-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
19 سنة عن استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد

“ثورة الخبز” وحرب المصالح بين أكتوبر 88 وجانفي 2011

الشروق أونلاين
  • 13720
  • 26
“ثورة الخبز” وحرب المصالح بين أكتوبر 88 وجانفي 2011
إنتفاضة 5 أكتوبر 1988

من 11 جانفي 1992 إلى 11 جانفي 2011.. 19 سنة كاملة فصلت بين إستقالة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، من سدّة الحكم، عن أعمال الشغب والتخريب والإحتجاجات التي عرفتها الجزائر مؤخرا، قد لا يكون هناك ترابط في الأحداث ووالمؤشرات الإقتصادية والظروف السياسية والمستجدات الأمنية، لكن الذكرى التاسع عشرة لمغادرة الشاذلي رئاسة الجمهورية، بعد أقلّ من أربع سنوات عن “إنتفاضة” 5 أكتوبر 1988، يستدعي وضع كرونولوجيا لأهم التطورات والمتغيّرات والروابط.

  • أولا: ظهور “جيل جديد” من المحتجين والغاضبين، أغلبهم من أبناء “حالة الطوارئ” المعلنة في البلاد منذ قرابة 20 سنة، وهو جيل، أغلب فئاته من الأطفال والمراهقين والشباب، وكانت عشرية الإرهاب بالنسبة له مجرّد “سحابة” عابرة، يعرفها جيّدا الجزائريون الذين إحتكوا بسنوات الرعب والهمّ والدمّ وحظر التجوال.
  • ثانيا: تعود إستقالة الرئيس الشاذلي، التي جاءت بعد أقل من أربع سنوات من أحداث 5 أكتوبر 1988، التي بدأت بـ “ثورة الخبز”، وانتهت بوأد مرحلة الحزب الواحد وميلاد التعددية الحزبية، وجسم كان غريبا عن المجتمع أطلق عليه تسمية الديمقراطية، في ظلّ خطاب شهير لبن جديد الذي “بكى” على المباشر، فخرج “الغاضبون” إلى الشوارع في مسيرة مؤيّدة للرئيس ومنادية بحياته، بعد ما خرجوا للتنديد بغلاء المعيشة.
  • ثالثا: تطابق مطالب “إنتفاضة” أكتوبر 1988 و”إحتجاجات” جانفي 2011، فكلاهما إستنكر تدهور القدرة الشرائية وإرتفاع الأسعار، لكن النتائج كانت متناقضة، فالأولى إنتهت بالإعلان عن “قرارات” سياسية، وفي الثانية إنتهت بالإعلان عن إجراءات تجارية شملت تخفيضات ضريبية وجمركية وتخفيض مؤقت في أسعار أهمّ المواد الغذائية.
  • رابعا: إختلاف في التركيبة البشرية للمتظاهرين في أكتوبر 88، والمحتجين في جانفي 2011، ففي الأولى شارك في “ثورة الغضب” عمال وكبار وشباب بالغ وحتى نساء في بعض المناطق، بينما إقتصرت في الثانية على أطفال وقصّر وبعض الشباب المهيّج.
  • خامسا: تطابق شكلي ونوعي إلى حدّ كبير في الخسائر وأعمال الشغب والتخريب التي مسّت الأملاك الخاصة والعامة، وإنتشار عمليات سطو ونهب للمحلات والأرزاق، وكذا إعتداءات وهجمات في حقّ المواطنين عبر الطرقات المعزولة، من طرف لصوص وقطاع طرق ومنحرفين وخرّجي سجون إستغلوا التوتر لسلب الزوالية والأبرياء أموالهم وأملاكهم وأحيانا الإعتداء عليهم.
  • سادسا: أحداث 5 أكتوبر سبقتها حركية وحراك من الإضرابات العمالية والإحتقان الشعبي، وكانت “سوناكوم” أنذاك نقطة الإنطلاقة، وبالتالي فقد تقدّم العمال والموظفون الإحتجاجات على إنهيار القدرة الشرائية وغلاء المعيشة، بينما كانت حوادث جانفي 2011، مسبوقة بإحتجاجات على السكن والترحيل من البيوت القصديرية، قبل أن تتحوّل إلى تنديد بارتفاع الأسعار، وتعرف إنزلاقات كان عنوانها الشغب والتكسار.
  • سابعا: لم تتوقف أحداث 5 أكتوبر عند سنة 88، وإنما أكدت الأيام أنها كانت زلزالا عنيفا أعقبته هزات إرتدادية، لعدة سنوات، كان أهمها إندلاع إعتداءات إرهابية، بعد ثلاث سنوات فقط من ميلاد التعددية وتنظيم إنتخابات متعدّدة، إنتهت بتوقيف المسار الإنتخابي وإستقالة الرئيس بن جديد وتشكيل مجلس أعلى للدولة لملء الفراغ الدستوري والمؤسساتي.
  • ثامنا: إجراء عملية جراحية عميقة إستهدفت الجسم السياسي والإقتصادي والإجتماعي، حيث إنطلقت بعد 5 أكتوبر “إصلاحات” كانت شاملة، فيما لم يتضح ما يُمكن حدوثه بعد احتجاجات جانفي 2011، وإن كانت ستكون بوابة لهبوب “رياح التغيير”، خاصة على مستوى الجهاز التنفيذي والملفات الإقتصادية، في إطار إعادة ترتيب الأوراق التي بعثرتها أعمال الشغب والتخريب.
  • تاسعا: خسائر بالملايير في إحتجاجات أكتوبر 88 وجانفي 2011، ففي إنتظار تداعيات الثانية، تسببت الأولى في إنكسارات إقتصادية وهزّات مالية إنعكست سلبا على الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي، خاصة بعد تدخّل الأفامي وإملاء “شروطه” القاسية التي كانت نتائجها الإضطرارية تشميع عشرات المؤسسات العمومية والإرتماء في أحضان الخوصصة وتسريح آلاف العمال وإنهيار قيمة الدينار وتدهور معيشة المواطنين.
  • عاشرا: 20 سنة، ما بين أكتوبر 88 وجانفي 2011، ظلّ الزوالية في فمّ المدفع، وتشابهت مطالب الأغلبية، بشأن رفع الأجور والأسعار والسكن والبطالة، وانتقل “الصراع” وتصفية الحسابات من داخل الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية، التي مازالت ترسم صورة سوداوية عن الحقوق السياسية والممارسة الديمقراطية والحرّيات الإعلامية وكذا الانتخابات.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • bouzi

