الجزائر
المحلل الاقتصادي محمد قحش لـ"الشروق":

تنظيم لوبيات جزائرية في الخارج حتمية لا مفر منها

حسان حويشة
  • 4532
  • 15
ح.م

دعا الخبير الاقتصادي ونائب الجالية الأسبق محمد قحش سلطات البلاد إلى الاستعانة أكثر بجماعات الضغط أو ما يعرف بـ”اللوبيات”، والتي تسبب غيابها في تسويق صورة غير حقيقية عن الجزائر ووضعها دوما في مراتب متدنية في مختلف التصنيفات وحتى محاولة السطو على عديد موروثاتها الثقافية، مشددا على أن المال قد لا ينفع بدون علاقات تصنعها اللوبيات.

وأفاد نائب الجالية “الأسبق” محمد قحش في تصريح لـ”الشروق” أنه بدل التباكي على هجرة الأدمغة نحو الخارج، فقد صار ضروريا على الدولة الجزائرية العمل على لملمة شتات وتبعثر النخب والكفاءات العلمية والأكاديمية والاقتصادية والخبراء في شتى القطاعات، تحت مظلة لوبي جزائري بالخارج.

وحسب المتحدث، فإن الجزائر يمكنها استغلال مهاجريها وأصدقائها من الدول والشعوب للاستثمار في اللوبيات المتخصصة على غرار اللوبي الأكاديمي والاقتصادي والسياحي والتكنولوجي والثقافي والصحي والسياسي والأمني.

ويشرح الخبير الاقتصادي محمد قحش أن ترتيب الجامعات الجزائرية الذي يأتي في ذيل القائمة دائما، ليس صحيحا دائما، وسببه هو غياب لوبي أكاديمي جزائري، يعمل على تقوية وتبادل المعارف والخبرات وبرامج التعليم بين الجامعات الجزائرية والعالمية وعدم إعطاء الاهتمام لجماعات الضغط الأكاديمية وتوقيع اتفاقيات التوأمة مع الجماعات المرموقة.

وتساءل محمد قحش قائلا “كيف نفسر وجود المئات من الجزائريين والجزائريات الذين درسوا في الجامعات الجزائرية وهم مسؤولون في أعلى مراكز البحث العلمي في كل دول العالم المتطور أو كأساتذة في جامعات عالمية كبرى أو كمديرين لشركات كبيرة أو سياسيين وحتى كبار رجال أعمال؟”.

وعرج محدثنا على تصنيف الجزائر في قائمة الدول الخطيرة، وتقديم نصائح للسياح بعدم السفر إلى هذا البلد، وهذا مرده تكالب بعض اللوبيات ضد الجزائر بهدف تحطيم السياحة، رغم المقدرات التي تتوفر عليها.

ويؤكد محمد قحش على أن غياب اللوبي الثقافي الجزائري أدى إلى استغلال الفرصة من طرف جيراننا المغاربة بمحاولة نسب أغنية “الراي” لتراثهم الثقافي لدى منظمة اليونسكو، وما زال الملف محل خلاف، وكذلك الشأن بالنسبة لتمور “دقلة نور” التي تتبناها تونس رغم أنها علامة جزائرية.

ويجزم محمد قحش بوجود لوبيات دولية تعمل على تحطيم الجزائر وتعطيل تقدمها وهذا ما نفسره في عدم وجود مستشفيات كبيرة وراقية رغم الوفرة المالية التي كانت في الخزينة، وكذلك عدم تطور القطاع البنكي والمصرفي حتى تحجم تدفق الاستثمارات الخارجية إليها، وكيف نفسر استيراد المحاصيل الزراعية في بلد زراعي بامتياز.

مقالات ذات صلة