-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 تمجيد الأم في حفل الزواج.. تقبيل وعناق ودراما تحمل رسائل مشفرة

نسيبة علال
  • 1680
  • 0
 تمجيد الأم في حفل الزواج.. تقبيل وعناق ودراما تحمل رسائل مشفرة

كثرت خرجات الجزائريين الغريبة في حفلات الزفاف، خاصة مع انتشار التوثيق بالفيديو والصور ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر ما شاع وأحدث ضجة لدى الرأي العام، بين مؤيد ومنتقد، هو تمجيد الأم بسلوكيات مثل تقبيل قدميها، وضع خاتم بأصبعها، الرقص معها برومنسية، حملها وسط المدعوين، بينما العروس وأهلها يمتعضون في الخلفية.

تقبيل الأم يوم الزفاف، من أكثر اللحظات العاطفية والمعبرة التي تعد كوقفة احترام وتقدير وحب للأم، التي ربت وبذلت أغلى ما لديها لترى ابنها عريسا.. ونكاد نجزم بأن جميع الرجال، دون استثناء، يقبلون أمهاتهم يوم زفافهم في عناق استثنائي حار، يختلف عن جميع مواقف الحب السابقة بينهما، بعضهم يقدم لها هدية ثمينة، وآخر قد يبكي بين يديها كطفل إذا كان سيفارق وكرها.. كل هذا، يحدث سرا في العادة، ولا يشهد عليه أحد حتى من المقربين. والغريب، أنه يتحول تدريجيا إلى موضة على العلن، لا يدري سوى أصحابها الهدف منها، أهي الشهرة بنشر توثيقها عبر المواقع؟ أم لفت أنظار المدعوين بمسرحية تفيض بالمشاعر، أم إنها رسائل مشفرة لكل من العروس وأقاربها!

أزواج يزرعون الفتنة والضغينة منذ أول يوم زفاف

من المفترض، أن يكون حفل الزفاف على شرف العروس القادمة التي ستنضم إلى العائلة، تجدها تتطلع إلى أن تكون نجمة الحفل، أميرة زوجها، التي يصب عليها الاهتمام وأنظار الجميع. ولهذا الغرض، تتزين وتبذل الغالي والثمين، ومن دون سابق إنذار وبلا أي تقدير، باتت الكثير من العرائس يجدن أنفسهن في الخلفية مع أزواج نرجسيين، أو مضطربين، يعتقدون أن حفل الزفاف فرصة لتلقين العروس دروسا حول الأمومة وقيمة الأم بالنسبة إليهم، إذ يترك العريس يد عروسه ليتأبط أمه ويرقص معها مطولا، أو يسجد أمام المدعوين يقبل قدميها وكأنه عائد من حرب، أو لم يلتق أمه لسنوات، وبلغ الأمر ببعضهم أن يهدي أمه خاتما ووردا، كما يهدي زوجته في عرسها، ويلبسها إياه أمام الجميع، وربما قبل زوجته.. هذه الأخيرة، التي تخطف منها الأضواء في يوم زفافها، قد تشعر بالخجل، وقد تختلجها الغيرة وتزرع في قلبها ضغينة تجاه حماتها التي لا ذنب لها حتى هذه اللحظة، وكثيرات يكرهن أمهات أزواجهن من مثل هذه التصرفات التي تغيظهن، نتيجة لفتنة يخلقها عريس أراد بها أن يثبت للجميع أن أمه فوق الجميع وفوق كل اعتبار، بالموقف والتوقيت غير المناسب.

شاب يلبس والدته خاتم الزفاف بدلا عن عروسه

يعتقد البعض أن العريس الذي يقوم بهذه التصرفات الغريبة، عادة ما لا يكون ابنا بارا.. فبر الوالدين لا يحتاج إلى مثل هذه المسرحيات أمام مدعوين لحضور حفل زفاف، وإنما إلى مواقف فعلية في الحياة اليومية.. لكن هؤلاء يستغلون زواجهم ربما لمحاولة إصلاح العلاقة مع أمهاتهم، وربما لتلميع الصورة أمام الأقارب والمعارف.. وهو ذات الانتقاد الذي وجهه أغلب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن شاهدوا مؤخرا فيديو لعريس من الشرق الجزائري أثار الإعلام والرأي العام بإلباسه خاتم الزفاف لوالدته، بدل عروسه، التي ظهرت مكسورة مخذولة، في ما وراء المشهد.. واتضح أن توقعاتهم صحيحة، من خلال ما أكده معارفه. هي عينة فقط عن هوس الشهرة والترند، الذي بات يدفع الشباب إلى القيام بكل ما هو غريب.

للخبراء رأي في الموضوع، حيث يؤكد الأستاذ في علم الاجتماع، لزهر زين الدين، أن هناك دوافع اجتماعية وراء تصرف الشباب بهذا الشكل في حدث بأهمية زفافهم، يرجع إلى سيطرة بعض الأمهات وعدم تقبلها فكرة زواج ابنها، خاصة البكر أو صغير إخوته، ما يجعله يبرهن لها عن متانة علاقتهما، من خلال التقبيل والعناق والرقص، وغيرها، أمام الجميع.. وقد تكون تلك محاولة لإقناع عائلة العروس بكونه ابنا بارا.. على العموم، فإن السلوكات من هذا القبيل، التي لا نجدها إلا في بعض المجتمعات العربية، نابعة عن سوء في التواصل وخلل في المشاعر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!