    الي راجل راجل والحديث قياس

  • HITLERDZ

    SOLO 16 انت حاسب روحك في عهد الخلفاء ولا كيفاش باش تعرف حاجة كل اصحاب السلطة باعوا دينهم بد نياهم و المصحف الشريف لا احد يعرف قيمتوا المهم باش اكون في علمك الشبعان مادرا بالجيعان
    حسبنا الله نعم الوكيل

  • khaled

    ya khawti rabi idjibe elkhir le bladna inch allah.....

  • samir

    كفانا تخريبا لبلدنا و على أولي الأمر أن ينصتوا للمواطن و خاصة عنصر
    الشباب و الكهول................ فالعدل أساس الملك

  • عبد العالي

    ...لن يغير الله ما بقوم حتى يغيرواما بانفسهم ....

  • سيدعلي رشيد

    في عمري 14 سنة و لا أريد الخراب

  • farid

    كاتب المقالة يقصد :

    العدالة مازالت حتى الان لم تأخذ مجراها

  • نورالدين

    إلى صاحب التعليق رقم 14، لا ياأخي عهد الشادلي كان بداية للمآسي التي نحياها اليوم، كيف لا و هو الذي قام و حاول تدمير كل ماصنعه الراحل هواري بومدين رحمة الله عليه.

  • krimo

    CE QUE JE VEUX MA PAR DU PETROL.AU N 14 ( WIN KONTE FI LES ANEES 80)

  • جزائري

    و الله كان عهد الشاذلي احسن العهود مقارنة مع اليوم

  • تلمساني المشكل سياسي

    المشكل سياسي

    يأكد عجز الحكوم و إنسداد الوضع و ذلك بإحتكار الوسائل السمعية البصرية التي هي ملك للشعب و كذلك حرمانه من حق في الإختيار
    أنتجت هذه السياسة تهميش النخب التي عندها حلول لمشاكل المجتمع المتعددة و من أهمها غلاء المعيشة و أجرة زهيدة مقرانة بالمعايير الدولية
    أول حل لمشكلة أسعار المواد الغدائية هو فك أي إرتباط بصندوق النقد الدولي و المنضمة العالمية للتجارة لأن هذا سبب إرتفاع الأسعار و سيأدي بعد ذلك إلى إستعمارنا من طرف الشركات المتعددة الجنسيات كما يحصل بمصر و يومها ستسكنون المقابر و تأكلون من القمامات

