-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل عادل علي الشهير بالشيخ عبد العليم بمسلسل باب الحارة لمجلة الشروق العربي

تكرار أدواري الدينية يعود إلى المخرجين الذين يبحثون عن الشخصية الجاهزة

طارق معوش
  • 1962
  • 0
تكرار أدواري الدينية يعود إلى المخرجين الذين يبحثون عن الشخصية الجاهزة
تصوير: أيمن. م

الشيخ عبد العليم، أو الشيخ عبد الحق، الشيخ عمر، أو الشيخ بدري، لا تهم الأسماء مهما اختلفت، لكونها تدل على شخصية واحدة، عُرفت بتنقلها في حارات الدراما السورية، بالملابس ذاتها والأسلوب الحكيم ذاته. اسمه عادل علي، الاسم الذي ربما لن يقتنع جيل كامل من متابعي مسلسل “باب الحارة”، عبر الأعوام العشرة الماضية، بأنه يعود إلى شيخ حارة الضبع عبد العليم، خاصة أنه بعيدٌ تمامًا عن الظهور الإعلامي واللقاءات الصحفية.

من الوالي العثماني إلى شيخ الحارات الشامية، عُرف الممثل السوري عادل علي، بشخصية والي الشام العثماني في المسلسل الشهير “الخوالي”، وساهمت كلماته التي رددها في معظم حلقات المسلسل، مثل “غريب أمور عجيب” و”تشوك غوزال” بالإضافة إلى وجهه “السمح”، في دخوله قلوب المشاهدين، رغم دور الحاكم الظالم الذي لعبه آنذاك.

الفنان عادل علي درس الإخراج المسرحي في روسيا، لمدة ست سنوات، ليعود إلى سوريا بشهادة الماجستير المسرحي.

من مواليد القامشلي 1966، متزوج وله بنتان وصبي، له مشاركات عديدة في الإذاعة والسينما والمسرح. ومن أهم أعماله في التلفزيون: العبابيد – كان يا ما كان – سحر الشرق – عودة غوار الفوارس – القلاع – الخوالي – طاحون الشر.. دون أن ننسى أجزاء المسلسل الشهير باب الحارة.

من سوريا، ولقاء خاص مع الفنان عادل علي، لمجلة الشروق العربي

(رجل الدين) هو الدور الغالب على شخصياتك في المسلسلات، ترى ما السبب في ذلك خاصة بعد نجاحه بالمسلسل الشهير باب الحارة بكل أجزائه؟

ربما مسحة شكلي الخارجي هي السبب في ذلك. فقد أديت قبل باب الحارة دور الشيخ عبد الحق في (ليالي الصالحية) وفي (باب الحارة) رأى الأستاذ بسام الملا أن أجسد دور الشيخ عبد العليم، وهو شيخ الحارة الذي يفتي في أمور الشرع في الحارة، ويصلح بين المتخاصمين. وبالفعل، أديت دور الشيخ عبد العليم على مدى عشرة أجزاء

من باب الحارة حتى وقتنا الحالي، واضطررت إلى إكمال دوري كشيخ في بقية الأعمال الشامية، لأنه من غير المعقول أن نغير الشخصيات المتعارف عليها، خاصة أن مثل هذه الأدوار لها تأثير كبير على الناس.

وبصراحة، تكرار أدواري الدينية في بقية الأعمال، سواء المسرحية أم التلفزيونية، يعود إلى المخرجين وشركات الإنتاج، الذين يبحثون عن الشخصية الجاهزة الموجودة في قالب جاهز، دون أن يشتغلوا على الممثل أو يحاولوا إخراج حالة جديدة له لم يرها الناس فيه بعد.

هل استعنت برجال الدين والشيوخ لتأدية دور الشيخ عبد العليم بباب الحارة؟

 أكيد، بالطبع، من أول أدواري بهذا العمل. كنت ألجأ إلى رجال الدين والفقه، لأتأكد من مدى صحة الحكم الشرعي الموجود في النص المكتوب، والأدوار الدينية دقيقة جدا لا تحتمل أي خطإ، سواء كان في الأداء أم في الدليل الشرعي على الحالات المختلفة.

تشارك هذا العام بالجزء الحادي عشر من مسلسل باب الحارة فقط، فهل يعود ذلك إلى انشغالك الشخصي أم ماذا؟

 المشكلة أن رمضان أصبح موسما لجميع المسلسلات. فالجميع يصورون أعمالهم في نفس الوقت، أضف إلى ذلك، الظروف التي يمر بها العالم من انتشار فيروس كورونا، إلى جانب الأوضاع التي تعيشها البلاد، ما يجعلنا نركز في عمل واحد.

