الجزائر
أساتذة يثقلون كاهل التلاميذ و مختصون يدعون لتبني المحفظة الرقمية

تعليمات تخفيف وزن المحفظة تذهب أدراج الرياح

كريمة خلاص
  • 1562
  • 8
ح.م

باتت المرافقة اليومية للأولياء لأبنائهم المتمدرسين إلزاما قارّا مع كل موسم دراسي بسبب الوزن الثقيل للمحافظ التي أثقلت كاهل التلاميذ وتسببت لهم في العديد من الأمراض سيما انحراف العمود الفقري أو ما يعرف بـ “السكوليوز” ورغم إصدار وزارة التربية منشورا للأدوات المدرسية للمراحل التعليمية الثلاث “ابتدائي متوسط و ثانوي”، يهدف إلى تخفيف وزنها، فضلا عن تخفيض تكلفة الأدوات وعقلنة استغلالها، إلا أن أغلب الأساتذة والمعلمين لم يتقيّدوا بالقوائم وطالبوا التلاميذ بمستلزمات أكبر من القائمة الرسمية.

وعبر بعض الأولياء عن اندهاشهم لاستقبال قوائم المستلزمات المدرسية عكس القوائم الوزارية مؤكدين بذلك عدم التزام المعلمين وحتى مع ذلك يرى البعض أن المحفظة تبقى ثقيلة وهو ما يضطرهم إلى الغدو والرواح يوميا مع أطفالهم لمساعدتهم على الحمل الثقيل.

  وفي السياق أوضح البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة “فورام” أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لا تكفي ويجب التفكير الجدي في مقترح “النات بوك” من خلال تحميل الكتب والبرامج المدرسية على اللوحة الالكترونية بالتعاون مع متعامل وطني رائد لتقليل العبء على التلاميذ وترشيد النفقات وحسن التسيير للميزانية، مضيفا ان الاتفاق بين المتعامل ووزارة التربية سيجنب كثيرا من التلاعبات والاموال المهدورة من قبل لوبيات مسيطرة، كما ان التابلات يجب ان تبرمج للاستعمال المدرسي فقط وأن تستعمل لعدة سنوات.

وحسب خياطي فإن وزن التابلات لا يتعدى 500 غ وهي تعد الحل الأمثل للاستيعاب والتوفير والحماية الصحية.

وأضاف خياطي أن وزن المحفظة حاليا في المستوى الابتدائي يناهز 10 كغ موضحا أن وزن المحفظة يتبع وزن التلميذ وقامته والتقوس الذي يتعرض له التلاميذ على مستوى العمود الفقري يكون ناجما عن هذا الأمر.

وبتقدير خياطي فان وزن التلميذ في عمر 6 سنوات يقتضي ألاّ يزيد عن 3 كغ، مع إضافة 1 كغ كل عام مع مراعاة المســافة بين البيت والمدرسة وألاّ تزيد عن 500 م، أمّا أكثر من هذا فيجب تخفيفها قدر المستطاع.

وعرّج خياطي في حديثه عن تخفيف المحفظة الى اهم المخاطر الصحية التي تهدد التلاميذ على رأسها تقوس الظهر او نحراف العمود الفقري تأخر نمو الرئتين وما ينجم عن ذلك من مشاكل في التنفس واصابة بالربو ناهيك عن امكانية الإصابة بمضاعفات امراض القلب وتأخر في النمو أي القامة القصيرة وبذلك تحصيل دراسي متراجع وضعيف.

وانتقد خياطي اداء اطباء المدارس الذين لا يهتمون بإنجاز دراسات او تقديم احصائيات عن اهم المشاكل الصحية التي يتعرض لها التلاميذ، بل يهتمون بامور هامشية.

من جهته، زروق عز الدين، عضو مكتب وطني للجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أفاد أن مطالب الجمعية صبّت منذ سنوات في إطار “المحفظة الالكترونية” التي تختصر الكثير من الأمور السلبية الحاصلة حاليا، لاسيما من حيث كسب الوقت وتحسين التحصيل المدرسي في ظل الاكتظاظ الذي تعرفه اغلب مدارسنا.

واستطرد زروق قائلا “بلادنا ليست أقل شأنا من دول أخرى كثيرة مثل مصر والهند وغيرهما اللذين استطاعوا إقرار الرقمنة في مؤسساتهم التعليمية”.

وأضاف المتحدث لابد من المضي في هذا المقترح والخيار لاسيما وأن وزن المحفظة حسبه لن يتعدى  300 غ بالإضافة إلى السبورة الرقمية التي تجنب الأستاذ كثيرا من العناء وهدر الوقت لختم بالقول سنبقى نناضل لان دولتنا قوية وستبقى قوية بأبنائها.

للتذكير، فقد اعتمدت وزارة التربية في قائمة أدواتها الجديدة على كراريس صغيرة الحجم لا تتعدى 64 صفحة بدل 120 صفحة، بالإضافة إلى حلول بيداغوجية واقتراحات قدّمتها اللجنة التربوية لتخفيف وزن المحفظة المدرسية، على غرار إبقاء كراس النشاطات الخاص بالتلميذ في القسم وعدم جلب كل الأدوات في اليوم، فضلا عن تخصيص أدراج في  القسم، وتأتي هذه الاجراءات انطلاقا من عمل ميداني قامت به لجنة مختصة مكوّنة من أساتذة ومفتشين ومديرين سنة 2013 وتم تحديثه في 2018.

مقالات ذات صلة