-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حفاظا على مكتسبات الجزائر في مواجهة كورونا

توصيات بتعزيز حملة التلقيح الوطنية بجرعة رابعة داعمة

ب. يعقوب
  • 486
  • 0
توصيات بتعزيز حملة التلقيح الوطنية بجرعة رابعة داعمة

يوصي الكثير من الفاعلين الصحيين في الجزائر، باعتماد جرعة رابعة للقاح المضاد لفيروس كورونا، أو ما بات يسمى بالجرعة التذكيرية لكبار السن و”الفئات الهشة”، وذلك لتعزيز الوقاية من الجائحة الوبائية التي لم تنته .

ويرصد خبراء الصحة، أهمية الجرعة الرابعة الداعمة من اللقاح، في مواجهة المتحورات الفيروسية الجديدة، في ظل انتشار واسع لمتحور فيروس أوميكرون “بي إيه 5″ المهيمن حالياً في بعض دول أوروبا، شرق آسيا وبعض دول الجوار، والذي أدى إلى رفع أعداد المصابين بالمرض، رغم أن مؤشر توالد الفيروس يبقى ضعيفا للغاية، وأن مختلف الإصابات المسجلة ليست حرجة، بخلاف المتحور الأصلي بي إيه1.

وتأتي توصيات الفاعلين الصحيين لتطعيم كبار السن بجرعة رابعة داعمة لضمان الحماية من الفيروس، في الوقت الذي يشهد فيه العالم موجة وبائية جديدة أشبه بـ”صامتة” لفيروس كورونا، تنتشر على وجه الخصوص بين أشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل، من أعراضها السعال المستمر، سيلان الأنف، التهاب الحلق والصداع، إلى جانب التعب والتعرق الليلي في بعض الحالات، وذلك بعد أشهر من الاستقرار الصحي وانحسار أوميكرون في كافة دول العالم بما فيها الجزائر، لكنها تختلف عن نظيراتها السابقة بالنظر إلى انخفاض الحالات الحرجة وضعف معدل الإماتة الذي لا يتخطى 0,001% في معظم البلدان، ما جعل الجدل الطبي متباينا بشأن خطورة الموجة الجديدة .

ومع تحور فيروس كوفيد-19، وتطوره في بعض دول الجوار إلى ذروة وبائية شرسة، خصوصا أمام التراخي الملفت للنظر، الذي يطبع سلوكيات المواطنين في الشوارع العمومية، تحث البروفيسور “موفق نجاة” رئيس مصلحة كوفيد بمستشفى أول نوفمبر في وهران، على أهمية مواصلة الحصول على جرعات التلقيح، لاسيما الثالثة، كما أوصت في هذا المضمار، باعتماد جرعة رابعة لتدعيم المناعة الطبيعية لكامل الفئات من دون استثناء، وبالتحديد كبار السن والأشخاص المصابين بعوامل المراضة المزمنة، للتقليل من المخاطر الصحية المحتملة وإبطاء انتشار الموجة الجديدة .

وأضافت موفق في حديث لـ”الشروق”، أن أكثر من 50% من الجزائريين قد تلقوا جرعات التلقيح الأساسية، خاصة الأولى والثانية، وهو ما ساهم بالنصيب الأوفر في تعزيز المناعة الجماعية التي فاقت حاجز 60 بالمائة، وهو ما يتطلب حسبها دفع كبار السن لأخذ الجرعة الثالثة والرابعة إن أمكن ذلك، في ظل لجوء دول أوروبية وعربية اعتماد جرعة تذكيرية رابعة، تستهدف الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، خصوصا الذين يعانون من أمراض مزمنة، مفيدة أن هذه الجرعة الجديدة قد تعزز حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا المستجد، من أجل تحصين المكتسبات التي حققتها الجزائر في مواجهة جائحة كورونا، إضافة إلى تحصين البلاد من موجة وبائية جديدة، تعيشها بعض دول الجوار على وجه الخصوص ودول متوسطية، عادت المؤشرات الفيروسية إليها للارتفاع من جديد مع حلول العطلة الصيفية، ما دفع بسلطاتها الصحية إلى تنبيه الساكنة لاتخاذ الإجراءات الوقائية المعروفة.

وخلصت موفق إلى القول، إن الأهم هو الجرعة الثالثة، لكن من المستحسن إضافة جرعة رابعة أخرى لفئة الأشخاص الذين يفوق سنهم 60 سنة، بغرض مضاعفة الوقاية من تداعيات الوباء، قائلة إن دولا عربية باشرت اعتمادها الجرعة الرابعة و”نحن مازلنا نسجل إقبالا ضعيفا على نقاط التلقيح”، لاسيما الجرعة الثالثة.

وكان البروفيسور صالح للو، أكد منذ أيام قلائل في لقاء مع “الشروق”، أن الفيروس التاجي مازال يعيش بيننا وأن الوضعية الوبائية الحالية موسومة بارتفاع تدريجي في عدد الإصابات، رغم انخفاض شراسته، وبالتالي ينبغي مواصلة أخذ جرعات التلقيح لتفادي هروب مناعي قد يسبب انفلاتا وبائيا، مبرزا أن الفيروس مازال يستهدف كبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

بدوره، أكد اخصائي الأمراض التنفسية سعيد بلحاج، أن الجرعة الرابعة مهمة جدا، لأن الأهداف المرجوة من التلقيح، هي تعزيز المناعة وقطع أشواط كبيرة فيما يتعلق بالسيادة الصحية، لكن الأرقام الحالية تؤكد أن المناعة المكتسبة من الجرعة الثالثة تكاد تزول، لأنها محددة في زمن لا يتجاوز 8 أشهر، مشددا على مواصلة انخراط الجزائريين في حملة التلقيح الوطنية للوقاية من الأعراض الخطيرة، باستفادة الجميع من الجرعة الثالثة وحتمية اعتماد جرعة رابعة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة لاسيما الفئات التي تشكو قصور التنفس، ضعف الجهاز المناعي، السرطان، ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المزمنة، التي تستدعي أخذ جرعة رابعة، لأن فعالية التلقيح محددة الزمن ولا تقاوم أكثر من 8 أشهر، ما يتطلب إلزامية تلقي الجرعة الرابعة للأشخاص الذين يتجاوزون الـ65 عاما.

مع العلم أن تحذيرات واسعة أطلقها خبراء الصحة في الجزائر في الفترة الأخيرة، لدفع الجزائريين للعودة إلى ارتداء الكمامات الطبية في المواقع المستقبلة للجمهور وحتى الاماكن المغلقة وتجديد التقيد بالبروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا، وتحذيرهم من مغبة الوقوع في التساهل مع التدابير الوقائية، بكون أن هذا التساهل قد يرفع مجددا حالات الإصابة بفيروس كورونا .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!