-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المتهم الرئيسي بقر بطنه.. والبقية منعوا تدخل أي منقذ بالأسلحة

ثلاثة أشقاء رفقة آخرين متورطين في قتل عشريني بوهران

خ. غ
  • 748
  • 0
ثلاثة أشقاء رفقة آخرين متورطين في قتل عشريني بوهران
أرشيف

قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، في جلسة دامت عدة ساعات، الثلاثاء، بإدانة قاتل جاره عمدا بعشرين سنة سجنا نافذا، وبعشر سنوات أخرى للمتهمين في جناية المشاركة في ذات الجريمة، من بينهم شقيقا المتهم الرئيسي، وجميعهم كانوا يشكّلون، وفق وصف دفاع الطرف المدني، مثالا سيئا لاسمي عائلتين.
وتعود القضية إلى تاريخ 05-02-2022 وسط حي سكني يقع بالمحقن في وهران، أين أقدم المتهم الرئيسي المدعو (ب. ح. ق)، في حدود الساعة الواحدة و10 دقائق ظهرا، على التهجم بالركل واللكم على ابن حيه (ح. ح)، وهو شقيق الضحية في قضية الحال المسمى (ح. ز)، ليتدخل هذا الأخير وهو في طريقه إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، محاولا تخليص أخيه من قبضة المعتدي، وما هي إلا لحظات حتى فوجئ الضحية بتحوله إلى هدف أساسي من طرف هذا الأخير، الذي استعان بشقيقيه (ب. م. ش) و(ب. ب)، إلى جانب ابن خالتهم المدعو (ب. ع)، حيث شكّل المتهمون الأربعة فيما بينهم حلقة لمحاصرة الضحية حتى لا يمكنه الخلاص منهم، ولا يتسنى لأي شخص آخر مساعدته، وعندها فقط تيسر لكبيرهم المدعو (ب. ح. ق) أن يجهز عليه بنازع مسامير، قام بغرزه مباشرة في بطنه، ثم تفرق جمعهم بعد أن شاهدوه يسقط أرضا والدماء تسيل منه، لتفيض روح الضحية إلى بارئها بعد مضي سويعات قليلة على نقله إلى المستشفى.
وبحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن التحقيق الذي فتحته مصالح الدرك الوطني حول الواقعة، مكّن في وقت وجيز من توقيف اثنين من الأشقاء المعتدين، فيما ألقي القبض على ثالثهم، وهو المتهم الرئيسي (ب. ح. ق)، عندما تعطّل بالصدفة القارب الذي كان بصدد تهريب عدد من “الحراقة” من سواحل عين الترك، وكان هو أحدهم، لتفشل بذلك تلك الرحلة السرية، ومعها خطة المعني في الفرار من جريمته إلى ما وراء البحر، حيث تم التعرف عليه وتوقيفه، وكذلك تم القبض على ابن خالتهم المدعو (ب. ع)، وشخص آخر كان برفقتهم يدعى (خ. م. ر. م)، والذي شوهد وقتها وهو يقوم برشق الضحية بوابل من الحجارة لتشديد الحصار عليه.
واعترف المدعو (ب. ح. ق) بقتله الضحية، لكنه حاول إبعاد تهمة المشاركة في القتل عن باقي الأطراف، حيث صرح أنه كان بتاريخ ووقت الواقعة جالسا بمفرده في حديقة الحي، أين تقدم منه شقيق الضحية (ح. ح) وقام بسبّه، ما دفعه لصفعه وركله، مضيفا أنه في تلك الأثناء، هرول نحوه إخوة (ح.ح)، وأخذوا في رشقه بالحجارة، وكذلك شاهد شقيقه (ح. زكي)، يحمل قضيبا حديديا صغيرا، بينما كان في يد الآخر، وهو الضحية (ح. زين الدين) قضيبا من الحجم الكبير، مؤكدا أنه في اللحظة التي تعثر فيها هذا الأخير وسقط سلاحه على الأرض، سارع هو لالتقاطه، ثم ولى هاربا منه، وبعدها قام برشقه من على بعد 6 إلى حوالي 10 أمتار بذلك القضيب الحديدي، ثم شاهده يتلوى ألما ويهوي أرضا، ليتيقن عندها أنه أصابه، قبل أن يتناهى إلى مسمعه خبر وفاته بالمستشفى، فيما كرّر عبارة براءة أخويه وابن خالته من الفعل المنسوب إليهم.
