-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كلفت به لجنة تعمل في سرية تامة منذ ثلاث سنوات

تماطل فرنسا في تطهير الصحراء من الإشعاعات يغضب الجزائر

الشروق أونلاين
  • 5019
  • 3
تماطل فرنسا في تطهير الصحراء من الإشعاعات يغضب الجزائر

كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية أن ملف تطهير المناطق الصحراوية الجزائرية الملوثة بالإشعاعات من التجارب النووية الفرنسية قبل 50 سنة، تحول إلى مطلب ملح من الجزائر على باريس بعد صدور قانون التعويضات الفرنسي نهاية ديسمبر، ويكون الملف من بين الأسباب التي جعلت الجزائر تعتذر عن استقبال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبل أسابيع لعدم تقديم باريس نتائج ملموسة في الموضوع.

  • نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن مصادر دبلوماسية فرنسية أن اللجنة المشتركة التي تشكلت بين الجزائر وفرنسا بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر سنة 2007 تشتغل في سرية بعدما كلفت بدراسة مخلفات التجارب النووية الفرنسية في منطقة الصحراء الجزائرية، حيث أوكلت إليها مهمة القيام بخبرة ميدانية على المواقع الملوثة وكذا جمع البيانات اللازمة والدراسات بغرض تشخيص إصابة تلك المواقع بالإشعاعات وتحديد مدى خطورتها على السكان والحياة البيئية، لكن يبدو أن اللجنة تأخرت في إصدار تقاريرها، مما يكون قد أضاف درجة لتشنج العلاقات بين البلدين.
  • وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد عبر عن رغبة الجزائر في رؤية نتائج ملموسة لعمل تلك اللجنة قبل زيارة الوزير الفرنسي برنار كوشنير التي كانت مقررة لشهر جانفي الفارط، حيث ألح مدلسي أن “المشكلة ليست قضية تعويضات فقط إنما تطهير المواقع المشعة أيضا”. وكان مدلسي قد أكد في تصريحات صحفية منتصف العام 2009 بمناسبة اليوم الأفريقي أن “هدف الطرفين الجزائري والفرنسي هو الوصول إلى أشمل تقييم للوضعية والعمل سويا من أجل التكفل بالمشاكل، التي لا تقتصر على مسألة التعويضات إنما تطهير المواقع من الإشعاعات أيضا”.
  • ولم تخف الجزائر خيبة أملها من قانون التعويضات الذي صوت عليه البرلمان الفرنسي في 22 ديسمبر 2009 والقاضي بدفع تعويضات لضحايا التجارب النووية التي أجرتها فرنسا بالصحراء الجزائرية وبمنطقة بولينيزيا الفرنسية في المحيط الهادي، خلال الفترة ما بين عامي 1960 و1996 والمقدر عددهم بـ150 ألف ضحية، حيث أثار القانون غضب جمعيات الضحايا في الجزائر تنديدا بشروط تعويض الضحايا وذوي الحقوق، خاصة أنه يتضمن منح تعويضات مالية للضحايا من العسكريين والمدنيين المصابين بأمراض، والذين كانوا يتواجدون وقتها في المناطق ذاتها أثناء إجراء التجارب متجاهلا الآثار الوخيمة التي تركتها الإشعاعات على الإنسان والطبيعة على حد سواء.
  • وعبرت مختلف الجمعيات غير الحكومية المعنية بالملف والمجتمع المدني في الجزائر عن خيبة الأمل في قانون التعويضات الذي طال انتظاره منذ ماي الماضي، وأصبح الجميع يطالب بضرورة تطهير المواقع التي أجريت فيها التجارب النووية الفرنسية، منددين بمحاولة الخبراء الفرنسيين طمس كثير من تلك الآثار للتقليل من خطورة الوضع والحد من مستحقي التعويضات، حيث قال نائب رئيس جمعية 13 فيفري 1960 عبد الرحمن لكساسي “نرفض التعويضات المقررة في قانون 22 ديسمبر لأنها غير كافية وليس ببضعة دراهم نحل مشكلة أصابت أجيالا متتالية”.
  • وقامت فرنسا بتاريخ 13 فيفري 1960 على الساعة السابعة صباحا و4 دقائق بتفجير قنبلة نووية بالقرب من رڤان بالصحراء الجزائرية في إطار ما سمته “عملية الجربوع الأزرق” أتبعتها بثلاث تجارب نووية أخرى لتحول حقل التجارب إلى تمنراست، اذ قامت بـ14 تجربة أخرى في باطن الأرض.
  • ويعتقد الجانب الجزائري أنه من غير الممكن حصر عدد المصابين بتلك الإشعاعات التي تتواصل تفاعلاتها حتى اليوم، ما يجعل تطهيرها ضرورة لا تنازل عنها، وهو من بين الملفات التي تثقل بسلبياتها العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى حد الساعة خاصة في جانبها التاريخي الذي يرخي سدوله على الحاضر والمستقبل.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • يحي 08/02/2010

