ثلاثة ملايير ساكن تحت عتبة الفقر ومداخيل 100 أغنى رجل تفوق الدول العربية النفطية
-
-
1064
-
0
تحولت فعاليات افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول “عولمة حقوق الإنسان وإعادة تشكيل منطق القانون في ظل التحولات العالمية” صبيحة أمس، بجامعة سطيف، إلى محاكمة قانونية لمفارقات العولمة الواقعة في مجال حقوق الإنسان، حيث أبدع الدكتور امحند برقوق الأستاذ بجامعة الجزائر في تعرية النظام العالمي الجديد وضبط مستويات التهديد وعوامل الخطر التي تكشفها المعطيات الحقيقية، خاصة على مستوى دول الجنوب التي لم تستفد إطلاقا من التسويق الواقع لعولمة حقوق الإنسان، فيما نالت حظها من عولمة المخاطر الشاملة، بداية من المخاطر البيئية والصحية والإرهاب وانتشار الجريمة المنظمة وكذا الأزمات والحروب…حيث بلغ عدد الضحايا في أفغانستان والعراق مثلا أكثر من مليون ضحية، مقابل التزايد المذهل في الأزمات الإثنية بعدد من الدول مثل يوغسلافيا وبورندي والكونغو وأخيرا دارفور وقبلها الصومال.
وتبعا لذلك، فقد تعرضت مجمل الحقوق بالدول الضعيفة الى انتهاكات صارخة غالبا ما تتم باسم مكافحة الإرهاب، ويكفي فقط الاستدلال أن 15 مليون و320 ألف شخص كانوا ضحايا الأزمات السياسية من 1945 إلى 2006، وأزيد من 1.7 مليون طفل يموت سنويا بسبب الفقر وسوء التغذية بمعدل طفل كل 34 دقيقة و1.8 مليون يموتون بسبب الإسهال، علما أن 790 مليون شخص في دول الجنوب يعيشون حالات مرضية مزمنة.
وفي المجال الاقتصادي أيضا، تفضح الأرقام الرسمية الخطابات الدعائية للديمقراطية والتنمية المستدامة، حيث يعيش 2.8 مليار ساكن تحت مستوى 2 دولار كل يوم، منهم 1.6 مليار يوجدون تحت عتبة الفقر التي فاقت فيه مصاريف الحرب الأمريكية على العراق الدخل الخام لـ 48 دولة الأقل نموا في العالم، في الوقت الذي تستحوذ عدة شركات عالمية على الرأسمال والتجارة الدوليين وتشهد مستويات عدم التوازن التنموي بين الدول المتطورة والمتخلفة فرقا بأكثر من 83 مرة.
تجدر الإشارة في نفس السياق إلى أن مجلة “فوربس” المتخصصة اعتبرت أن مستوى دخل 100 أغنى رجل في العالم فاق 1550 مليار دولار سنة 2007، ما يعني أنه يفوق حتى مداخيل الدول العربية النفطية مجتمعة التي تصل إلى 1340 مليار دولار.
إلى ذلك تجدر الإشارة كذلك إلى أن أشغال الملتقى التي حضرها عدد كبير من الأساتذة والخبراء من داخل البلاد وخارجها ستتواصل لمدة 03 أيام لمدارسة 22 موضوعا عبر 09 محاور مهمة تتعلق بتداعيات عولمة حقوق الإنسان على الدول وقوانينها.
ــــــــــ
نصر الدين معمري
