العالم
مليون جزائري دخلها منذ بداية السنة والتوقعات 2.8 مليون

تونس تتجاوز إرهاصات الخميس الأسود

عبد السلام سكية
  • 5515
  • 8
الشروق أونلاين

الخميس 27 جوان 2019، كان يوما أسود في تاريخ تونس، ففيه فجر انتحاريان نفسيهما، باستهداف دورية للأمن وثكنة لعناصر مكافحة الإرهاب، دقائق بعدها تعلن الرئاسة نقل الرئيس الباجي قائد السبسي للمستشفى عسكري وهو في حالة “حرجة”.

الحدثين وإن كانا منفصلين عن بعضهما البعض، إلا أنهما قد تركا الشارع التونسي “يغلي” والكثير من الأسئلة تطرح، ماذا سيحصل بالبلاد؟ وهل ستشهد موجة ثانية من فرار السياح الأجانب كما حصل غداة اعتدائي باردو وسوسة سنة 2015 وخلفا 61 قتيلا، وكان إيذانا “بانهيار” الموسم السياحي، لكن هبة الجزائريين في تلك الصائفة أعادات الاستقرار للجارة الشرقية.

تونس تتجاوز المحنة وإجراءات غير مسبوقة

تمكن الشارع التونسي من تخطي “صدمة” الاعتداءين الإرهابيين، حيث خرج العشرات منهم دقائق بعد الهجومين، في نهج الحبيب بورقيبة، للهتاف بحياة الوطن، ودعما للمؤسسة الأمنية في حربها ضد الإرهاب، مؤكدين على المضي في حياتهم العادية وعدم الاستسلام لآلة الموت.

وعاينت “الشروق” في مساء الخميس “المشؤوم”، بدأ الحياة الاعتيادية في العاصمة تونس، فالتونسيون الذين “يعشقون” ارتشاف الشاي والقهوة وعصير الليمون، والدردشة في المقاهي قد عادوا لما ألفوه منذ عقود غير مبالين بالتهديدات الإرهابية، والحركية في مختلف الشوارع والأزقة عادت إلى سابق عهدها، والجزائريين الذين يضمون النقل نحو مدينة عنابة، لم يغادروا محور “باب البحر” الذي صار “محمية” جزائرية بامتياز.

لكن عودة الحياة إلى سابق عهدها، تتطلب فرض إجراءات أمنية جد مشددة، وهو ما وقفت عليه “الشروق” في مطار قرطاج، حيث تم إغلاق الطابق العلوي كلية /يخصص لدخول المغادرين/، والاكتفاء بتشغيل الطابق السفلي بالنسبة للمغادرين والواصلين، كما تم غلق جميع المرافق، سواء مكاتب الصرف ووكالات كراء السيارات، ومكاتب الفنادق والمقاهي والمحلات التجارية، كما مُنع المواطنون من دخول المطار باستثناء المسافرين، وطُلب من من الجميع الانتظار في الحديقة المقابلة للمطار.

وفي رحلة العودة المصادفة لتاريخ 30 جوان الماضي، كانت الإجراءات تكاد تكون مشابهة، فعند مدخل المطار /في الطابق العلوي/، شوهد أمنيون باللباس الرسمي والمدني، يحملون صورة شخص، ويتم التدقيق في جميع الواصلين إلى المنشأة الحيوية، ومن المرجح أن الصورة لتكون لشخص مطلوب أمنيا، وقد تكون للانتحاري أيمن السميري الذي قضت عليه وحدة أمنية لاحقا.

أجواء اعتيادية في الفنادق والمناطق السياحية

يؤكد تصريحات لمسوؤلين رفيعين في ديوان السياحة التونسي، أن الإجراءات الأمنية المتخذة في الفنادق ومناطق الجذب السياحي، ليست متعلقة بأحداث الخميس، ولكنها سابقة ودخلت حيز الخدمة منذ فترة.
وفي هذا الخصوص تقول المديرة المركزية للأسواق والإشهار في ديوان السياحة التونسي، ليلى التقية، للشروق، التي سألتها عن أية تأثيرات ممكنة على الموسم السياحي “لا تأثيرات سلبية، الموسم السياحي تم التحضير له منذ أشهر، ونعمل على توفير جميع سبل الراحة منذ الوصول إلى المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية، وحتى انتهاء فترة زيارتهم”.

وبخصوص الإجراءات الأمنية المشددة تقول المتحدثة “الإجراءات الأمنية ليست متعلقة بما حصل، الإجراءات متخذة منذ فترة، والجهود الأمنية مستمرة لتوفير أقصى درجات الحماية لمواطنينا وزوارنا”، وختمت مؤكدة أنه لc عبد السلام سكيةم يتم تسجيل أية حجوزات ملغاة تبعا والعمليتين الانتحاريتين.

الأرقام في صالح تونس

لا تزال تونس الوجهة المحببة للسائح الجزائري، وهو ما تعكسه الأرقام الرسمية التي تحوزها الشروق، فمن أصل 3773651 سائح دخلوا البلاد، منذ بداية السنة وحتى 30 جوان الماضي، يوجد 1045934 سائح جزائري، فالليبيين بـ 879 ألف، ثم الفرنسيون بـ382 ألف، و214 ألف روسي، وخلفهم الألمان بـ108 ألف، والبريطانيين بـ98 ألف سائح.
ويشدد مدير ديوان السياحة التونسي بالجزائر، فؤاد الواد، أنه لم “نسجل إلغاء لعمليات حجز أو مغادرة قبل إنتهاء المدة للجزائريين، ونفس الأمر بالنسبة للأسواق الأخرى”.

ويؤكد المعني أن أسعار الفنادق قد عرفت بعض الزيادة مقارنة بالسنة الماضية، ويشرح ذلك قائلا ” العديد من النزل رفعت في أسعار البيع لجميع الأسواق السياحية هذا راجع إلى مبدأ العرض والطلب حيث تشهد المناطق السياحية زيادة في الإقبال الحجز مع عودة لجميع الأسواق السياحية . كما أن تكلفة الإقامة هو عنصر مهم في تحديد الأسعار”، وينصح الواد بضرورة الحجز المبكر للحصول على أسعار تفضيلية.

مقالات ذات صلة