    رن الهاتف... الأولى ، الثانية ثم الثالثة،نهض السيد "مدلسي" من فراشه الوثير مـُتثاقلا،كانت الساعة تـُشير إلى الواحدة و
    الربع صباحا،حمل السماعة،قربها من أذنه،لم يسمع شيئا،
    الرنة الرابعة،ترك سماعة الهاتف الداخلي و أخذ سماعة الهاتف الدبلوماسي،( كان يومه كثيفا):
    ــ ألو .... من !
    ــ ألو ،صباح الخير مُغاد( مُراد)،أنا صديقك Bernard ،آه!.. هل أنت نائم؟
    ــ آه..بيرنار، صباح الخير....نعم،أنا جد مُتعب...لم أنم إلا منذ نصف ساعة...أنظر إلى الوقت... ينظر إلى الساعة الحائطية
    التي تـُقابل سريره الفخم،لم ير شيئا،( لم يكن يلبس النظارة)،
    يتحسس ساعته،أو محموله،على طاولة السرير القرمزية اللون،ينظر،( كانت الأنوار خافتة،بألوان زاهية... عادة
    الوزراء و الأثرياء، أن تبقى مُنارة،حتى تطبع على غـُرفهم
    قـُبلة شاعرية،كقـُبلة الشمس الغاربة،حين تـُودع السماء،
    فتطبع على جبينه حُمرة الخجل من قـُبلة الوداع)...إنها الواحدة
    و النصف ...( الواحدة و الربع)....
    ـــ أعلم سيد مُغاد،ضننتك مُستيقضا ... ماذا أقول لك،لقد جفاني النوم...قرأت كتابا ثم تناولت 3 أقراص somnifères ،و لا
    فائدة... أردت أن نتسلى قليلا ،إن كُنت لا تـُمانع طبعا...
    ـــ ( يتنهد ) يجب أن أنام سيد بيرنار.... ينتظرني يوم كثيف trés chargè...
    ـــ لا تهتم سيد مُغاد ne te fais pas de soucis ،لن
    أطيل عليك كثيرا،دقائق حتى يغلبني النعاس....au fait،ماذا
    فعلت في القضية التي عرضتها عليك؟
    ـــ (يتنهد)،أية قضية؟
    ـــ أن تترأس بلادكم دورةالإتحاد من أجل المتوسط هذه السنة...
    ـــ لم أفهم...! ظننتكم تـُفكرون في مصر؟ و هل عرضت علي هذا
    الأمر ؟
    ـــ (يضحك ) لا طبعا،أنا ،أمزح ،ولكن ما رأيك في مصر؟
    ـــ مصر بلد عربي محوري كبير،له دور استراتيجي في الكثير
    من القضايا العربية و الإقليمية،و موقفها واضح في قضية
    فلسطين و...
    ـــ( مُقاطعا)،أنا لا أتكلم عن فلسطين،و لكن ، ماذا عن الخلاف
    و الصراع الذي نشب بينكم ؟
    ـــ ليس صراعا،و لكنه سوء تفاهم، حصل نتيجة أحداث تافهة...
    (يستدرك)،ثم إن هذا شأن داخلي بين الجزائر و مصرça regarde l'algerie et l'egypte .....
    ـــ أعلم ،و لكن، سمعت أنهم أحرقوا رايتكم votre étendard en deux reprises مرتين،بعد مُباراة أم
    درمان،و بعد مُباراة كابيندا....
    ـــ أنت تتابع كل صغيرة و كبيرة يا ميستر kouchner...
    ـــ بالطبع ميستر medelci ،لا تسقط قطرة ماء فرونكوفونية
    إلا تفاصيلها عندي.....ماذا فعلتم ؟
    ـــ( يستغفر )،لا شيء، فالذي أحرق العلم هم الرعاع و السفلة
    الذين لا يستحقون أن نلتفت إليهم .... بالمناسبة،ماذا فعلتم في
    طلباتنا المُتكررة و انشغالاتنا حيال الإجراءات الإستثنائية
    التي طالت رعايانا في مطاراتكم ؟ هل فعلتم شيئا؟
    ـــ الهاتف لا يرد
    ــ ألو، ميستر kouchner ألوا... (يسمع شخير..)
    ــ الهاتف لا يرد ( لقد فعلت أقراص somnifères فعلتها)
    رجع السيد "مدلسي" إلى فراشه غاضبا،و استلقى على السرير بعد أن تشهد و أستغفر..... لكن النوم لم يزره،بقي
    يتقلب في فراشه ساعات حتى سمع آذان الفجر...نهض،و هو يلعن صديقه الفرنسي،قائلا:
    تبا لك يا kouchner ،لم أنم بسببك،أنت فعلا cauchemar ،لا نامت عينك يا cauchemar.........
    boumrong@yahoo.fr

  • رفيق

    أموال فرنسا بأكملها لا تعوض ولا تمحو تاريخها البشع و الملطخ بدماء الشعب الجزائري ، فما هو الفارق بيننا وبينهم مادامت فرنسا هي من تقرر مادا تفعل و متئ تعوض إن لم تجد من يوقفها عن حدها ويرضخها للأوامرنا وليس مطلبنا.......

  • محمد بن أحمد

    المشكلة في القنابل النووية المزروعة في عقول الناس لازال ألف فرنك في دماغهم .