-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تهافت فكر مثقفينا العلمانيين !

حمزة يدوغي
  • 1636
  • 0
تهافت فكر مثقفينا العلمانيين !

إن اللائكية في الجزائر إذا كانت لم تبرز على السطح السياسي والثقافي كفلسفة وكمطمح إلا في عهد الديمقراطية عند بعض الأحزاب السياسية فإنها كمضمون وكنقاعة فكرية كانت مجسدة في “مبادرات” عرفها الواقع التاريخي الجزائري الحديث، يغذيها ويرعاها بعض من كانوا يملكون قوة أخذ القرار في مجالات حساسة، كالتربية والتعليم والثقافة والإعلام، ولعلّ أبرز مثال على ذلك هو إلغاء ما كان معروفا “بالتعليم الأصلي” الذي كان يشرف عليه وزير الشؤون الدينية آنذاك المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم، ولقد ارتبط قرار إلغائه في أذهان الجزائريين بالكلمة الشهيرة الجريئة التي رد بها مولود قاسم على الرئيس الراحل الهواري بومدين الذي قال له خلال انعقاد أحد مجالس الوزراء: “لا تأسف ياسي مولود … إننا اتخذنا هذا القرار حرصا منا على وحدة التعليم !” فقال له سي مولود: هذه وخدة التعليم ياسيادة الرئيس..

لقد كانت أمثال تلك المبادرات “تمليها وتشجعها” فئة محظوظة نافذة من المثقفين الجزائريين الذين تكوّنوا تكوينا عصريا بعيدا عن مناخهم الحضاري الأصيل وتأثروا بمنهاجية التفكير الغربي القائمة – كما نعلم جميعا – على نظرة خاصة للإنسان والكون والحياة، ويتجلى هذا التأثر في تبني هؤلاء المثقفين الجزائريين لجملة من “الفهوم” وأخذها على أنها من المسلمات العقلية لأنها كذلك في المنظور الغربي، ومن ذلك مفهوم العلمانية، هذا الوهم الخادع الذي سماه الغرب حلا جذريا لمسألة الدين وعلاقته بتصريف شؤون الفرد والدولة والمجتمع.

لكن الخطأ الجوهري لهؤلاء المثقفين المستلبين هو عدم إدراكهم أن العلمانية وليدة واقع تاريخي متميز ومناخ حضاري خاص فلا يمكن إسقاطها على واقع تاريخي آخر كالمواقع التاريخي للمجتمعات الإسلامية أو على وضعها الحضاري القائم، إذ ليس هناك “مماثلة” تسوغ المقارنة أو الموازنة بينهما.

إن الإنسان الغربي عندما يتحدث عن العلمانية كعلامة نضج حضاري ورقي فكري فإنه ينطلق من نسق عام ينسجم مع المنطق ومع التاريخ لأنه يتبنى قناعات خاصة به ومسلمات عقلية لا يقبل فيها جدالا ولا مراجعة.

والمسلمة العقلية الأولى بالنسبة للإنسان الغربي هي أن الدين الرباني المصدر مقدس وخالد وكامل، أما واقع البشر فإنه عكس ذلك، فهو ناقص ومتغير وغير مقدس وفان، ثم إن الدين روحي والواقع زمني، فهناك إذن تناقض قائم أبدا بينهما مما يجعل زواجهما أمرا مستحيلا.

فإذا توحد الدين مع الواقع لابد من أن يشوّه أحدهما الآخر، فإما أن يطبع الحكم الديني بقداسته واقع الحياة المتغير والمتلون، وإما أن يطغى هذا الواقع الدنيوي الزمني الناقص على الدين فيدنسه ويجرده من سموّه وقداسته وروحانيته..

وإذن فالإنسان الغربي منسجم مع نفسه وتاريخه ومناخه الحضاري، لأن تاريخ المسيحية المحرفة أكد ضرورة ذلك الفصل الحاسم بين الدين والواقع، بين الدين والقانون، بين الدين والدولة.