مستمر في شخصية الشيخ عبد العليم بباب الحارة حتى لو امتد العمل إلى ثلاثين جزءا

معلومات انتشرت مفادها أن أجوركم في باب الحارة بالجزء 11 قليلة نوعا ما بالنسبة إلى باقي الأجزاء الأخرى؟

 لا يحق لي أن أتحدث عن غيري، ولكن أنا شخصيا راض جدا عن أجري، لأن شعبية العمل وحب الناس له إضافة إلى المعاني السامية التي يحملها، أهم بكثير من الجوانب المادية. وهناك الكثير من النجوم الكبار، دون ذكر أسماء، تمنوا المشاركة في باب الحارة ومن دون أجر، لكثرة ما أخذ هذا العمل من شعبية وجماهيرية على مستوى الوطن العربي، من أول أجزائه.

ما الجديد في دور الشيخ عبد العليم بالجزء الحادي عشر من باب الحارة؟

الشخصية ستستمر في تهدئة الناس وهدايتهم وتوعيتهم، وحل مشاكلهم في الحارة الجديدة. كما سيكون هناك تطورات جديدة، تتماشى مع العصر والتقدم للحارة ككل.. وأعتذر عن عدم إعطاء تفاصيل أكثر. فقط، ما أريد توضيحه، أنني مستمر في هذه الشخصية، حتى لو امتد العمل إلى ثلاثين جزءا.

هل ترى بأنك حققت شيئا من التنوع في أدوارك منذ بداياتك وحتى الآن؟

من غير شك، فقد شاركت في عدة مسلسلات اجتماعية، وجسدت أدوارا متنوعة فيها، كدور الوالي التركي في مسلسل (الخوالي)، فضلا عن العديد من الأدوار التاريخية، والمشاركات في المسلسلات الشامية القديمة. أما الآن، فأتمنى أن أكسر النمط الروتيني في الأدوار الدينية، وأقدم أدوارا أكثر تنوعا.

أين يجد الفنان عادل علي نفسه.. في المسرح أم التلفزيون؟

 أفضل العمل في المسرح أكثر من التلفزيون، لأن العمل في المسرح حميمي جدا، والحركة فيه أكثر حرية، كما أن الأداء فيه أكثر مباشرة مع الجمهور، ويستطيع الممثل من خلاله أن يرى صدى جهده، إلى جانب أنه يبني علاقات مع أناس مثقفين وصحفيين مهمين في المجتمع.. ولكن، رغم ذلك، تبقى الأجور في المسرح قليلة بالمقارنة مع التلفزيون. ولا بد من مشاركة الفنان في أعمال تلفزيونية، وخاصة الشامية منها، حتى يصبح أكثر قربا من الناس، ويحقق نوعا من الشهرة والمعرفة لدى الجمهور.

حينما يتنازل الفنان لا يمكن القول حينها إنه فنان

على ذكر الأعمال الشامية، هل تخشى على أعمال البيئة الشامية من الوقوع في فخ التكرار؟

 لا، فالأعمال الشامية لا تندرج ضمن هذا الإطار، ونحن حتى الآن نشاهد الكاوبوي الأميركي. النجاح هنا يرتبط بالقصة، وكيف يتناول المخرج العمل، فلدينا بيئة غزيرة الأحداث وتاريخ عريق جدا، وإن أردت الكتابة عن دمشق يمكن أن تكتب مئات الموضوعات، دون أن يحدث تشابه، ولكن بالطبع لا يعني نجاح عمل إنجاز آخر ولكن البيئة غنية، وقد بنت أعمال البيئة الشامية نوعاً من التواصل، خاصة مع المغتربين. ولكن، بعد إنجاز هذه الأعمال، بتنا نخاف أن نطرح موضوعات قد تجرح المتلقي، أو تولّد نوعاً من الحساسية لدى البعض. وهنا يتنازعني نازعان: الأول، منبعه إحساسي، وهو فكرة تطهير هذه البيئة. والثاني، أنني كفنان لست مع هذا الأمر، لأن ما نقدمه هو فن، ويمكن إظهار العيوب فيه، ولكن تشعر بأنك أصبحت مسؤولاً بشكل من الأشكال عن أخلاقيات هذه البيئة، وباللاشعور تحس بأنك بت حارساً لها.

