-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عزلة تامة ومشاكل تزداد سوءا

تعقيدات لا تنتهي في قرية “أفران” بورقلة

سمير خروبي
  • 988
  • 0
تعقيدات لا تنتهي في قرية “أفران” بورقلة

تعاني قرية أفران في بلدية أنقوسة بورقلة، من جملة من النقائص، زادت من عزلة القرية النائية، على رأسها الخدمات العامة، وعديد المشاكل الأخرى، تخص قطاعات الصحة والنقل والتهيئة والتربية، وقطاعات الطاقة والرياضة والنشاط الاجتماعي.

تشتكي قرية أفران التابعة لبلدية أنقوسة، والتي تبعد 40 كم عن مقر الولاية، من عديد النقائص، التي حوّلت حياة السكان إلى جحيم، ويأتي في مقدمتها انعدام الخدمات كغاز المدينة، حيث لا يزال السكان يعتمدون في شؤونهم اليومية، على قارورات غاز البوتان، رغم المخاطر التي يحملها، والتكاليف المادية والأتعاب الجسدية، وكذا المخاطر الكبيرة الناجمة عن عملية اقتنائها ونقلها، فيما يلجأ آخرون إلى استعمال الحطب كبديل لغاز المدينة، في الطبخ وتسخين الماء شتاء، وقضاء مختلف الشؤون.

الصحة والتربية في قاعة الإنعاش.. والرياضة لا أمل فيها بين الشباب

وتضاعفت معاناة السكان، بسبب غياب خدمة الكهرباء في كثير من المنازل والأحياء، ما اضطر المواطنين إلى ربط منازلهم عشوائيا، بخيوط كهربائية ذات توتر عال، ما يعرضهم لخطر الموت جراء ملامسة الخيوط المتدلية، والممررة فوق أخشاب متهالكة، وأعمدة حديدية مثبتة فوق الأرض، بطرق غير قانونية أو سليمة، ويطالب المواطنون بتوسيع الشبكة الكهربائية، وزيادة عدد من المحولات الكهربائية، للقضاء على مشكل نقص الكهرباء وخصوصا في فصل الصيف.

مشاكل معقدة في قطاع المعقد

يعاني قطاع التربية في القرية، من جملة من النقائص، على رأسها عدم وجود ثانوية، رغم العدد الكبير لتلاميذ القرية، وتنقلهم يوميا للتمدرس في بلدية أنقوسة وقرية البور، لمسافة تصل إلى 20 كم، باستغلال ما يفوق ست حافلات، ما يعرضهم للإرهاق والتعب الجسدي، جراء التنقل اليومي عبر طرقات مهترئة، فضلا عن الخطر اليومي المحدق بالتلاميذ، نتيجة الحوادث المرورية المميتة، فضلا عن التأثير السلبي للتنقل على التحصيل العلمي والدراسي.

وتشتكي المتوسطة الوحيدة في القرية، من اهتراء مكوّناتها، حيث يطالب الساكنة بترميمها وتزويدها بمختلف الضروريات، فضلا عن ضرورة إكمال إنجاز ابتدائية حي ابن باديس، وإنجاز ابتدائيتين بحي الوئام وحي التجزئات، لتخفيف الضغط على الابتدائيات الأخرى، كما طالبوا بزيادة حافلة أخرى لنقل تلاميذ المتوسطة، من الأحياء مترامية الأطراف، وكذا القضاء على مشكل نقص عمال النظافة، والمطاعم والحراس في جل الابتدائيات، وهي الوضعية التي أثرت سلبا على سيرورة العملية التعليمية التعلمية.

وتعرف عدة ابتدائيات، نقصا في قاعات الدراسة، ما تسبب في اكتظاظ في قاعات الدراسة، وأثر سلبا على تعلم التلاميذ، فيما تعرف وتيرة إنجاز ستة أقسام بالمتوسطة، بطءا ملحوظا في العملية المسجلة، ما يستدعي التسريع في إنجازها، وتسليمها قبل الدخول الاجتماعي المقبل، فيما يبقى تعيين أساتذة في الإعلام الآلي والتربية التشكيلية في المتوسطة، أمرا ملحا وضروريا، لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ جميع الولايات.

الصحة مريضة في قرية منهكة

ويشتكي قطاع الصحة من عديد المشاكل، حيث يبقى عدم وجود طبيب دائم بالقرية، المشكل الأبرز الذي يواجه مرضى القرية، فضلا عن الغياب التام لطبيب الأسنان، وعدم وجود سيارة الإسعاف، وعدم توفير اللقاحات والمداومة بشكل منتظم، فيما يطرح عدم تجهيز وإدخال عيادة حي 8 ماي 1945، المنجزة منذ أكثر مز 9 سنوات الخدمة، رغم ترميمها مرتين دون استغلالها، أسئلة عديدة عن الأسباب الكامنة وراء تعطيل افتتاح المرفق الهام.

ويناشد الساكنة، السلطات المحلية، تجهيز القاعات الأربع المتواجدة، وتعيين أطقم طبية، والحرص على تقديم خدمة في المستوى للمواطن البسيط، المحاصر بين انعدام الخدمات الصحية، وبيئة مريضة ومليئة بالعقارب والأفاعي السامة، التي تظل تفتك بعديد الأرواح سنويا في المنطقة، دون تحرك جاد من السلطات المحلية، التي يبقى قطاع الصحة، بعيدا عن اهتمام ميداني حقيقي وجاد منها.