كما أرجع ذات المتهم السبب الأصلي للشجار الذي انتهى بمقتل جاره صاحب الـ26 ربيعا، إلى بذلة رياضية كان قد أعارها شقيقه الأصغر المدعو (ب. ب) لأخ الضحية، وحاول استعادتها رفقة المدعو (خ. م. ر. م) في الليلة التي سبقت الواقعة، بحيث التقى الاثنان به في قاعة الألعاب المجاورة لبيت المعني، أين تطور الحديث بين الطرفين إلى مشاجرة، تعرض فيها شقيقه الأصغر للضرب والجرح بسلاح من نوع “بوشية”، ونفس الاعتداء طال شقيقه الثاني المدعو (ب. م. ش)، عندما حاول التدخل بين الطرفين، معتبرا الواقعة الأولى هذه كانت شرارة الغضب التي أوقدت الفتنة الكبرى في اليوم الموالي، نتيجة تعرض أخويه للاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل الضحية وشقيقه لسبب تافه.
وبشأن المتهمين بجناية المشاركة في القتل العمد، فقد صرح الشقيقان (ب. ب) و(ب. م. ش) أنهما وقت ارتكاب الجريمة كانا لدى مفرزة الدرك الوطني لإيداع شكوى ضد الضحية وأخيه بخصوص ما وقع لهما في الليلة السابقة من ضرب وجرح، وكذلك أنكر ابن خالتهما المدعو (ب. ع) التهمة الموجهة له، قائلا بأنه وقت واقعة القتل كان متواجدا رفقة صديقيه (إ) و(م) في مدينة وهران.
أما المتهم الخامس غير الموقوف المدعو (خ. م. ر. م)، فقد اكتفى بالقول أنه حضر الواقعة الأولى فقط، عندما طلب منه صديقه (ب. ب) مرافقته لاستعادة ملابسه من أخ الضحية، وأنه لا يعرف شيئا عما حصل للمرحوم (ح. ز) إلا ما سمعه من جيرانه في الحي.
وعند مرحلة سماع الشهود في قضية الحال، أتى المسمى (م. ع) بشهادة فنّدت ادعاءات كافة المتهمين بشأن الدوافع التي حركت الواقعة الأولى، حيث أوضح أن السبب الحقيقي للمعركة التي دارت رحاها أمام قاعة الألعاب ليلتها كان المال الذي قبضته والدته في مقابل بيعها مسكنا ورثته عن ذويها، والذي تم بشأنه تداول خبر حيازته على ما قيمته 200 مليون سنتيم من مجموع 320 مليون من ثمن ذلك الميراث وسط الحي، ليقرر ليلتها المتهم الأصغر المدعو (ب. ب) حمل “بوشية” لتهديده رفقة المدعو (خ. م. ر. م)، حتى يتمكّنا من تجريده من المال الذي يكتنزه، مضيفا أنهما حين تعذر عليهما استدراجه من قاعة الألعاب، وتصدي الضحية لهما، باستعماله سلاح المدعو (ب. ب) في الرد عليه وعلى شقيقه المدعو (ب. م. ش)، حز في نفس المتهم الرئيسي (ب. ح. ق) ومن معه أن يكسر الضحية شوكتهم ويذلهم، برده على اثنين منهم بسلاحهم وعلى مرآى من الجيران الذين لطالما كانوا يخشونهم ويحسبون ألف حساب لسطوتهم وطغيانهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!