فالعلمانية هي التي صححت مسار الكنيسة في الغرب بعد أن انحرفت انحرافا يأباه العقل وتعارضه الفطرة ويناقضه التطوّر السليم للحياة.

وليس في هذا كله أدنى غرابة أو لبس أو غموض، لكن الغريب حقا هو أن يتبنى بعض مثقفينا هذه النظرة ويرونها صالحة اليوم للمجتمعات الإسلامية مثلما صلحت للغرب، ويدعون إليها جهرا وعلانية بعد أن كانوا يومئون إليها سرا وخفية، في ثقة تؤكد اغترابهم عن الذات أولا وجهلهم بالحقائق الكلية الإسلامية ثانيا، وأول هذه الكليات أن الإسلام عقيدة وشريعة، أي أن هناك واجبا دينيا مقدسا لابد له من إطار مدني لكي يتحقق، والإسلام بعد ذلك أو مع ذلك هو قيم روحية وخلقية لا بد أن تحيا وأن تنتعش وتثمر، ولا يمكنها ذلك إذا هي لم تسر في مجالات حساسة كمجالات التربية والتعليم والقانون والقضاء والسياسة والإعلام. ومن يضمن لها هذا الحضور الحي في هذه المجالات من غير جهاز مدني منظم يؤمن بها، أي الدولة…

أغلب الظن أن المتأثرين بالعلمانية من مثقفينا لم يدرسوا الإسلام ولا المسيحية دراسة وافية ليروا بعد ذلك هل هناك حقا شبه يذكر بين الوضعيتين والطبيعتين.

وأغلب الظن كذلك أنهم أخطأوا من الأساس عندما خلطوا بين الإسلام وواقع المسلمين ومسارهم عبر التاريخ بقوته وضعفه وسموه وانحطاطه ليخرجوا بعد ذلك بنتيجة منطقية في نظرهم وهي أن المماثلة موجودة فعلا بين الواقع التاريخي لسياسة الحكم في الإسلام وبين الواقع التاريخي لسياسة الحكم في ظل الكنيسة في القرون الوسطى، وبما أن هذه المماثلة قائمة بينهما فإن من المنطق أن تتساويا في النتيجة والحكم على حد سواء فتكون العلمانية هي الحل للمجتمعات الإسلامية مثلما كانت حلا جذريا للمجتمعات الغربية المسيحية.

لكن السؤال الذي يقلب هذا المنطق المهزوز رأسا على عقب هو: إذا كانت أوروبا لم تنهض فعلا إلا بعد أن حسمت مسألة الدين وفصلته عن الدولة فلماذا اقترن انحطاط المسلمين في التاريخ وتخلفهم بتخليهم عن “جوهر الإسلام وعدم تطبيقهم السليم لأحكام شريعته؟ !“.

ثم إن الإنسان الغربي إذا كان يعيش اليوم هذا “الانسجام” في مستوى منطق العقل والتاريخ فإنه يعيش في الوقت نفسه في مستوى الذات والمصير قلقا حادا وإحساسا عميقا بالضياع وعبثية الحياة، لأنه عندما صحح علاقته بالكنيسة لم يصحح علاقته بالدين، فهو إنسان ممزق، إنه يحس انجذابا فطريا إلى الدين ويدعوه إلى ذلك عقله، لكنه ينفر من “هذا الدين” بدافع من تلك الفطرة نفسها وبدافع من ذلك العقل نفسه، لأن هذا الذي يقدم له على أنه دين سماوي يهين العقل ويحتقر العلم ويبارك الجمود ويعارض الفطرة ويشل الحركة والإبداع ويعطل الحياة! ثم إن هذا الدين بعد ذلك كله يضع الإنسان أمام قدر محتوم هو الخيار بين مصدرين: إما أن يكون إنسانا دينيا وإما أن يكون إنسانا مدنيا، أما أن يتألف منهما إنسان واحد متكامل منسجم مع نفسه ومصيره ومع الكون والطبيعة والحياة فذلك مما لا يمكن تمثله وتحقيقه.

