-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الموقع يتحول تدريجيا من منصة للرقص إلى مدرسة للأجيال

تيك توك بين نشر المجون ونشر الوعي والمعرفة

نسيبة علال
  • 404
  • 0
تيك توك بين نشر المجون ونشر الوعي والمعرفة

يعد موقع تيك توك واحدا من أكثر المنصات الاجتماعية تداولا في الجزائر، خلال السنوات القليلة الأخيرة، حيث بلغ المنضمون له أزيد من 17 مليون شخص من الوطن، وهو رقم كبير جدا يمثل ما نسبته 37.9 بالمئة من عدد سكان البلد، ونحو 51 من عدد مستخدمي الإنترنت في الجزائر، بحسب آخر الإحصائيات، التي توضح أيضا أي تهديد يواجه موقع فايسبوك.. فالجزائريون، كغيرهم، باتوا يبحثون أكثر من أي وقت مضى عن منصات سهلة البث كثيرة التفاعل متنوعة المحتوى.

هناك عدة مزايا جعلت من تيك توك واحدا من أهم مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، بقاعدة مستخدمين ضخمة جدا، يعرضون من خلالها مواهبهم وأفكارهم للتفاعل مع جهور متنوع وواسع، وتسمح لهم بالتعبير الإبداعي في شتى المجالات، مع إيصال ذلك في قالب واحد، يكون على هيئة فيديوهات قصيرة سهلة المشاركة والانتشار، حيث تسمح خلاصات تيك توك الخوارزمية والتحديات الشائعة بمضاعفة فرص انتشار المحتوى، بشكل أسرع مع إصابة الفئة المهتمة به أولا، بحسب معطيات حسابها ومعلوماتها الشخصية، إذ ومع أن تيك توك يستقطب مجموعة ديموغرافية واسعة، تتمتع بخصائص متباينة، ويفتح المجال للشركات والمؤثرين والأشخاص العاديين، والعلماء والمثقفين.. بطرح محتوياتهم، يستهدف اليوم كذلك، جماهير محددة ليبلغها بما هي مهتمة به، كل هذا لم يشفع لموقع تبك توك، حتى يتمكن من إسقاط بعض التهم اللصيقة به، التي لا تزال بعد كل التحديثات تعد من عيوبه، المتمثلة في انعدام الخصوصية، وطغيان المحتوى السلبي والهابط، ما استدعى من القائمين عليه، والعديد من المؤثرين في العالم العربي، تكثيف دعواتهم عبر منصات مختلفة لترشيد استخدام الموقع، حفاظا على القيم الدينية والاجتماعية وحماية للصحة العقلية والنفسية لمستخدميه.

كيف حسن تيك توك سمعته؟

اكتسب موقع تيك توك سمعة سيئة في عالم الإنترنت، بعبارة أخرى، كان حتى وقت قريب مرتع المكبوتين والمكبوتات والمنحلين، الذين يجدون فيه منصة لعرض أجسادهم المتراقصة وأفكارهم الهابطة، تدريجيا وبجهود المؤثرين الذين يسعون إلى بسط الهيمنة في كل المواقع دون استثناء، أخذ محتوى تيك توك يتغير يوما بعد يوم، محاولا أن يكون منصة تعليمية وإعلامية هامة، يستخدم في نشر الوعي حول قضايا مختلفة تتعلق بالصحة، والعلاقات والدين والمجتمع.. وحتى للتعبير عن الآراء السياسية.. تحوّل كان من شأنه أن يثبت للعالم مجددا كيف يمكن للتكنولوجيا أن تتطور وتتكيف مع احتياجات المستخدمين والتغيرات الحاصلة على المستوى العلمي والاجتماعي.

وبعيدا كل البعد عن الإقبال الجنوني لاستخدام تيك توك في التسويق والإشهار، وفضله على التاجر والزبون، صار جديا أن نتحدث عن دور الموقع في إيصال سيل من المعلومات من خلال ثوان قصيرة، في فيديو يجتاح آلاف أو ملايين الحسابات في وقت قياسي، مقارنة ببقية المواقع. وهنا، تكمن القوة العظمى لهذه المنصة، والسر الذي جذب إليه ملايين المستخدمين ممن حاربوه يوما ما، واعتبروا الانضمام إليه غير مشرف، على غرار الأطباء والخبراء في علم النفس والمجتمع والدين والسياسة والرياضة.. كلهم على حد سواء، باتوا يلتحقون أسرابا إلى تيك توك، حيث التفاعل السريع والواضح مع محتوياتهم.

الأسلوب الشيق في سرد بعض القصص الاجتماعية الهادفة، من خلال فيديوهات قصيرة متتالية، ساهم في نشر الوعي بأسلوب ترفيهي وممتع على موقع تيك توك، فبدلا من تتبع فيديوهات الرقص على أغاني الراي الهابط، أصبح الناس يستمتعون بالاستماع إلى القصص المشوقة وانتظار تفاصيلها، في دور يشابه إلى حد بعيد، برامج الإذاعة في السابق. تقول الأخصائية الاجتماعية مريم بركان: “لم يعد الناس يقاومون قوة تيك توك، وهذا ما يشجع الخبراء على استغلاله لنشر الوعي، ثم إن الومضات التمثيلية للمؤثرين أصبح لها الدور ذاته في أوساط الشباب”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!