الجزائر
حمَلة الماجيستير والدكتوراه البطالون يرحبون بالقرار

جدل بالجامعة بسبب إحالة 1300 أستاذ على التقاعد

نادية سليماني
  • 12302
  • 40
ح.م

خلّف قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حول إحالة 1300 أستاذ جامعي على التقاعد، جدلا في الوسط الجامعي، فبينما رحب كثيرون بالقرار، خاصة من حملة الماجيستير والدكتوراه البطالين منذ سنوات، وجده آخرون قرارا “مجحفا ” في حق أساتذة يملكون من الخبرة ما لا يمكن تعويضهم، مطالبين بإحالة الأساتذة على مراكز البحث والاستشراف بدل التقاعد الإجباري.

يُنتظر أن تحيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ما يقارب 1300 أستاذ جامعي، ممن تعدى معدل أعمارهم الـ70 و80 على التقاعد، وبرر وزير القطاع، الطيب بوزيد، قراره بأن العملية تهدف لفتح مناصب شغل بعد تحيين المناصب الشاغرة، واستخلاف المتقاعدين بأساتذة جدد. حيث سيعرف القطاع فتح مسابقة لتوظيف 1000 أستاذ خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من سنة 2019.

وخلف قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جدلا في الوسط الجامعي، حيث استهجن كثير من الأساتذة والباحثين، قرار إحالة 1300 أستاذ جامعي على تقاعد “إجباري”، رغم امتلاكهم خبرة سنوات في الميدان ومعظمهم حاملون لدرجات علمية عالية، وهو ما جعلهم يدعون الوصاية لإحالة الأساتذة أو بعضهم ممّن تؤهلهم قدراتهم الجسدية، على مراكز البحث والاستشراف، حتى تستفيد الجامعة الجزائرية من خبراتهم الطويلة في الميدان.

 ويرى بعض المتفاعلين مع قرار وزارة التعليم العالي، على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الجامعة الجزائرية بإمكانها استيعاب وجود عدد كبير من الأساتذة حتى في وجود أساتذة تجاوز سنهم 65، وبأنهم “لا يشكلون عائقا أمام توظيف البقية… مثلما برره وزير التعليم العالي… خاصة أنهم  أفنوا شبابهم في خدمة الجامعة الجزائرية، وفي أصعب الظروف” حسب منشور أحد المعلقين على ” فايسبوك”.

فيما رحب كثير من حملة الماجيستير والدكتوراه البطالين، بالقرار، مؤكدين أن بعض الأساتذة البطالين، يمتلكون منشورات علمية دولية، أكثر من العديد من الأساتذة المحالين على التقاعد. ومع ذلك طالبوا الوصاية بتكريم المتقاعدين نظير مجهوداتهم “وإن كانت ثقافة التكريم غائبة للأسف عن قاموس الجامعة الجزائرية” حسب التعليقات.

وفي هذا الموضوع، يرى المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي “كناس”، عبد الحفيظ ميلاط في اتصال مع “الشروق” أن كثيرا من أساتذة الجامعة الحاليين تجاوزوا سن الـ75 وحتى 80، وبعضهم لا تمكنه قدراته الجسدية من القيام بمهمة التدريس، ولا بأعمال الحراسة في الامتحانات، ومع ذلك يقول ميلاط “هؤلاء يملكون خبرة كبيرة في الميدان، وهم بروفيسورات في مختلف التخصصات”.

عجز في الأساتذة يصل حتى 40 ألف منصب

وهو ما جعله يقترح على وزارة التعليم العالي، وبدلا من إحالة هؤلاء الأساتذة على التقاعد الإجباري “فيا حبذا لو تتم إحالتهم، على مخابر البحث ومراكز الاستشراف، خاصة أن الجزائر تملك 1500 مخبر، وذلك لاستغلال خبرتهم، ومنح مراكز البحث تصورات علمية جديدة، بدل ركنهم على الهامش” على حد تعبير محدثنا.

ويؤكد ميلاط، أن الجامعات في الدول الغربية، تحتضن الأساتذة أصحاب التجربة الطويلة، لتستفيد من خبراتهم في الميدان، خاصة أن التقاعد في قطاع البحث العلمي لا سن معينة له.

ويُشار أن الكثير من الجامعات عبر الوطن، تعاني عجزا كبيرا في الأساتذة، يصل إلى حدود 40 ألف أستاذ. فيما يبلغ عدد الأساتذة الموجودين بالقطاع حاليا 60 ألف أستاذ يسهرون على تأطير مليون و700 ألف طالب، وكما أن قرابة 80 ٪ من الأساتذة العاملين موظفون عن طريق عملية التعاقد.

مقالات ذات صلة