-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عاداتنا الجميلة لم تنقرض

توزيعات العيد تعود في ثوب البرستيج

نسيبة علال
  • 617
  • 0
توزيعات العيد تعود في ثوب البرستيج

ظهرت العديد من أفكار التوزيعات، في الفترة الأخيرة، تقريبا لكل مناسبة، تم تخصيص مجموعة من الهدايا البسيطة أو قطع الشوكولا والحلويات، التي تقدم كفأل طيب يستفتح به المدعون جلستهم، حيث باتت التوزيعات طقسا مهما في الأعراس وحفلات الخطوبة والختان والتخرج والقدوم من العمرة.. وما لا ينتبه له الكثيرون، أن هذه العادة غاية في القدم وواحدة من التقاليد القديمة التي دأب عليها الجزائريون خاصة في الأعياد الدينية.

عادة جزائرية قديمة تعصرنت

صحن الحلويات التقليدية المصنوعة بحب منزليا، هدايا الأطفال، هدية العروس الجديدة، هدية من يغافرك لأول مرة في بيتك، عيدية الصغار المتمثلة في مبلغ بسيط من المال، كلها أشكال قديمة لما يسمى اليوم بتوزيعات العيد، العادة ذاتها، لكنها لبست ثوبا عصريا أكثر أناقة، فباتت تقدم الحلويات في علب خاصة بها عبارات تهنئة ومعايدة، وبضع قطع صغيرة من الشوكولا أو التمر المحشي أو حلوى برستيج، والهدايا صغر حجمها وقيمتها، وتم التركيز أكثر على شكلها الخارجي، تغليفها وتزيينها لتبدو فاخرة.

تقول السيدة سعاد، مهتمة وباحثة في التراث الجزائري: “في ثاني أيام عيد الفطر، كانت نساء البليدة يستيقظن باكرا ويصنعن من الفل والياسمين عقودا فواحة، يقدمنها للأطفال والعزباوات اللواتي يحضرن للتغافر، وكانت الجدات يحضرن مناديل مصنوعة من الشبيكة، مع قطعة من الصابون المعطر، أو السكر القندلي، حتى إذا زارتهن إحداهن لأول مرة، أو عروس جديدة التحقت بالعائلة، أخذتها كهدية، أما الصغار، فلا يخرجون من بيت الأقارب أو الجيران إلا وقد اقتطعوا من جيوبهم مبلغا صغيرا لاستثماره في الألعاب التقليدية..”

طقس يعظم شعائر الله

في المدن الكبرى، مثل العاصمة البليدة، قسنطينة، تلمسان وما جاورها.. حيث العادات والتقاليد لا تزال تحتفظ بقيمتها المعنوية الكبيرة، تولي العائلات أهمية بالغة لتحضير توزيعات العيد، وتخصص لها ميزانية مناسبة، بحسب قدرتها، لإظهار الاهتمام والتقدير للضيوف الذين يزورونها في العيد، ولتعزيز الروابط الاجتماعية، يقول الأستاذ لزهر زين الدين، خبير في الشأن الاجتماعي: “الهدايا والتوزيعات التي تقدم في هذه المناسبة هي واحدة من الطقوس التي ترتبط بديننا الإسلامي قبل كل شيء، لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “تهادوا تحابوا”، كذلك هي من تقوى القلوب، لأن أصحابها يعظمون شعيرة العيد، ثم إنها دليل على كرم وسخاء العائلات الجزائرية، التي تجود كل واحدة بما في اليد، وهي لا تقتصر عند الجزائريين على تقديمها في المنزل للضيوف، وإنما منهم من يفضل تقديمها في المقابر عند زيارة الموتى، ومنهم من يوزعها في المسجد بعد صلاة العيد، والغالبية تروقهم فكرة إسعاد الأطفال بمنح صغيرة..”

تحف تحت الطلب

لأنها تحمل خصوصية كل عائلة، فإن تحضيرها يتطلب وقتا، لهذا، فإن توزيعات العيد مثلها مثل الحلويات التي تزين موائد الجزائريات غير القادرات على التفنن بها، قد ساعدت كثيرا من الفتيات لإطلاق مشاريع صناعتها، ويقمن بتسجيل الطلبيات عليها أياما قبل العيد، لكون الكثير منها معقدة الصنع خاصة تلك التي يطلب أصحابها أن تحمل اسم العائلة أو أن يتم تزيينها بطرق فنية استثنائية.. وقد تحدثنا إلى رفيدة، حرفية في صناعة التوزيعات المختلفة وتسويقها عبر الأنستغرام، تقول: “عملت على توزيعات العيد ورمضان قبل حلول الشهر الفضيل، فتحت الطلبيات لتحجز كل سيدة حاجتها، فهذه الحرفة صعبة جدا في وقتنا، تبدأ بنقاش مع الزبونة لمعرفة ميزانيتها وذوقها، ونقوم بإعطائها بعض العروض والاقتراحات التي تستجد كل فترة، ثم قد يتطلب الأمر ساعات وأياما من التسوق، بحثا عن التغليف المناسب، والهدايا المطلوبة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!