  • Nabil

    سلام
    صدقوني انه و بالرغم من أزمة السكن و الغلاا وووو.... التي تعرفها البلاد الا انه في السلطة لوبيات تعرقل الإصلاحات التي يقوم بها بوتفليقة يساعدها المناخ المتكهرب لتحقيق مشاريعها الشخصية فتستعمل ورقة الشارع

  • محمد

    السلام عليكم
    لكن ما قولتوش وعلاش شاذلي بن جديد استقال و كيفاش دار باش جات التعددية الحزبية و شكون هما اللي كانوا يسرقوا دراهم الشعب الجزائري

  • الفراغ أ حزب

    رئاسة الجمهورية الشاذلي بن جديد,هوأفظل من وقت الحلي كانت الحرّيات الديمقراطية والحرّيات الإعلامية والحرّيات التعددية الحزبية أنشريا الشروق

  • MIHOUB

    شكرا على كل هذه الاصاحات وارجو من حكومتنا النضر جيدا في امور تسير البلاد ووفقكم الله الى مفيه الخير والعباد ...........

  • توفيق

    والله دايرينا كي الغنم ما علبالهم بينا جوعنا ولا متنا ولا انتحرنا ايخمو غير علي اولادهم وكروشهم وجيوبهم الي مش رايحة تتعمر

  • feriel

    sa fait 22 ans que chadhli a dimissioné

  • عربي بلا وطن

    استاذ / جمال إذا كنت تنقل خبر فإنقله بصحه، فالشاذلي لم يستقيل وانت تعلم جيدا بأنه (اقيل) ولم يستقيل.
    وهناك نقطة مهمه نسيتهى وهي الفرق بين 1988 و2011 أن في 1988 كان الشعب يعيش حياة رغد رغم انه لم يكن هناك موز وببسي والاشياء الاخرى التي تعتبر كماليات، فكل شيء كان متوفر ولم يكن هناك غلاء في الاسعار وجميع ابناء الشعب الجزائري ياكلون ويشربون، وعدد البطالين عن العمل كان عددهم قليل بالمقارنة لما عليه الان، وكذلك مظاهرات 1988 تزعمها اناس اوصلوا الجزائر إلى شلالات من الدم،
    ولكن مظاهرات 2011 كان مظاهرات عفوية، دون تزعمها من اي حزب أو جهة معينة.
    ودمتم

  • KARIM

    salut je voudrais savoir quoi de neuf avec nos 17 marins prisent en otage . je vois que cette histoire de manif elle a bien etoufé l'affaire et je ne trouve aucune information sur le deroulement des evenement sur aucun journal . Une pensé a nos freres

  • moul el bache

    ISTIKALA, hahaha... et pourtant ça n'a jamais existé dans les regimes SOUS DEV

  • Mourad

    Jeunesse algérienne, cette autre richesse dilapidée
    wellah les autre pays ils revent avoir une jeunesse comme la notre et chez nous en sest pas quoi faire avec !!!!en va ou avec cette startegie ?????divusez ya chorok

  • amine

    atouna lhal fal amr hada

  • محمد

    من انقلبوا على الشرعية الدستورية كانوا سببا في خراب البلاد و هلاك العباد و نشأة جيل العدمية على حد تعبير أحد الصحفيين .

  • بن مهيدى

    بارك الله فيكم على هدا المقال لكن ماهو الحل من كل هدا

  • محمد

    ندعوا الله ان لا يعيد علينا ما حدث بعد ثورة الخبز رغم ان الضروف لا تتشابه.

  • solo16dz الجزائري

    اجراء قد يكون ناجع
    يجب على الطاقم الحكومي عند كل تنصيب للحكومة ان يقوم بالقسم على المصحف الشريف بأن يكون مخلصا و نزيها في عمله و خاصة خصة خاصة اصحاب الحقائب المهمة مثل وزارة السكن و وزارة الطاقة .. الخ و كل وزير يقوم بنفس الشيء مع اطاراته و نتركهم لضمائرهم عسى ان تأتي بنتيجة ايجابية تقضي على سوء التسيير في هذه القطاعات الحساسة و التي لديها انعكاس مباشر على المواطن الجزائري