-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بيونة في لقاء خاص للشروق العربي

تكريمي في مهرجان إمدغاسن يعني لي الكثير

طارق معوش
  • 714
  • 0
تكريمي في مهرجان إمدغاسن يعني لي الكثير
تصوير: عبد الكريم شنيقل

رحلة طويلة من الكفاح، خاضتها الفنانة الكبيرة بيونة، التي قدمت للسينما عشرات الأفلام المميزة، حققت بها نجاحا كبيرا، تنوعت أدواها بين شخصيات امرأة قوية لا تقهر وتدخل في صراعات مختلفة، سواء سياسيا أم إنسانيا أم اجتماعيا وتتغلب عليها.

بدأت مشوارها الفني سنة 1973، بفيلم الدار الكبيرة عن عمر 17 سنة، للمخرج مصطفى بديع، وأدت دور فاطمة. وفي 1978، شاركت في فيلم ليلى والأخريات. وهاجرت إلى فرنسا في فترة التسعينيات خوفا على حياتها، إلى غاية سنة 99، فقدمت فيلم «حرم عصمان»، وفي سنة 2000 شاركت في فيلم «وان وومن شاو» وبعدها فيلم “viva l’Algérie” وشاركت الممثل محمد فلاغ في العديد من المسرحيات الهزلية، ولكن النجاح الحقيقي كان بين سنة 2002 و2005 في سلسلة ناس ملاح سيتي الهزلية، التي حققت نجاحا مبهرا في الجزائر والمغرب العربي. وبعدها، في العديد من الحصص التلفزيونية على قناة نسمة التونسية وعلى القنوات الفرنسية.

بيونة، وعلى هامش تكريمها بمهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي، خصت الشروق العربي بلقاء خاص.

الشروق: في إطار تكريمك بمهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي في طبعته الثانية بباتنة، ماذا أضاف المهرجان من أفكار جديدة لبيونة؟

– أولا، أنا أشكر إدارة المهرجان التي فكرت في الملاقاة بين الفنانين العرب، فنحن في حاجة ماسة لمثل هذه التظاهرات الثقافية التي تعد كفرصة لكل محبي الأفلام السينمائية، من أجل تبادل المعارف والتعارف أيضا في ما بيننا، وكل ما أضافه لي المهرجان هو أنه منحني الفرصة الأولى للالتقاء بفنانين من سوريا ومحبوبين على قلبي أبطال باب الحارة لم ألتقهم من قبل، فبالتأكيد قد خطا المهرجان خطوات ممتازة إلى الأمام، وأحدث تطورا في ساحتنا الفنية الجزائرية، وأجد نفسي سعيدة جدا أمام الإنتاجات السينمائية العربية المشاركة في المهرجان.

الشروق: ماذا يعني لك تكريمك في المهرجان بعد هذا التاريخ الطويل؟ وماذا تعني لك التكريمات في المهرجانات؟

– أنا سعيدة جدا، رغم تاريخي السينمائي الطويل بالتكريم في هذا المهرجان، وكأنه تكريم يحدث لأول مرة، رغم أني كرمت كثيرا، وتكريمي في مهرجان إمدغاسن يعني لي الكثير، لأنه تكريم يأتي من شباب، فمن هنا نتأكد أن

السينما بأيدي أمينة، والتكريمات التي تمنحها المهرجانات هي دلالة على أن الجزائر تسعى وراء التظاهرات الدولية وهي بلد الحضارة والفن.

الشروق: ما شعورك وكبار نجوم الساحة الفنية الجزائرية يحتفلون بك وعلى رأسهم كمال بوعكاز ومليكة بلباي وعمار ثايري وغيرهم؟

– حقيقة، غمرني شعور بالسعادة الكبيرة من جميع الزملاء، وسعدت جدا بحفاوة الجمهور والقائمين على المهرجان، وأولهم محافظ الدورة عصام تعشيت، فهذا أمر أثر في بشدة.

أصعب ما واجهته في مشواري الفني أنني قدمت أدورا تقليدية وليس بها أي تحد

الشروق: ما المحطات الصعبة التي واجهتها في مشوارك الفني؟

– كان أصعب ما واجهته في مشواري الفني، أنني قدمت أدورا تقليدية وليس بها أي تحد، ولكن كانت ميزتها الوحيدة أنها جعلتني أتمكن من الوقوف أمام الكاميرا والتخلص من الرهبة والخوف.

الشروق: في فترة من الفترات سجلت عودتك في رمضان كضيفة شرف بمسلسل نسيبتي العزيزة، ھل كانت مشاركاتك مدروسة أم إنھا قبول بأعمال من أجل العودة وفقط؟

– لا أبدا، أنا لا أقبل بأي عمل وإذا لم یكن ھادفا ومحترما لا أشارك فیه، ومعروف عني أثناء تفاوضي مع أي منتج أنني قبل أن أتحدث عن المبلغ المالي أطلب أولا معرفة باقي الممثلین، لكي أعرف مع من أعمل وكیف سأعمل، لأنھم لو كانوا شبانا لا یملكون الخبرة أحاول أن أساعدھم وإذا كانوا مخضرمین، فإن طریقة العمل ستختلف أیضا. أضف إلى هذا، المسلسل يعتبر الرقم واحد بالمغرب العربي، من حيث المشاهدة وكل طاقم العمل كان مبدعا رغم بساطة السلسلة.