 إلى أي مدى تفكر في حجم الدور عندما تختاره؟

لا أفكر في مساحة الدور، وإنما في قوته، وأول ما أفكر فيه هو العمل ككل، فإن كان قوياً ومكتوباً بشكل جيد، وفيه مخرج ممتاز وممثلون متميزون، يسعدني أن أشارك فيه، وإن كان دوري صغيراً. فأنا أتألق مع الجماعة، وإن شاركت بدور بطولة في عمل ضعيف لا يضيف إليّ هذا شيئاً. وهذا صراع البقاء للفنان الذي يشعر بأن لديه ما يقدمه، وإن كان صرخة في مسلسل، فمساحة الدور ليست مشكلة بالنسبة إلي. ولنعترف بأن الفنان كلما تقدم في السن، تقل لديه فرص لعب أدوار البطولة.. وكما هي الحال بمسلسل باب الحارة، فرغم قلة المشاهد لبعض الشخصيات، إلا أنهم نجحوا بها، وأصبحوا نجوما كبارا داخل وخارج سوريا.

هل تؤمن بدور التنازلات في الفن؟

حينما يتنازل الفنان لا يمكن القول حينها إنه فنان.

 ألم تتنازل خلال مسيرتك الفنية؟

 لا، إطلاقا.. لم أتنازل ولن أتنازل مهما تقلبت الظروف وتبدلت المعطيات. الفن أولا متعة، والمتعة تحض الفكر على تساؤلات. وبالتالي، لابد للفنان من موقف، وإن لم يكن له موقف يصبح فنا مجانيا.

ربما لا تنطبق عليك فكرة التنازل، ولكن الكم الهائل بين فناني اليوم، ألا يدفع الكثير إلى التنازل، حتى يحصلوا على دور هنا أو هناك؟

هذا الكلام لا ينطبق على الجميع. أوافق على أن الحياة فيها مغريات، وقد تكون المادة أكثر المسائل إغراء لتقديم التنازلات. وبالتالي، الأعمال التي فيها تنازلات تصبح كفقاعة صابون، قد تبدو جميلة كألوان قوس قزح، ولكنها سرعان ما تتلاشى.

الحرب هي التي أثرت سلباً في أداء كل من يعمل في الدراما السورية

ما الأسباب التي أدّت إلى تراجع مستوى الدراما السورية، بعيداً عن ظروف الحرب الدائرة منذ 10 سنوات؟

 لا سبب آخر لذلك. فقط الحرب هي التي أثرت سلباً في أداء كل من يعمل في الدراما السورية، بدءاً من الكاتب. فهو ابن البيئة التي تحترق. وكيف له أن يكتب نصا غريباً عما يحصل في سوريا!

 في السنوات الأخيرة، تابعنا بعض المسلسلات السورية الاجتماعية، التي تناولت قصصاً جريئة جداً، جعلت المشاهدين ينفرون من الدراما السورية، ما تعليقك؟

 هناك فعلاً بعض الأعمال السورية الهابطة، التي أُنجزت بسبب تقاعس الكتّاب الحقيقيين، الذين لم يساعدهم مزاجهم يومها في كتابة نصوص راقية، ما اضطر شركات الإنتاج إلى الاستعانة بكتّاب مبتدئين، قدموا أعمالاً سيئة.

ما هي قراءتك الخاصة للواقع العربي الذي نعيشه؟

نحن شعوب «عم يلعبوا فينا بالطابة»… يجرون التسويات والصفقات ويبيعون ويشترون بمزاجهم، والشارع ينطح ويناضل لكي يعيش ويؤمن لأبنائه المستقبل، وهو صعب. حرام، «نحنا حرام»…

ما النصيحة التي تقدمها إلى أي فنان يعتبر نفسه رقم واحد في الإيرادات؟

 اترك الناس تقيمك ولا تقيم نفسك، دائما أتذكر جملة لنابليون عندما كان مدعوا إلى أحد المحافل، وجلس على أول كرسي عند الباب، فجروا إليه وقالوا: تفضل اجلس على المنصة، فرد قائلا: المكان الذي يجلس به نابليون هو المنصة. قيمتك ليست في المكان، لكن قيمتك في داخلك، اترك الناس تقيمك.

 كيف تنظر إلى مستقبل بلدك سورية؟

أجد أن الأمل موجود، ولا بديل عن العلم السوري، الذي يرفرف في ساحة الأمويين، كما أن الاستقرار السياسي سيترتب عليه عودة النازحين، ووقف القتال في البلاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!