العالم
وفد أوروبي بالجزائر وزيارات أخرى لدول الجوار

تنسيق أوروبي لفرض أجندات على الدول المغاربية!

محمد مسلم
  • 4977
  • 17
أرشيف

سرّع الاتحاد الأوروبي من مساعيه الرامية إلى إقامة مراكز لتجميع المهاجرين غير الشرعيين في الدول المغاربية، ويجسد هذا الحرص الإنزال الدبلوماسي الذي باشره الاتحاد على الدول المغاربية، وفي مقدمتها الجزائر.
فقد انطلقت أمس بالجزائر أشغال اجتماع الموظفين السامين التحضيري للدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حول المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب، فضلا عن الهجرة غير الشرعية التي أصبحت هاجسا للطرفين.
وإن لم يشر بيان الخارجية الجزائرية إلى طرح مسألة المهاجرين غير الشرعيين خلال هذا الاجتماع، إلا أن مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، تحدثت عن طرح قضية الهجرة والأمن، للنقاش، علما أن الجزائر كانت قد رفضت جملة وتفصيلا أية مساع لإقامة مراكز لتجميع المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها.
ويعتبر هذا الاجتماع مقدمة لدورة الحوار الاستراتيجي في أكتوبر المقبل بالجزائر، والذي يرأسه عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، وعن الجانب الأوروبي، الممثلة السامية للاتحاد، المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، وهي الدورة التي تأتي بعد تلك التي أقيمت في أكتوبر 2017 ببروكسل.
وفي السياق ذاته، يحضر وزير الداخلية البلجيكي، يان يمبون، لزيارة تونس الأسبوع المقبل، أما الهدف فيبقى البحث في ملف الهجرة غير الشرعية وإنشاء مخيمات للاجئين على الأراضي التونسية، وفق ما أوردته صحيفة “فاينشال تايمز” الإنجليزية، التي قالت إن هذه الزيارة تشكل إيذانا ببدء مباحثات مع الحكومة التونسية، بشأن إقامة مراكز لاستقبال اللاجئين غير الشرعيين ممن يتم إنقاذهم في البحر المتوسط.
وكان الاجتماع الأخير لقادة الاتحاد الأوروبي قد شهد جدلا كبيرا حول مسألة إقامة مراكز لتجميع المهاجرين غير الشرعيين في البلدان المغاربية، وهو الاجتماع الذي قوبل برفض كبير من قبل مسؤولي دول الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وهو ما كان وراء إصدار الاتحاد لبيان غامض لا يشير إلى إقامة تلك المراكز في الدول المغاربية بصورة واضحة، غير أن تصريحات رسمية لمسؤولين أوروبيين، لمحت إلى ذلك.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “فاينانشل تايمز” الإنجليزية عن وزير الداخلية البلجيكي قوله إن “المهاجرين غير الشرعيين باتوا يهددون دول الاتحاد الأوروبي، وعليه فلا بد من إيجاد بلد شمال أفريقي لتنفيذ هذا المشروع”، وهو ما يؤشر على أن زيارته المرتقبة إلى تونس ستسعى بكل الوسائل لتجسيد هذا المشروع المأمول أوروبيا والمرفوض مغاربيا.
كما تحدثت وكالة الأنباء الإيطالية أيضا، عن زيارة رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني إلى النيجر بداية من اليوم، علما أن دولة النيجر تعتبر من أكبر الدول الإفريقية المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين، إن لم تكن أكبرهم جميعا، ما يعني أن تنسيقا أوروبيا عالي المستوى يستهدف فرض أجندات على دول الضفة الجنوبية، فيما تعلق بالهجرة غير الشرعية.

مقالات ذات صلة