة مثقفة إلى حياته قد تسحب منه كل صلاحياتها وتجرده من رجولته التي يستقوي بها على الأنثى، وتعرفه على حقيقة نفسه وتكشف ما استتر من عيوبه التي تسحب منه “صك” العظمة” الذي منح له.

بينما يفضل المرأة غير المثقفة التي لا تبدأ يومها بـ “الفلسفة” وتكمل نومها “سفسطة” لأنها تعتبر أن رأي الرجل مهما كان مجحفا أو مجانبا للحقيقة والصواب، من المناطق المحظورة التي تعلمت أن لا تقترب منها لأنها بمثابة تعد على قوانين المجتمع وتمرد على نواميس الحياة، وهو ما يحقق للرجل راحة البال التي يعتقد أنه سيفقدها مع امرأة مثقفة لسانها “مدبب” و”راسها خشين” ولعل هذا الأمر هو ما يفسر ارتباط رجال مثقفين بنساء ذوات مستوى علمي محدود مستسلمات استسلاما كليا لرجل يرين أنه يملك مفاتيحا لكل الأبواب المغلقة وحلولا للمشاكل المستعصية، بينما هو مستمع برجولته التي يراها تجلس في برجي عاجي.

إلا أن الحقيقة مخالفة تماما لهذه النظرة السطحية التي فيها ظلم بيَن للمرأة المثقفة التي هي أقدر من غيرها على توفير الاستقرار والسعادة لأسرتها، وهي المؤهلة لتربية أبنائها تربية سليمة تستمد أصولها من العلم والدين والمبادئ الأخلاقية، وهي التي تستطيع أن تصحح وضعا غير صحي بطريقة سلسة ليس فيها أي إساءة للرجل لأنه في نظرها مجرد بشر يخطأ كما يصيب.

مقالات ذات صلة