مناشدات بترقية قطاع السكن بالقرية

يعاني قطاع السكن بدوره، من عدة مشاكل، أبرزها عدم تخصيص حصص كافية، خاصة بسكان القرية في صيغة الدعم الريفي، فضلا عن عدم وجود برامج سكنية، لإنشاء مجمعات عمرانية بمرافقها، مع ضرورة تعدد الصيغ لإعطاء وجه حضاري للقرية، وانتشالها من العزلة المفروضة عليها، والتي عطلت جميع أشكال التنمية، فيما يظل عدم توفير الخدمات، وربط التجزئات الموزعة بمختلف الشبكات، العائق الأبرز في استقرار سكان المنطقة.

الفلاحة تتخبط في معاناة لا نهاية لها

وتسبب عدم توزيع الأراضي الفلاحية على الشباب، في زيادة عدد البطالين، رغم الطابع الفلاحي للمنطقة، التي تعاني محيطاتها التي أنشأها مواطنون من أموالهم الخاصة، من غياب المسالك الفلاحية، وعدم تزويد المحيطات الفلاحية بالكهرباء، فيما يظل مشكل عدم تسوية وضعية العقار الفلاحي، تحت شعار “الأرض لمن يخدمها”، حاجزا أمام تحقيق الأمن الغذائي في الولاية.

وينتظر فلاحو المنطقة، تجسيد حلم دعم الفلاحين المنتجين، والاستماع لانشغالاتهم والاهتمام بهم أكثر، وحل المشاكل العالقة لدعم السوق المحلية والوطنية، بمختلف المنتوحات من الخضر والفواكه، في المنطقة التي تلقب بـ”متيجة” ولاية ورقلة، نظرا للإمكانات الطبيعية والبيئية التي تتوفر عليها، لتحقيق أرقام هامة في إنتاج الخضر، والمنتوجات الاستراتيحية كالقمح والذرة والأعلاف.

بيئة ملوّثة تهدد صحة السكان والحيوانات

ويشتكي قطاع البيئة من عديد المشاكل، التي تنتظر حلا عاجلا، وخصوصا ضرورة إيجاد حل آني، لمعضلة جفاف أشجار السد الأخضر، مما يستوجب تخصيص عمال للاهتمام به، فيما تستدعي معاناة السكان من الناموس، معالجة المشكلة جذريا، وإجراء دراسة تقنية لتحويل مصب الصرف الصحي في المنطقة، والذي تسبب في تدهور البيئة وموت الحيوانات المتنقلة غرقا، كالجمال ومختلف الحيوانات الصحراوية، فضلا عن الأثر السلبي للمصب، على صحة المواطن، والأشجار الصحراوية والبيئة بشكل عام.

غياب تام لقطاع الشباب والرياضة بالقرية

ويتخبط قطاع الشبيبة الرياضة في مشاكل كثيرة، يرى المواطنون نهايتها، بإنجاز مركب رياضي، يحتوي على مضمار للقرية، في ظل تجاوز عدد المواطنين عتبة 11  ألف نسمة، وتواجد ناديين رياضيين فيها، فضلا عن ضرورة إنشاء مسبح بلدي، يقضي فيه أطفال القرية أوقات فراغهم، حيث يضطرون إلى السباحة وسط الحاويات والخزانات الحديدية، بحثا عن الرطوبة والاستمتاع، وهربا من حرارة المنطقة القاتلة.

ويطالب السكان، بتعشيب الملاعب الجوارية المنجزة بالإسمنت، وإنجاز دار للشباب، يلتقي فيها شباب وأطفال القرية، على طاولات ترفيهية تعليمية، تنقذهم من الآفات الاجتماعية، فيما يبقى تخصيص حصص خاصة من المخيمات الصيفية لأطفال القرية، حلما بعيد المنال.

معاناة بين ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوزين

يشهد قطاعا النشاط والضمان الاجتماعي بدورهما، عديد النقائص المسجلة في القرية، التي يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة بها، من عزلة خانقة وموت بطيء، إذ يطالبون بزيارات ميدانية لفئتهم، واهتمام ميداني جاد بانشغالاتهم الخاصة، بالتنسيق مع مصالح البلدية، وضرورة تخصيص قسم خاص لفئة أطفال التوحد، فضلا عن حتمية النظر، في الوضعية الاجتماعية لعديد العائلات المعوزة.

فوضى عارمة في قطاع الأشغال العمومية

يشكو قطاع الأشغال العمومية من جملة نقائص، على رأسها اهتراء الطرقات الرابطة بين أحياء القرية، التي لا تزال رملية، ما يصعّب عملية اجتيازها، فيما يناشد الساكنة السلطات، السعي لتجسيد ازدواجية الطريق الولائي وسط القرية، والقضاء على النقاط السوداء، من خلال تعبيدها ووضع الإنارة العمومية داخل الأحياء المظلمة، نظرا لتسببها في حوادث مرور قاتلة.

ومشاكل أخرى تنتظر الحلّ

تحوّل توقف مشروع الصرف الصحي، بحي ابن باديس، إلى شبح يطارد السكان، الذين طالبوا بإكماله وتجسيد المشروع في بقية الأحياء الأخرى، فضلا عن ضرورة إيجاد حلّ لمشكلة تزويد المواطنين، بمياه الشرب الصالحة، من خلال ربط الأبيار المنجزة، في كل من حيي 20 أوت 1956 وابن باديس بالكهرباء، وكذا إنجاز بئر بحي 8 ماي 1945، للقضاء على مشكل تذبذب وانقطاع الماء الشروب، الذي أضحى مصدر غضب حقيقي للساكنة.

ويطالب سكان القرية، بإحاطة السوق الأسبوعية، وتهيئة الأحياء وتدعيمها بمرافق ترفيهية، تكون متنفسا للأطفال، وتركيب الإنارة العمومية، في الأحياء التي تفتقدها، ومراقبة عمل بعض موظفي الفرع البلدي، غير الملتزمين بتقديم خدمة عمومية معاصرة ودائمة للمواطن، وذلك في أغلب الأوقات سيما مساءً.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!