الجزائر
أساتذة يتحدثون عن مفاجآت صادمة في "البيام"

تلاميذ نسوا الأحرف الأبجدية بعد “عطلة” كورونا

الشروق أونلاين
  • 3920
  • 12
أرشيف

أنهت المنظومة التربوية، الأربعاء، بنجاح من حيث التنظيم والتحلي بالبروتوكول الصحي، وتفادي حالات الغش، آخر يوم من امتحان شهادة التعليم المتوسط، التي تميزت بالغياب الجماعي للتلاميذ إلى درجة أن عدد الحراس، كان أضعاف عدد الممتحنين، وهذا لأول مرة في تاريخ المدرسة الجزائرية وامتحاناتها النهائية.

جاءت العودة بعد نصف سنة كاملة من الغياب، الذي كان أشبه بالعطلة طويلة المدى، بالنسبة لتلاميذ المتوسط، الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشر وخمس عشرة سنة في الغالب، أي في سن صعب لا يمتلك فيه الطفل كل الوعي المطلوب ولا الإحساس بالمسؤولية، وفي غياب أي دروس دعم طوال ستة أشهر، من معاناة البشرية مع الوباء القاتل سواء بطريقة مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبانشغال الأولياء بالوقاية من الوباء، دخل التلاميذ في عطلة طويلة المدى وضعت بينهم وبين الدراسة حاجزا معنويا وماديا جعل بعضهم ينسى حتى في أي سنة يتمدرس، وهو ما ولّد عزوفهم عن الامتحان وغياباتهم وانسحابهم، وأيضا بعض النماذج لتلاميذ نسوا حتى الأحرف الأبجدية، فما بالك بعناوين الدروس.

وقال أساتذة للشروق، بأن ملاحظاتهم الأولية بيّنت بأن الستة أشهر السابقة أثرت كثيرا في المستوى العام، وواضح بأن التلاميذ في غالبيتهم جعلوا الدراسة في البيت آخر اهتماماتهم، وأكثر من نصف التلاميذ قدموا أوراق الامتحان فارغة من دون أن يخطّوا كلمة واحدة، بينما شبّه أساتذة بعض أوراق الامتحان بالمليئة بالخربشات وهذا من ملاحظات أولية فقط، واعترف تلاميذ لأساتذتهم بأنهم واجهوا أسئلة أشبه بالألغاز بالرغم من أنها من المقرر الخاص بالفترة التي درسوا فيها قبل شهر مارس الماضي، وأرجعوا سبب ذلك كون تلميذ المتوسط لا يمكنه الحفظ بسهولة مثل تلميذ الابتدائي ولا الثانوي الذي يمتلك وعيا أكثر.

كما اعترف الأولياء بأن انشغالهم مع الوباء وأيضا مع الوضع الاجتماعي الصعب، هو ما جعلهم يضطربون ويعجزون عن مساعدة أبنائهم وإنقاذهم من حالة الفراغ التي عاشوها، وعلى قلة الأساتذة الذين قدّموا الدروس الخصوصية الخاصة بالطور المتوسط، فإن الإقبال عليها كان ضعيفا جدا، خاصة أنها تزامنت مع النصف الثاني من شهر أوت الماضي، والذي عادت فيه شواطئ البحر وأماكن التسلية لفتح أبوابها، ومعروف أن غالبية زوارها من أطفال الطور المتوسط، واستبعد الاساتذة الذين تحدثوا للشروق ، بأن يكون مستوى طلبة البكالوريا مشابها لوضع تلاميذ المتوسط، لأنهم أكثر وعيا واهتماما من أوليائهم وحتى من أساتذتهم الذين زوّدوهم بالدروس الخصوصية ودروس الدعم.
ب. ع

مقالات ذات صلة