منوعات
يجمع بين الفوائد الصحية الجمّة والطعم اللذيذ

جبن الماعز سيد موائد سكان السهوب

الشريف داودي
  • 3363
  • 2
أرشيف

الجبن (بتسكين الجيم وفتح الباء) يصنع بالمنطقة السهبية، أساسا من حليب الماعز على الخصوص. بإضافة مسحوق يعرف باسم “الحك” يستخلص من بقايا الحليب داخل ما يعرف بــ”مجبنة” الخروف أو الجدي بعد ذبحه. ولا تستعمل فيه مواد كيماوية أو حافظة أو منكهة أو حتى ملونة، له مذاق لذيذ يقدم في السهرات مع أكواب الشاي سواء في شهر رمضان أو في غيره. وحسب أهل الاختصاص فهو مفيد جدا للجسم، لكونه غنيا بمادتي الكالسيوم والبروتينات، كما أن الدسم التي يحويها مفيدة للجسم، وبإمكان الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم أو حتى الذين يتبعون حمية معينة أن يتناولوه.
والحاصل اليوم أن هذه الوجبة الغنية تعاني من الاندثار والزوال إذ لم يكن يحضرها بطرق تقليدية وبمواد طبيعية سوى سكان البدو الرحل ويسوقونها في المدن على قلة المنتوج. وأما اليوم فأصبح الجميع يصنع ما يسمى “الجبن” بإضافة مواد كيماوية.
وفي الأغواط يتوفر “الحك” الطبيعي بمنطقة قصر الحيران المشهورة بكل ما يتعلق بحرفة الجزارة. ويفضل البدو حليب الماعز لأهميته الصحية وعلى العكس تستعمل أنواع عديدة من الحليب في تحضير “الجبن” بالمدن. ومن المعلوم أن الجزائر تستورد كميات تعد بالأطنان من الأجبان غير الصحية تماما، وهي مليئة بالهرمونات والسموم الكيميائية، تستنزف أموالا كبيرة من خزينة الدولة، بشكل لا يخدم اقتصادنا بل على العكس يتسبب في تدمير صحة مجتمعنا. وكل هذا وسط تهميش كبير وإقصاء لكل ما هو محلي رغم جودته وفائدته الصحية.
كما أن ذاك في حد ذاته يعدّ حفاظا على تراثنا وهويتنا وترويجا آمنا لثقافتنا، مع المساهمة في خلق مناصب عمل كثيرة إذا ما وجه الاهتمام لمثل هاته الأنشطة المثمرة المفيدة لاقتصادنا وصحتنا. في الوقت الذي تتوافر فيه جميع الظروف بالمناطق السهبيّة التي بإمكانها احتضان عشرات الآلاف من رؤوس الماعز، التي قد تحقق اكتفاء محليا على الأقل في إنتاج حليب طبيعي مفيد للصحة. دون اللجوء إلى استيراد مسحوق الحليب، عديمة المذاق، المليئة بسموم المواد الحافظة. في حين لا يزال مربو الماعز في بلادنا، يعانون مشاكل عدة، وجب التدخل لإزالة كل العقبات من أمامهم.

مقالات ذات صلة