الرأي

تلاعبٌ بمصداقية البكالوريا!

رشيد ولد بوسيافة
  • 1237
  • 12
ح.م

الإجراءات التي شرعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في تنفيذها بهدف ما قالت إنه “إصلاحٌ لامتحانات البكالوريا”؛ تطرح أكثر من سؤال حول إصرار هذه الوزيرة على الذهاب إلى التغيير الجذري لامتحانات البكالوريا التي اعتُمدت منذ الاستقلال، من خلال احتساب النتائج الدراسية في السنتين الثانية والثالثة من التعليم الثانوي. وعلى الرغم من المبررات القوية التي تعطيها الوزارة للذهاب إلى هذا النموذج في احتساب معدلات البكالوريا، إلا أن الارتجالية تبدو واضحة في اعتماد الطريقة الجديدة التي قد تكون نتائجُها خطيرة على المستوى العام للتلاميذ، وما يصاحب ذلك من تضخيم للعلامات، وتمكين ذوي النفوذ من الحصول على شهادة البكالوريا بطرق ملتوية بعيدا عن التحصيل الدراسي الحقيقي.
ما يحدث هو التفافٌ خطير على آخر امتحان ما زال يحتفظ بقدسيته، من خلال اعتماد طريقة مشابهة لطريقة الانتقال من المرحلة المتوسّطة إلى المرحلة الثانوية، ففي النتيجة يمكن أن ينتقل التلميذ الذي لا يتجاوز معدله في البكالوريا 9/20 في الامتحانات الرسمية للبكالوريا إلى الجامعة بعد احتساب معدله العام في السنتين الثانية والثالثة، وبذلك يلتحق مزيدٌ من الفاشلين دراسيا بالجامعة وينحدر المستوى أكثر بفعل هذه “الإصلاحات” الارتجالية التي تُنفَّذ بعيدا عن مساهمة الجماعة التربوية.
لقد لاحظنا جميعا خلال السنوات الماضية كيف يتم تضخيمُ النتائج في الامتحانات التي تتم على مستوى المؤسسات التربوية ويتعلق الأمر بمادة التربية البدنية في البكالوريا، لذلك فإنَّ الظاهرة ستتوسع أكثر إذا تم اعتماد الطريقة الجديدة في احتساب معدلات البكالوريا خاصة إذا أجريت الامتحانات بالطريقة العادية التي لا تتم فيها عملية إغفال هويات الممتحنين ويُفتح المجال واسعا للمحسوبية، وهي ظاهرة لم تكن موجودة في الامتحانات الرسمية للبكالوريا. أما عن المبررات الأخرى كالخوف والقلق والارتباك في أوساط الممتحَنين… فالأمر يتطلب متابعة تربوية ونفسية للتلاميذ وليس تغيير طريقة الامتحان.
لقد تجاوزت نورية بن غبريط شركاءها الاجتماعيين من نقابات وجمعيات وأولياء التلاميذ واتجهت مباشرة إلى شرح مشروعها “الإصلاحي” للتلاميذ مع أنها التزمت سابقا بعرضه على الشركاء، وهو تصرفٌ غريب؛ إذ يفترض ألا تتوجه به إلى التلاميذ إلا بعد أن يأخذ حقه من الدراسة والمراجعة وينال إجماع الأسرة التربوية، أما الذهاب مباشرة إلى عرضه على التلاميذ فهو تجاوزٌ ما كان للوزيرة أن تقوم به.

مقالات ذات صلة