الجزائر

“ثورة الزيت والسكر”.. الشرارة التي أطفأت “الربيع العربي” في الجزائر!

الشروق أونلاين
  • 14471
  • 51
الأرشيف
جانب من المواجهات بين الشرطة والشباب بالعاصمة

تمر اليوم سنتان على احتجاجات “الزيت والسكر” التي كانت حصيلتها 5 قتلى ونحو 800 جريح، سقطوا في الأحداث التي كانت في منتهى العنف، وقد بدأت شرارتها في الظاهر، بارتفاع مفاجئ في أسعار مادتي الزيت والسكر، فانطلقت الاحتجاجات في الخامس جانفي واستمرت لأيام، وأخذت شكل مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين تخلّلتها انحرافات وأعمال تخريب واعتداءات على المواطنين، جعلتها أقرب إلى الحركة الغوغائية منها إلى الحالة المطلبية، ومع ذلك اعتبرها كثير من المراقبين الموضوعيين، إرهاصات كانت ستمهد، يومها، لتحول الجزائر إلى ساحة من ساحات ما عُرف لاحقا بـ”الربيع العربي”، لاسيما أن “انتفاضة الخامس جانفي” -كما يسميها البعض-، جاءت بعد أقل من 3 أسابيع على انطلاق الأحداث التي أدت إلى إسقاط حكم بن علي في تونس، وما تلاها من انتقال العدوى إلى دول عربية أخرى، وهذا ما يجعل كثيرا من التساؤلات تثار حول توقيت الأحداث والسياق الذي جاءت فيه، إلى جانب عديد التساؤلات التي تظل من دون إجابة، وترسم علامات استفهام بخصوص خلفية الأحداث، التي لا يمكن أن يكون لارتفاع أسعار الزيت والسكر الدور الحاسم في اندلاعها، بدليل أن المحتجين كانوا من الشباب والمراهقين وليسوا من أرباب الأسر الذين يعولون الزوجات والأبناء، وبالتالي فهم غير معنيين مباشرة بارتفاع الأسعار.

كما ينبغي التوقف هنا عند ما عاناه الجزائريون قبلها بأسابيع من ندرة حادة في حليب الأكياس، الذي يعد مادة حيوية لدى الأسرة الجزائرية، إذ أن الفرد الجزائري يستهلك -حسب الدراسات المتخصصة-، أزيد من 150 لتر حليب سنويا، واضطرت تلك الأزمة يومها الأسر إلى الاستعاضة عن حليب الأكياس بأنواع أخرى أغلى سعرا، كالحليب الطازج والحليب المجفف، ما أنهك ميزانية الأسر الجزائرية، ومع ذلك لم تصل الأمور إلى “الانتفاضة”، رغم أن ارتفاع أسعار الزيت والسكر تأثيره على ميزانية الأسر لا يكاد يذكر قياسا بأزمة الحليب.

ورغم إنشاء لجنة تحقيق برلمانية في الأحداث، فإنها لم تحقق في ما حدث على الأرض، ولم تثلج صدور الجزائريين المتعطشين لمعرفة خلفيات تلك الأحداث الغامضة، وراحت تحقق في السبب الظاهر للأحداث وتتقصى أسباب غلاء الزيت والسكر، وحتى على هذا المستوى لم تحقق كبير نجاح، فعشية الذكرى الأولى للأحداث كشفت عن تقريرها الذي كانت الضحالة سمته الرئيسية، إذ راحت تعلن أن الاحتكار وانفلات السوق هما سبب الغلاء، وهذا ما يعلمه العام والخاص ولا يحتاج إلى لجنة تحقيق للكشف عنه.

فهل كانت “أحداث السكر والزيت” مفتعلة أم عفوية؟ سؤال يبقى معلّقا من دون إجابة.

مقالات ذات صلة