“جبريل أمرني بحرقه تقربا إلى الله”!
علمت “الشروق”، من مصادر موثوقة، أن الوالد الذي حول جسد فلذة كبده ذي 3 سنوات، إلى رماد، بعد أن صب عليه البنزين وأحرقه، وغادر منزله باتجاه المسجد لأداء صلاة الفجر، تم تحويله إلى مستشفى عين عباسة للأمراض العقلية، أين خضع هناك لفحص دقيق من طرف الطبيب المختص، للتأكد من أنه يعاني من اضطرابات عقلية أثناء وقت ارتكابه للجريمة، من عدمها، قبل تحويله إلى الجهات القضائية، وفقا لما ينص عليه القانون.
كانت نتائج الخبرة العقلية، تصب كلها في خانة، أن المتهم البالغ من العمر 30 سنة، وقت ارتكابه للجريمة، لم يكن يعاني من أي اضطرابات عقلية، ما عدا النفسية فقط، لكن، يضيف مصدرنا، أنه رغم صدور نتائج الخبرة، أن الجاني يتمتع بكامل قواه العقلية، لكنه، ظل خلال جميع مراحل التحقيق، يصرح، بأنه قام بفعلته من أجل التقرب إلى الله، وهذا بأمر من جبريل عليه السلام الذي زاره في المنام، كما صرح، بأنه هو المهدي المنتظر، وغيرها من الكلام الغريب الذي كل من يسمعه يعتقد أنه مجنون وليس في كامل قواه العقلية.
كما أضاف مصدرنا، أن المتهم أدهش المحققين من فرقة البحث للدرك بسطيف، وعناصر الشرطة العلمية، بعد أن كان يروي لهم قصة خنق وحرق ابنه الوحيد ببرودة أعصاب، ولم تظهر عليه أي علامات الندم، والغريب في أمر هذا الرجل أنه كل ما يسمع صوت الأذان يطلب من المحققين أن يأتوه بسجادة لكي يصلي. وعلمنا، أن المتهم، سيتم تحويله اليوم الاثنين، على قاضي التحقيق لدى محكمة عين ولمان، في حين ستشيع جنازة الطفل اليوم، بمقبرة دوار الكبير بقجال، حيث علمنا، أن جسد الطفل لم يبق منه سوى الهيكل العظمي، بعد أن أكلت النيران لحمه من الوجه إلى الرجلين، وهي العظام التي أخذت منها بعض العينات من طرف الشرطة العلمية لإخضاعها لتحليل الحمض النووي للتأكد من هوية الطفل.
كما أشارات مصادرنا، إلى أن المتهم، قبل إقدامه على فعلته الشنيعة، أصبح منعزلا عن المجتمع، ويتكلم كثيرا عن الدين الإسلامي، ويفتي بفتاوى غريبة، لكن مع كل هذا لم يكن أحد من الذين يعرفونه، ينتظرون، أن يفعل هذا الفعل الشنيع، وخاصة أن ضحيته هو ابنه الوحيد.
ونشير إلى أن عائلة الجاني، معروفة بالخصال الحميدة، ومحبوبة من طرف سكان المدينة، خاصة أن كل أفرادها إطارات في الدولة وأطباء وأساتذة ومعلمون وأئمة مساجد، والكل يشهد لهم بحسن أخلاقهم. كما أن المتهم، كان في خلاف مع زوجته التي غادرت منذ شهر تقريبا بيت الزوجية باتجاه أهلها، حيث وبعد صلاة الجمعة الماضية، توجه الشاب إلى منزل أصهاره، وبعد وصوله إلى هناك، طلب من زوجته التي تقيم في بيت أهلها بعد أن هجرت زوجها، أن يأخذ معه ابنه ليلعب، وينام في منزله، وهو الطلب الذي وافقت عليه الزوجة، حيث أكد شهود عيان للشروق اليومي، أن الوالد ظل طوال الأمسية يلعب مع ابنه أمام المنزل، لكنه، قتله في النهاية، حيث وفي حدود الساعة الخامسة صباحا، بينما كان الصبي نائما، نهض الوالد من فراشه، وتجرد من كل القيم الإنسانية، ووضع يديه على رقبة ابنه الصبي، ولم ينزعهما من رقبته الصغيرة حتى لفظ ابنه أنفاسه الأخيرة، ولم يكتف بهذا فقط، بل وضعه داخل بطانية وصب عليه كمية من البنزين وأضرم فيها النيران ليتحول بعد لحظات جسد الطفل إلى فحمة سوداء، والغريب في أمر هذا الوالد، أنه بعد أن أشعل النار في البطانية التي كان بداخلها ابنه، توجه مباشرة إلى مسجد القرية لأداء صلاة الفجر، كأنه لم يحدث أي شيء.