الرأي

تعقّلوا لتفادي الأسوأ!

جمال لعلامي
  • 965
  • 5
ح.م

من المفروض أننا لا ننتظر قرارات “فوقية”، حتى نلتزم ويسكننا الوعي والانضباط وروح المسؤولية، لكن الظاهر، أن الاستهتار فعل فعلته بأغلبية أو على الأقلّ أقلية، ولذلك كادت الجائحة أن تتركنا بسلام، قبل حلول شهر رمضان المعظم، الذي “اقتحم” فيه مستهترون المحلات التجارية، رغم الخطر، فتدافعوا وتزاحموا في طوابير قلب اللوز و”الزلابية” و”المحشي”، إلى أن “حرّضوا” اللجنة العلمية لمتابعة الوباء، على اقتراح فرض حجر منزلي شامل أيام عيد الفطر المبارك!

لا يجب أن نلوم لا اللجنة ولا الأطباء ولا الخبراء ولا الحكومة، فجزء من المواطنين، “استغلوا” التساهل وإعادة فتح المحلات، فتمرّدوا دون سابق إنذار على إجراءات الوقاية، وخرقوا الحجر وحظر التجوال، ووصل الأمر ببعض المغامرين والمتلاعبين بصحتهم وصحّة غيرهم، إلى ممارسة “لعبة القط والفأر” مع مصالح الأمن عبر الطرقات والشوارع!

الأرقام المعلنة بشأن حجز المركبات وتوقيف الأشخاص، خلال فترة الحجر، تكشف مدى العبث واللاوعي، الذي ضرب العقول والنفوس، وضرب جهود الدولة والطاقم الطبي وغيره من المصالح والأجهزة المشاركة في الحرب المشروعة على العدو المسمى “كوفيد 19”!

كنا جميعا دون استثناء، نأمل أن يحلّ علينا رمضان المعظم، ونحن في ظروف غير هذه التي تحبسنا و”تمرمدنا”، كما كنا نأمل أن يعود علينا عيد الفطر المبارك، وقد تجاوزنا “الخطر”، وتوقفت الإصابات والوفيات، لكن للأسف، سوء فهم البعض لمفهوم “التراخي” والتساهل والتسامح والعفو عند المقدرة، وعقلية “ما عليهش”، هي التي جعلتنا الآن نتوقف حتى لا نقول نعود خطوة للوراء!

عندما قرّرت الدولة إعادة فتح محلات وبعض الأنشطة التجارية، بداية رمضان، كان ذلك قرارا شجاعا ومبرّرا بالحفاظ على لقمة عيش الكثير من التجار وفئات واسعة من المجتمع، وكان أيضا يهدف إلى إنعاش الاقتصاد الوطني وحركية السوق والتبادلات المالية، والسماح للمواطنين بالعودة التدريجية، وإن كانت حذرة، إلى الحياة الطبيعية، في انتظار أن يرفع ربّ العالمين عنا هذا الوباء والبلاء وينصرنا على الابتلاء!

لكن، المصيبة، أن الرياح هبّت بما لا تشتهيه السفن، فقد “هجم” مواطنون على المتاجر والأسواق والشوارع، في مشاهد مؤلمة، وإن كانت ليست ظاهرة “مايد إين ألجيريا”، لأنها تكرّرت في أكبر البلدان تطوّرا ونموّا، إلاّ أنه كان بوسعنا أن نتجاوز الأسوأ وأن نخرج من عنق الزجاجة في أقرب وقت وبأقلّ الأضرار والمخاوف والمخاطر!

هذا لا يعني، أن الوضع غير متحكّم فيه، لكن كلّ الإجراءات المعلنة والتي قد تعلن لاحقا، تبقى احترازية واضطرارية، لتجنب سيناريوهات لا نريدها، وهذا يتطلب التشديد والتشدّد لمحاصرة الفئات غير الواعية، والتي تحوّلت للأسف إلى خطر ينافس خطر كورونا!

مقالات ذات صلة