-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهديدات التفجيرات النووية الفرنسية مستمرة

تكنولوجيات جديدة لمواجهة التشوهات الخَلقية لأطفال الجزائر

وهيبة. س
  • 543
  • 0
تكنولوجيات جديدة لمواجهة التشوهات الخَلقية لأطفال الجزائر
أرشيف

انتشرت الملوثات البيئية، وكثر استعمال الأدوية والمواد الكيماوية والصناعية في حياتنا، وتزامن ذلك مع التقلبات المناخية القاسية، وتغير النمط المعيشي والغذائي، فإلى جانب كل هذه المخاطر تستمر آثار التفجيرات النووية للاستعمال الفرنسي في الجنوب الجزائري، الأمر الذي يهدد بخطر ارتفاع حالات التشوهات والأمراض عند الأجنة قبل الولادة.
وحول الموضوع، دعا مختصون في طب الأطفال والقلب والأورام السرطانية، إلى تشخيصات دورية للجنين، تجنبا لولادة أطفال مشوهين، ومصابين بأمراض قلبية، وعضوية أخرى، وخاصة مع وجود أجهزة وتقنيات حديثة يمكن من خلالها معرفة أدق التفاصيل في مراحل نمو الأجنة عند الحوامل.

التشوهات تهدد 8 بالمائة من المواليد في صحراء الجزائر
وتعتبر التفجيرات النووية للاستعمال الفرنسي ليوم 13 فيفري 1960، في صحراء رقان بالجزائر، أو ما يسمى بعملية “اليربوع الأزرق”، من أخطر أسباب التشوهات الخلقية عند الأجنة في الجزائر، وخاصة في الجنوب، حيث أكد رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفسور مصطفى خياطي، لـ”الشروق”، أن التشوهات والأمراض التي تصيب الأجنة عند الحوامل في الجزائر وعلى غرار بعض البلدان، تمثل 2 إلى 3 بالمائة من حالات الولادات الجدد سنويا، وتصل في الولايات الجنوبية إلى ما بين 7 إلى 8 بالمائة، وذلك بسبب الجريمة الفرنسية الممتدة للأجيال والمتعلقة بتفجيرات نووية وصلت إلى 70 ألف طن من المتفجرات، وهي 5 أضعاف قنبلة هيروشيما باليابان.
وقال في السياق، رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بمستشفى نفيسة حمود “بارني”، البروفسور جمال الدين نيبوش، إن أهمية التشخيص الطبي للمرأة الحامل والجنين، تساهم في علاج مبكر للكثير من التشوهات والأمراض التي تصيب الأطفال حديثي الولادة، مع العلم أن معدل الإصابة، بحسب تقديرات المصالح الجهات الصحية، تتراوح ما بين 4 و9 حالات لهذه التشوهات والأمراض لكل 1000 ولادة حية سنويا في العالم، فيما تسجل الجزائر 8000 حالة ولادة جديدة سنويا بينها 3000 حالة استعجاليه تتطلب التكفل بها خلال الأيام الأولى من حياة المولود.
أوضح البروفسور جمال الدين نيبوش، أن حوالي 3 أو 4 أطفال من بين 1000 طفل يولدون بتشوهات خلقية في القلب بالجزائر، مشيرا إلى أن هناك تأثيرات في الولايات الداخلية، من التجارب النووية الفرنسية، كأسباب تضاف إلى زواج الأقارب، واستعمال الأدوية، وتغير النمط الغذائي، وتعاطي الكحوليات والمخدرات، والتدخين، والتلوث البيئي.

أورام المخ عند الأطفال.. مشكل صحي يتضاعف
ومن جهتها، كشفت البروفسور فتيحة قاشي، مختصة في أورام الأطفال بمستشفى مصطفى باشا، عن تسجيل ما يفوق 200 طفل سنويا مصاب بسرطان المخ، موضحة أن مثل هذه الأورام لا تبدأ مبكرا عند الطفل ولكنها تظهر مع الوقت وبنقص في النظر مصحوب بالقيء والنحافة.
ويبقى التشخيص المبكر بحسبها، الوقاية الحسنة لتفادي المضاعفات، حيث قالت إن ضعف الجهاز المناعي عند الطفل، يهدد بخطر الإصابة بالأورام السرطانية في الدماغ، وتكون أحيانا الأدوية وعلاجات أخرى يتلقاها الطفل وراء هذه الأورام.
وتتطلع البروفسور غاشي، إلى مزيد من التحديات عن طريق آخر التقنيات، لمجابهة سرطانات الأطفال في بدايتها، ومن خلال تشخيص أولي دقيق، مع اكتشاف التفاصيل المتعلق بأورام مستعصية.

التكنولوجيا لمواجهة أمراض الجنين
ومع انتشار التشوهات الخلقية عند الأجنة في الجزائر، على غرار العالم، جاءت التكنولوجيا بالكثير من التقنيات والوسائل المتطورة، حيث أكد رئيس الهيئة الوطنية الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفسور مصطفى خياطي، أن عدد الأمراض التي يمكن اكتشافها لدى الجنين، وهو في بطن أمه، يزيد يوميا بفضل التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي، يمكن مستقبلا من إتاحة فرصة تشخيص الأمراض والتشوهات التي تصيب الأطفال قبل الولادة في الشهور الأولى للحمل.
وقال إن هناك تقنيات رصد تشوهات الجنين في الشهر السادس أو الخامس وحتى الرابع للحمل، وعن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، لكشف أمراض في أنحاء من الجسم، والقلب.
ويرى بأن بعض حالات التشوهات الخطيرة عند الأجنة، يكون الخيار الوحيد، هو إنهاء الحمل بالإجهاض، وحالات يمكن التدخل فيها جراحيا أي بإجراء عملية جراحية للأم الحامل بفتح الرحم أو وهو مغلق.
وأفاد خياطي بأن التطور الطبي سيمكن من إجراء جراحة للجنين وهو في بطن أمه، وهذا لتفادي الكثير من الإعاقات التي يكبر الأطفال بها، وبعض الأمراض التي تنهي حياتهم في منتصف العمر، إضافة إلى تجنب الدولة مصاريف لرعاية فئة كبيرة من أجيال تعاني التشوهات الخلقية.
وكان البروفسور مصطفى خياطي، قد اقترح متابعة للصحة العقلية للطفل منذ ولادته إلى بلوغه سن خمس سنوات، من خلال برنامج خاص لحمايته من الأمراض والسلوكيات غير الطبيعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!