الشروق: من الطبیعي أن تتقلص مساحة دور الفنان عندما یكبر، باعتبارك نجمة لھا وزنھا فنیا ھل تفرضین شروطك المادیة أثناء التفاوض مع أي منتج أم ترین بأن الأمر ثانوي؟

– لما أقول للمخرج أو المنتج كم ستعطیني، أرید من خلال سؤالي بالدرجة الأولى أن أعرف قیمتي عنده، فإذا أعطاني قیمة صغیرة لا أقبل، لیس من أجل المال، وإنما لأنه لم یقیمني جیدا، وھناك أعمال شاركت فيھا مجانا خصوصا الأفلام التي یود أصحابھا أن یشاركوا بھا في مھرجانات دولیة.

السینما الجزائریة یلزمھا أموال وإمكانیات لكي تفوز بجوائز دولیة

الشروق: شاركت في العدید من الأفلام الفرنسیة والأفلام المشتركة، فما الفرق بینھا وبین الأفلام الجزائریة؟

– من حیث المستوى والإبداع لا یوجد فرق، ربما في فترة زمنیة كان ھناك نقص من حیث الإمكانیات والعتاد لیس أكثر.

الشروق: ما رأیك في السینما الجزائریة حالیا وسبب الغیاب عن المحافل الدولیة الكبرى؟

– سأجیبك عن ھذا السؤال بمثل شعبي، حیث قیل مرة لامرأة عجوز: لماذا بیتك غیر مرتب؟ فقالت لھم: “باه تتسقم یلزمھا كیسة معمرة ومرا مشمرة”. والحدیث قیاس(تضحك)، السینما الجزائریة یلزمھا أموال وإمكانیات لكي تفوز بجوائز دولیة.

الشروق: بما أنك عایشت مرحلتین من الإنتاج الجزائري مرحلة العصر الذھبي أیام الأبیض والأسود والمرحلة الحالیة، فما الفرق بینھما؟

– كما قلت، لقد كان ذلك الوقت عصرا ذھبیا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم نقص الإمكانیات، وحالیا تقدمت التكنولوجیا في مجال الإنتاج الفني، وعلینا أن نواكبھا حتى ولو كنا لا نحبھا، في السابق كان الفنان مطالبا ببذل مجھود إضافي لیخرج اللقطة بشكل جید، أما الیوم ومع التكنولوجیا الجدیدة، اختصرت الكثیر من المسافات في ھذا المجال.

الشروق: ما رأیك في الإنتاج الدرامي الذي عرض خلال شھر رمضان؟

– والله بصراحة، ومن دون مجاملة، أعجبتني العدید من الأعمال، مثل بابور اللوح وحتى العدید من السكاتشات القصیرة..

الشروق: كثـرت في الفترة الأخیرة الإنتاجات التاریخیة، التي تتحدث عن الثورة وتاريخ الجزائر برأیك ھل تخدم ھذه الأعمال الثورة أم إنھا مجرد توقیع حضور مناسباتي؟

– بعد الاستقلال بسنوات قصیرة، ظھرت العدید من الإنتاجات التاریخیة التي تحاكي تلك الحقبة وبعدھا جاءت فترة من الركود أعقبتھا العشریة السوداء ثم عادت مؤخرا العدید من الإنتاجات، وأعتقد أننا في حاجة إلى المزید منھا، وعلینا تثمین كل عمل جدید بھذا الخصوص، لأنه إضافة للقضیة ولیس مشاركة من أجل المشاركة، وأنتم كصحافيين يجب عليكم الوقوف مع هذه الأعمال، لأنها تاريخ بلدنا وأجدادنا.

أعتقد أن لكل سن دورا مناسبا.. واللي فاتو وقتو ما یطمع في وقت الغیر

الشروق: ما سبب حصر الممثلین الكبار في أدوار صغیرة مؤخرا؟

– اللي فاتو وقتو ما یطمع في وقت الغیر (تضحك)، أعتقد أن لكل سن دورا مناسبا، فإذا تقدم الممثل في العمر فأكید أنه سیحصل على دور الجد. ویكون ظھوره أقل، وأنا مثلا سني تناسب دور عجوز تنغص حیاة زوجة ابنھا.. تضحك

الشروق: كلمة تودین توجیھھا إلى جمھورك في ختام ھذا الحوار

– أود أن أحیي كل من یحب بيونة، وأحیي كل قراء مجلة الشروق العربي.. وأستغل الفرصة من كل من يقرأ هذا اللقاء، أن يترحم على المناضل علي فضيل- رحمة الله عليه- كما أشكرك، وأجدد شكري إلى جمهور باتنة، الذين غمروني بحبهم الكبير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!