إن الإسلام لا يعرف مثل هذه “الثنائيات”، فهو عقيدة وشريعة ومنهاج رباني شامل كامل لتصريف شؤون الأفراد والجماعات والأمم، يضع المقاصد والمثل والغايات ويترك للعقل الإنساني بعد ذلك الاجتهاد ليضع النظم والقوانين والوسائل والأساليب والكيفيات التي يتوصل إليها بفعل الممارسة والتجربة والتفاعل الحي مع واقع الحياة المتغير والمتجدد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • mouloud

    شكر ا فايزة على هذا التوضيح والتذكير ..صحيح هاؤلائي الغرب ينجذبون الى دينهم رغما عنهم لان جديتهم في العمل والبحث عن الجودة والجودة تعني الكمال ومن يبحث عن جودة الاشياء وكمالها يجب ان يكون انسان كامل الاخلاق والاخلاق تعني الدين .. وللاسف يوجد كثير من الاديان مما يتطلب البحث عن الدين الصحيح الذي يجب اتباعه ( وهو دين الاسلام بالنسبة لنا كمسلمين )...لكن للاسف هاؤلائي العلمانيين عندنا ليسوا الا مقلدين عميان لعلمانييي الغرب ...والاسف الكبير هو ان هاؤلائي القلية من العميان هم من يمسك بمقاليد البلاد

  • alg

    انت لم تفهم شيئا مما قرات في هذا المقال والا انت من هذا التيار المنافق الذي يدعي انه مسلم وفقط , لان بالنسبة لك الحياة مادة والباقي لايهم !!!! لكن سؤال بسيط مني لك , ماذا بعد موتك ? وما هو المصير ?

  • عادل

    قال الله تعالى: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "

  • فايزة

    إن الخطأ الذي نقع فيه هو وصف كل البلدان الغربية باللائكية، وهذا حسب رأي خطأ كبيرا لأن ماعدا فرنسا فكل الدول الغربية الأخرى تعلن صراحة إنها مسيحية
    فالحزب الحاكم في ألمانيا هو الحزب المسيحي الديموقراطي وكل رؤساء الولايات المتحدةينهون كلماتهم بالرب يحمي أمريكا..........
    حتى فرنسا التي نصبت نفسها راعية للائكية جعلت كل أعياد الكاثوليك أيام عطلة مدفوعة الأجر في فرنسا ولا يقبلون حتى بالعمل يوم الأحد رغم إلحاح أرباب العمل على ذلك.

  • الطيب

    و لكن أنا تحدثت عن الحضارة الإسلامية و لم أقل العرب ! و الحضارة الإسلامية كانت متفتحة جدًا على العالم و طورت الكثير و لازالت شواهدها إلى يومنا هذا في أوروبا بما في ذلك نوعيةالحمامات المنزلية و قنوات الصرف وأهلها اليوم ينسبونها إلى الحضارة الإسلامية حتى لا نتحدث عن عجائب أخرى و وسائل علمية فريدة وألاف المجلدات في جميع متاحف أوروبا و الكثير من محتوياتها تعرضت للسرقة العلمية.أنا أتحدث عن حقائق تاريخية ثبتها أوربيون أنفسهم لأنها فرضت نفسها .و الأهم من كل هذا أنّ الإسلام تفرد عن غيره بجوهر الإنسان.

  • franchise

    1-قبلة اللائكيين الجزائريين هي باريس
    2-اللغة الفرنسية ,حصان طروادة ,تركته فافا تحت حجة "غنيمة الحرب "الساذجة ,لا تزال تنهش في جسد هويتنا و ثقافتنا حتى لن يبقى من جزائريتنا غير الاسم
    3-اللغة هي وسيلة تنقل و ايصال الافكار و الثقافة ,لهذا ترى فافا تحرص اشد الحرص لابقاء الفرنسية كلغة رسمية غير مرسمة للجزائريين ,دولة و شعبا
    4-خلاصة القول:"ان لم نكن صارمين ,و حازمين اشد الحزم لايقاف المد اللغوي و الثقافي الفرنسي ,فلن يكون للجزائر التي حلم بها شهداءنا ,كيان ووجود, لانها ستكون جزائر اخرى ,,مختلفة

  • بدون اسم

    يا سي الطيب الجزائري الاوروبيون يعرفون الحمام قبل العرب هل رأيات الحمامات الرومانية التي تملأ المدن الرومانية في الجزائر وعموم شمال افريقيا صحيح بعد سقوط روما لم يعد يستعملونها

  • بدون اسم

    اسطوانتك ايضا قديمة كرهنا منها
    يحذرون من التطرف الديني لكنهم ينسون أو يتناسون التطرف اللاديني

  • ابن الجنوب

    إسرائيل دولةدينيةمتعصبةلدرجةالتشبع واليابان دولةدينيةوكل الدول لهاأسلوبهافي التدين وحتى الأروبيةفالكنيسةتبقى دائمامحل إحترام وهي مرجع مهم في الأمورالدينيةبالسبةلنانحن فقدناتواصلنامع تاريخناالحضاري بعدالمدةالطويلةمن الإستعمارنتج عنهاأجيال توارثت الإسلام بالفطرةوتتعامل معه إمابالعاطفةالزائدةأو باستهجان وتخليناعن الجانب العلمي في توجيه حياتنااليوميةوتسييرشؤوننامن قبل الحكام الذين هم في معظمهم علمانيون زادمن تيهناوعدم تلمسناالإتجاه الصحيح فأصبح تفوق الغرب تكنولوجيامعيارانقيس به تخلفناونحط من قيمتنا

  • جزائري علماني

    أسطوانة قديمة كرهنا منها. الزمن الغابر لن يعود و لو كان الأمر كما تقولون لأعاد اليونانيون مجد أثينا و الإيطاليون مجد روما و الإيرانيون مجد فارس. كل الشعوب التي نهضت، بغض النظر عن دياناتها، إنتهجت طريق العصرنة التي تعد العلمانية أبرز معالمها. أنظروا إلى اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، سنغافورة، إسرئيل،..رغم أنها ليست دولا غربية ذات أصل مسيحي فهي دول متقدمة علميا و إقتصاديا لأنها إنتهجت النظام الغربي العلماني و الدولة الإسلامية الأكثر تطورا هي تركيا و هي دولة علمانية منذ نشأتها.

  • ماهر عدنان قنديل

    أنا أتفق مع الفكرة العامة للأستاذ "حمزة يدوغي" وهي أننا نعيش في عصر "تهافت الطرفين".. هناك تهافت العلماني الذي لا يعي تاريخ منطقته ومجتمعه ويريد نقل تجارب النهضة الأوروبية بحذافيرها.. في مقابله يوجد تهافت الثيوقراطي الذي أنزل مستوى الفكر الديني إلى الحضيض ولا يبالي بالتغييرات العصرية.. أين هو علم "الإلهيات" اليوم؟.. أين هي النقاشات الدينية الجادة والجدالات المفيدة التي تبتعد عن السفاهات الشعبوية والنزعة الطائفية؟.. الطرفين يعبدون أفكاراً لا يعرفون ظروف نشأتها التاريخية والإجتماعية..

  • الطيب

    و ما محاكم التفتيش فيما بعد ضد المسلمين إلا صورة للحقد و الغل الذي تكنه لهم الصليبية و قد كان حراسها و جندها يبحثون في البيوت بالأندلس عن وجود مؤشر يفرقون من خلاله بين المسلم و غير المسلم و هو وجود الحمام الذي أدخلته الحضارة الإسلامية لتعلم أوروبا النظافة و الطهارة ! فهذا الحمام تسبب في قطع الرؤوس حتى و إن صرخ أصحابها بأنهم من أتباع المسيح !!

  • الطيب

    أول موضوع تطرق إليه ديننا هو ضرورة التعلم و أول ما حاربه الدين الكنسي بعد تمكنه من أوروبا هو و قوفه ضد العلم فلا مجال أبدًا للمقارنة بين دين الفطرة الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور و الدين المحرف الذي قضى على الإنسان و حرمه من عمارة الأرض . هذه المغالطة التاريخية تُسوَق على أنها هي المرجع للإنسانية وأنّ هناك صراع بين الدين و العلم ! من الطرافة التاريخية أنّ ملوك أوروبا كانوا يبعثون ببناتهم خلسة عن الكنيسة ليتعلموا في جامعات اسبانيا على يد علماء الإسلام ! و ما محاكم التفتيش فيما بعد ..

  • الطيب

    من أين لها هذا الوجود و الحضور العالمي فجأة !!؟ ما هذا الأمر الذي أوصل هؤلاء إلى اسبانيا !!؟ أليس من الموضوعية أن نتدارس هذا الأمر التارخي الذي زعزع أوروبا !!؟ لقد أخف العلمانيون هذه الحقيقة التاريخية ، فعندما يتحدثون عن القرون الوسطى يقولون أنها قرون الظلام و لكن في الحقيقة كانت مظلمة على أوروبا لوحدها أما على الضفة الأخرى فهي قرون النور و هذا الذي لا يريد سماعه هؤلاء ! الدين دمّر اوروبا و ثبطها عن الحركة أما عندنا فالدين هو الذي صنع أمة من لا شيء .و هو ذاته الذي أنار لأوروبا دربها ...

  • انسان واقعي براغماتي ليس دغماتي

    لماذا لاتوظف عقلك وذكاؤك هذا وتخترع لنا شيئا محسوسا علميا يمكن توظيفه في تحسين اقتصاد البلاد والنهوض بها يااستاذنا المحترم؟ التفلسف ساهل سواء كان تفلسفا دينيا او ميتافيزيقيا لان الانسان فيلسوف بفطرته مهما كان مستواه الثقافي. فمتى سننهض علميا ونبدأ في الاختراعات العلمية بشتى انواعها ياأستاذ؟ والاّ كل الاختراعات هي موجودة في الاسلام منذ الازل ولاداعي للبحث عن اي شيء وانما يكفي تطبيق الاسلام فقط وكل الابواب سوف تفتح بمجرد النطق بكلمة "افتح ياسمسم!" بلا بحث ولاعناء لأن كل شيء أُحصي في كتاب مكنون.

  • الطيب

    و لأنّ الإنسان مادة و روح و ليس كما أرادت أن تحوله الكنيسة إلى" راهب "و تسلب منه مادياته كان على الناس أن يتمردوا على هذا الكبت فحدث الانفجار و كان البديل هو " العلم المادي " و القول ما يقول العلم فقط فولدت " العلمانية " أو إله أوروبا الجديد . السؤال الجوهري الآن ما دخلنا نحن في كل هذا !!؟ لماذا لم يبرز لنا التاريخ أحداث الحضارة و العلم و التطور و الجامعات ورفعة الإنسان و مكافحة الجهل و الأمية ووو.. في الضفة الأخرى لأوروبا !!؟من أين لهذه القبائل العربية المتناحرة التافهة الجاهلة هذا الوجود...

  • الطيب

    لقد تطرقت يا أستاذ إلى مغالطة كبرى نعيش إفرازاتها إلى اليوم ! الأروبيون لهم كل الحق في تمردهم على الدين الكنسي في القرون الوسطى لأنه الدين الذي جمّد و كلّس و حجّر أوروبا منذ دخول قسطنطين الدين المسيحي حيث تغوّل هذا الدين بعدما كان المسيحي مضطهد و تم تزويج الخزعبلات الشركية الرومانية بدين كنسي محرف و تم ميلاد دين القهر و الدمار و الشعوذة و حرق العلماء و القول ما تقول الكنيسة فقط بل بيدها حتى صكوك الغفران مع " كموسة زينة " يضعها المؤمن العاصي في يد البابا ليضمن المغفرة !!!؟